أعراض الجلطة الوريدية وأسبابها وطرق الوقاية منها

إعداد مبارك أجروض

تعتبر الجلطات واحدة من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً، وتحديداً التي تصيب الرجل أو الساقين.. وتعرف بتجلّط الأوردة العميقة المعروف اختصارًا باسم DVT، هو جلطة دموية تتشكل داخل الوريد وعادة ما تكون عميقة داخل الساق، وتمنع تدفّق الدم وتتلف الأعضاء. وتعد الجلطات الوريدية، أحد الأمراض التي تحدث نتيجة تخثر وعدم تدفقه بصورة طبيعية من وإلى القلب، ويعتبر الساق من أكثر الأماكن التي تصاب بها، ما يؤدي إلى تورمها، في حالة قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة.

ويكمن خطر الإصابة بـDVT  في أن جزءًا من الجلطة يمكن أن ينفصل وينتقل عبر مجرى الدم، ويمكن أن تتعثر في الرئتين وتمنع تدفق الدم، مما تسبب في تلف الأعضاء أو موتها.

* الأعراض

من الأعراض الشائعة لتجلط الأوردة العميقة وجود تورم في الساق أسفل الركبة، وربما يظهر احمرار وطراوة، أو ألم في منطقة الجلطة، لكن لا تظهر الأعراض على نصف المصابين ممن يعانون من جلطات وريدية.

* أسباب الإصابة

يؤدي الضرر في البطانة الداخلية للوريد إلى التسبب في الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، على سبيل المثال أثناء عملية جراحية أو بسبب التعرض لجرح غائر أو نتيجة خلل في الجهاز المناعي.

* الأشخاص الأكثر عرضة

وإذا كان دم المريض كثيفًا أو يتدفق ببطء، فمن الأرجح أنه يشكل جلطة، خاصة في الوريد الذي تضرر بالفعل. كما يكون الأشخاص، أصحاب عوامل وراثية معينة، أو من لديهم زيادة في إفراز هرمون الاستروجين، أكثر عرضة للجلطات الدموية.

لكن تبقى النسبة الأعلى بين مرضى السرطان، ومن خضعوا لعملية جراحية، أو من رقدوا طويلا في الفراش، وكبار السن، والمدخنين، ومن يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وأيضا بسبب الجلوس لفترات طويلة، كما هو الحال في رحلة السفر الطويلة بالطائرة أو الحافلة أو السيارة.

* هؤلاء مهددون بجلطات الساق الوريدية

ويشير الدكتور وليد الدالي، أستاذ مساعد جراحة الأوعية بالقصر العيني، إلى أن هناك مجموعة من الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة بجلطات الساق، ومن أبرزهم:

ـ كبار السن

يتعرض كبار السن لجلطات الساق، بسبب ضعف الدورة الدموية التي تحدث مع التقدم في العمر، فضلًا عن قلة الحركة ونقص السوائل في الجسم.

ـ مصابي الكسور

تهدد جلطات الساق المصابين بالكسور، بسبب بقائهم لفترة طويلة دون حركة، ما يؤثر على تدفق الدم إلى الأوردة الدموية، فيعرضهم إلى خطر تكون الجلطات.

ـ أثناء العمليات الجراحية

تتعرض بعض الحالات أثناء العمليات الجراحية لجلطات الساق، كعمليات الحوض أو الولادة، لأن التخدير يؤثر على سيولة الدم، ويتسبب في ضعف تدفق الدم إلى الأوردة.

ـ الحوامل

يحدث للسيدات خلال فترة الحمل اضطرابات بالهرمونات، ما يؤدي إلى لزوجة الدم، فمع الجلوس لفترات طويلة وعدم الحركة، تتعرض بعض الحوامل لجلطات الساق الوريدية.

ـ الموظفين

يتعرض الأشخاص الذي يمتهنون الأعمال المكتبية إلى خطر الإصابة بالجلطات الوريدية، نظرًا لجلوسهم لساعات طويلة، ما يضعف من تدفق الدم في الأوردة.

ـ مرضى الثرومبوفيليا

يتسبب ذلك المرض في زيادة عوامل تحثر الدم وعدم تدفقه بصورة طبيعة بالأوردة، ما يهدد المصابين بجلطات الساق.

ـ علاج جلطات الساق الوريدية

ويشدد الدالي على أهمية استشارة الطبيب على الفور، عند ملاحظة تورم إحدى الساقين، مؤكدًا أن أبرز طرق علاجها:

ـ الراحة لمدة أسبوع.

ـ تناول الأدوية المضادة للتجلط وسيولة الدم.

ـ المداومة على الحركة، لتنشيط الدورة الدموية.

* طرق الوقاية

توجد علاجات متنوعة للتعامل مع جلطات DVT، ما بين تدخل جراحي، وأدوية متدرجة في درجة القوة، بحسب الحالات ومدى خطورة الجلطة، كما أن هناك إجراءات حاسمة مثل الإقلاع عن التدخين وخفض الوزن لمن يعانون من السمنة.

وتوجد وسائل وقائية مثل ارتداء جوارب خاصة تمارس ضغطا لطيفا على الساقين للحفاظ على حركة الدم. وتساعد الجوارب الضاغطة على منع الجلطات من التورم، وتخفيف الألم إذا كانت قد تشكلت الجلطة بالفعل. ويمكنك الحصول عليها من الصيدلية بدون وصفة طبية، ولكن يحتاج الأمر لوصفة طبية لمن تحتاج حالاتهم لجوارب ذات ضغط أكبر.

ينبغي عند الجلوس أن يتم رفع القدمين عن الأرض كلما أمكن ذلك، يساعد رفع القدمين على تيسير تدفق الدم في العروق باتجاه القلب، كما يمكن أن يقلل من تورم القدمين والشعور بعدم الراحة في الساق، إذا كان هناك DVT.

يعد استخدام العضلات لتسهيل تدفق الدم، من الحلول المفيدة، ينصح الأطباء بضرورة أخذ فترات راحة من الجلوس لفترة طويلة على المكتب، على سبيل المثال، يمكن تمديد الساقين والنهوض للوقوف والسير لبعض خطوات من وقت لآخر، يساعد التمرين المنتظم في الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل أيضا من احتمالات الإصابة بجلطات الأوردة العميقة.

نصائح للمسافرين

عند السفر يمكن أن يبقى الشخص جالسًا لأكثر من 4 ساعات، لذا لا يجب ارتداء ملابس ضيقة، ويجب شرب الكثير من الماء، وينصح الأطباء بضرورة النهوض والتجول على الأقل كل ساعة أو كلما أمكن ذلك، إذا كان المسافر مضطرا للبقاء في مقعده، فيمكنه على الأقل مد وتحريك ساقيه، وفتح وضم الساقين والفخذين في حركات منتظمة، أو رفع وخفض العقبين مع ملامسة أصابع القدمين للأرض، وبمجرد الوصول إلى وجهته، يجب على المسافر تعمد الحركة سيرا على الأقدام قدر الإمكان.

التعليقات مغلقة.