أولياء ظرفاء: بُوتَالكيوت، لالة تاوْلْلُّوت.. أماكن نادرة لتقديم طلبات الزواج

ام العيد ميمون

هناك من يبحث عن شريك حياته عن طريق الانترنيت، في المواقع الإجتماعية، ومواقع الزواج المتخصصة. هناك من ما يزال يعتقد ببركة مكان ما في مساعدته للظفر بزوج المستقبل. أغلب الزائرات من النساء، تأخر زواجهن لكنهن يستعجلنه بهذه الطريقة، زيارة هذه الأمكنة:
لالّة تَوْلُلُّوتْ.. دَحرجة تُحدد وجهة زواجكِ

كثيرة هن النساء الوليات الناسكات. وقد دونت كتب المناقب أسماء الكثير منهن، كلالة تاعلات ومماس وتيعزّي السملالية. والمغرب يعج بأضرحة الصالحات اللواتي يبرك الزوار بقبورهن والتشفع بمراقدهن، ذكر المختار السوسي الكثير منهن في معسوله، وقد خصص لهن الباحث المغربي رحال بوبريك كتابا بعنوان “بركة النساء: الدين بصيغة المؤنث”. منهن من اعتقد الناس عدم انقطاع بركتها حتى بعد وفاتها، وكثير منهن كان لوفاتها وقع أكبر، بل يزيدهن قدم القبر قداسة واعتقادا بالفاعلية لدى عامة الناس.

لكن لالة تولْلّوت موضوع حلقتنا هاته لم يأت لها ذكر في كتب المناقب وسير الأولياء والصالحين. شخصيات الهامش ظلت مجهولة حتى وإن تعلق الأمر بالأولياء والوليات.لا معلومات عن هذه الولية التي استمرت بركاتها حتى وهي عظام داخل قبرها، فلا السكان المحليون يعرفون عن سيرتها وتصوفها أي شيء، ولا كتب المناقب وسير الأولياء والصالحين ذكرت شيئا عن حياة عابدة مُفترضة وناسكة مجذوبة اسمها لالة تَوْلْـلُّوتْ، حتى قبرها الذي يقول بعض السكان أنه كان قرب هذا التل، فقد جرفته المياه ولم يعد له أثر. لا يعرف الناس ومنهم الزائرات سوى أن بركاتها حقيقية وأن من زارها من النساء ولم تتزوج فإن السبب هو “قلة نيتها وضعف إيمانها”..

يوجد مزار لالة توللوت في نفوذ جماعة تازارين بإقليم زاكورة بين دوّاري أيت سيدي عْلي وتِيمكانين قرب تل في أرض خلاء، تقصده النساء مساء كل جمعة زرَافَاتٍ ووِحدانا لوضع طلبات الزواج، لكن الزيارة تقتضي التبرك بالمكان لثلاث جمعات متتالية، ووضع بعض النقود تحت أحجار قريبة من مكان التبرك، على أن تُتَوج الزيارة الثالثة بدحرجة النساء من تل لالة توللوت، من هنا جاءت هذه التسمية توللوت التي تعني في الأمازيغية الدحرجة، فمن تدحرجت شمالا فإن بعلها يستوطن الشمال، ومن تدحرجت جنوبا فزوجها المستقبلي سيأتي من الجنوب لخطبتها في أيام، ومن تسمرت في مكانها بلا دحرجة فما عليها سوى أن تجدد الإيمان بالبركات وتعيد الزيارة لثلاث جمعات متواليات..
بُوتَالكيوت.. جُهد وتَرْكِيز والقليل من السمن

بُوتالكووت (أو بُوتَالكيوت) حسب اختلاف لَكْنةِ النّطق، ليس وليا متعبدا ناسكا مجنونا كما هو متعارف عليه في صلحاء المغرب وأولياء البلد. هو جبل يوجد في امسمرير به كُوة، (ومن الكوة جاء الإسم) جماعة تيلمي بإقليم تنغير. تقصده الفتيات في الغالب من أجل “التأكد” من أنهن سوف يتزوجن هذا العام، أم أن ما يزال “السعد” بعيدا، ولابد من الإنتظار.

سمة “بوتالكووت” هذا أنه لا يمنح الأزواج كما هو مقصد الناس من زيارة العديد من الأولياء” المتخصصين” في هذا المجال الذي يؤرق العديد من الفتيات. هو لا يمنح ذلك، فقط “يؤكد” للزائرات في الغالب، رغم أن الذكور يجربون حظهم أيضا، يؤكد لهم أَسيتزوجون هذه السنة أم لا؟

الأحجار المتراكمة أسفل الجحر (الصورة) هي لأشخاص غادروا هذا المكان مُنكسري الخاطر بعد أن رُفِض طلب زواجهم هذه السنة على الأقل. 

ينبني “قانون اللعبة ” في زيارة هذا المكان الفريد على أن أن تمر الفتاة العازبة من كوة الجبل كخطوة أولى، ثم تختار حصى و تركز مستعملة كامل قواها الذهنية ورميه في ذلك الثقب الجبلي، فإن رسى الحصى في الثقب فهذا فأل جيد، وجواب من “بوتالكووت” على أن هذه الفتاة سوف تتزوج هذه السنة، وما عليها لإتمام مراسيم الزيارة سوى أن تجلب بعض السمن البلدي وتذهن به فوهة الكوة التي دخلت منها أول مرة، وذلك عربون وفاء وإخلاص وإعترافا ببركة المكان و كهدية “لأيت أودغار” مّالين المْكان..

التعليقات مغلقة.