حكاية صورة :البناية التي …

محمد كمال المريني

صورة لأسفل حي الحدادين سنة 1934 وهي تنقل لنا ارتياد عدد من ساكنة منطقة صفرو ضمنهم امرأة بهلولية لزنقة الصناع التقليديين ،في أفصى عمق الصورة باب محكمة العموري حينها سنة بعد وفاة القايد العموري الذي حل بمدينة صفرو سنة 1911 مع الجيش الفرنسي ،كانت البناية حينها ملكا جماعيا (وما تزال ) لبلدية صفرو التي أحدثت سنة 1917 .

يذكر الكثير من أهل صفرو بغير قليل من الحنين بناية ” السانتيكا ” ،فهذا الملك الجماعي الخاص لبلدية صفرو المتواجد شمال ساحة العموري استغل سنين طويلة كمقر لمحكمة صفرو إلى حين انتقالها إلى بناية بلدية صفرو (جزء من دار القايد عمر اليوسي ) على عهد الباشا امبارك البكاي الهبيل ،حينذاك استغلت البناية قسما مدرسيا شكل رافدا من روافد المدرسة الإبتدائية المتواجدة بحي بني مدرك .

على عهد حكومة عبد الله إبراهيم ،وفي إطار ” المكتسبات ” التي أغدقت على نقابة الإتحاد المغربي للشعل من تفرغات ومقرات نقابية ،تم وضع البناية تحت تصرف النقابة المذكورة على سبيل الكراء ،التي وضعته في كثير من المناسبات رهن إشارة بعض الجمعيات مثل منظمة الكشافة المغربية الإسلامية للقيام ببعض أنشطتها خلال سبعينيات القرن الماضي ،كما شهد المقر نفسه خلال تسهينيات القرن الماضي معتصما ومقرا للجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب فرع صفرو .

بناية السانتيكا كات عبارة عن قاعة فسيحة ،يتوسط واجهتها باب بدرج بتوسط نافذتين كبيرتين كانتا تؤمنا الإنارة و التهوية للمقر ،وكانت كل نافذة تتوفر على مصطبة صغيرة تعود شباب المدينة القديمة الجلوس فيها للسمر ليلا .

في غمرة الترامي على الملك العمومي واجتياح الباعة الجائلين والفراشة للممرات الرئيسية للمدينة القديمة وساحاتها ،تحولت ساعة العموري إلى سوق للخضر والفواكه والسمك ،وتغيرت واجهة بناية ” السانتيكا ” التقليدية وتم إعدام مصطبتي النافذتين ،وعادرت النقابة العتيدة مقرها التاريخي لمقر أفسح في حي عصري…بقيت النقا بة محتفظة بالمقر الذي لم يعد مقر اجتماعات النقابيين واحتجاجات المعطلين بل مستودعا ،بكراء بالباطن ،للخضروات والفواكه

التعليقات مغلقة.