التهاب الأنف غير التحسسي

إعداد مبارك أجروض

التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية يشمل العطس المزمن أو احتقان وسيلان الأنف دون سبب واضح. تتشابه أعراض التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية مع أعراض حمى القش، لكن لا يوجد أي دليل على وجود رد فعل تحسسي.

يمكن أن يؤثر التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية على الأطفال والبالغين، ولكنه أكثر شيوعًا بعد سن 20. تختلف محفزات أعراض التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية، وقد تشمل بعض الروائح أو المهيجات في الهواء، والتغيرات في الطقس، وبعض الأدوية، وأطعمة معينة، والحالات الصحية المزمنة.

يُشَخَّص التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية بعد استبعاد احتمال وجود الحساسية، وقد يتطلب هذا اختبارات حساسية الجلد أو الدم.

* أعراض التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية

إذا كنت مُصابًا بالتهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية، فمن المحتمل أن تعاني من أعراض تظهر وتختفي على مدار العام. ومن الممكن أن تعاني من أعراض ثابتة، وأعراض تظل لمدة أربع ساعات، أو أخرى تستمر لأيام. ويمكن أن تشمل علامات وأعراض التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية ما يلي:
ـ انسداد الأنف.
ـ رشح الأنف.
ـ العطس.
ـ المخاط (البلغم) في الحلق (تنقيط أنفي خلفي).

ولا يسبب التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية حدوث حكة في الأنف أو العين أو الحلق – وهي الأعراض التي ترتبط عادة بأنواع مثل حمى القش.

ويجب استشارة الطبيب إذا:
ـ كانت الأعراض شديدة.
ـ كان لديك علامات وأعراض التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية والتي لا يُشفى منها باستخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبيبة أو الرعاية الذاتية.
ـ كان لديك آثار جانبية مزعجة بسبب الأدوية المتاحة دون وصفة طبية أو الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج التهاب الأنف.

* أسباب التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية

يحدث التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية عندما تتوسع الأوعية الدموية الموجودة في الأنف، مما يؤدي إلى ملء بطانة الأنف بالدم والسائل. يوجد العديد من الأسباب المحتملة لهذا التوسع غير الطبيعي للأوعية الدموية أو التهاب الأنف. ولكن مهما كان المحفز، فإن النتيجة واحدة، وهي تورم أغشية الأنف والإصابة بالاحتقان.

ويمكن لأشياء عديدة أن تؤدي إلى تورم الأنف نتيجة التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية – وبعضها يؤدي إلى أعراض تظهر لمدة قصيرة بينما تسبب أعراض أخرى مشكلات مزمنة. وتشمل محفزات التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية ما يلي:

ـ المهيجات البيئية أو في مكان العمل
يمكن أن يحفز كل من الغبار، والهباب، والدخان غير المباشر أو الروائح القوية مثل العطور، حدوث التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية. كما يمكن أن تكون الأبخرة الكيميائية مثل التي يتم التعرض لها في مهن معينة، من ضمن الأسباب أيضًا.

ـ تغيرات الطقس
يمكن أن تحفز تغيرات درجة الحرارة أو الرطوبة الأغشية داخل الأنف مما يؤدي إلى تورمها، أو التسبب في رشح الأنف أو انسدادها.

ـ العدوى
تُعد العدوى الفيروسية من الأسباب الأخرى لالتهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية ومنها البرد أو الإنفلونزا على سبيل المثال. يتم الشفاء من هذا النوع من التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية بعد أسابيع قليلة، ولكنه يمكن أن يتسبب في وجود مخاط متواصل في الحلق (تنقيط أنفي خلفي). ويمكن أن يصبح هذا النوع من التهاب الأنف مزمنًا، مما يسبب تصريفًا أنفيًا يتغير لونه باستمرار، مع حدوث ألم في الوجه والضغط (التهاب الجيوب الأنفية).

ـ الأطعمة والمشروبات
يمكن أن تُصاب بالتهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية عند تناول الطعام، وخصوصًا عند تناول أطعمة ساخنة أو حريفة. كما يمكن أن يسبب شرب الكحوليات تورم الأغشية داخل الأنف، مما يؤدي إلى احتقان الأنف.

ـ بعض الأدوية
يمكن أن تسبب بعض الأدوية حدوث التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية. تشمل هذه الأدوية كلا من الأسبرين، وإيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي وغير ذلك)، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات بيتا. يمكن أن يتم تحفيز التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية لدى بعض الأشخاص عن طريق المهدئات، أو مضادات الاكتئاب، أو الأدوية المستخدمة لعلاج خلل الانتصاب. يمكن أن يسبب الاستخدام المفرط لبخاخات الأنف التي تحتوي على مزيلات الاحتقان نوعًا من التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية ويسمى التهاب الأنف دوائي المنشأ.

ـ التغيّرات الهرمونية
يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية بسبب الحمل أو الحيض أو تناول حبوب منع الحمل أو الحالات الهرمونية الأخرى مثل قصور الدرقية، الإصابة بالتهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية.

ـ الضغط النفسي
يمكن أن يحفز الضغط النفسي العاطفي أو المادي الإصابة بالتهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية لدى بعض الأشخاص.

* عوامل خطورة التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية

تشمل عوامل الخطورة التي يمكن أن تزيد من التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية ما يلي:

ـ التعرض إلى المهيجات
إذا تعرضت إلى الهباب أو أبخرة العادم أو دخان التبغ – على سبيل المثال لا الحصر – فستتعرض لخطر متزايد للإصابة بالتهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية.

ـ أن يكون عمر الشخص أكبر من 20 عامًا
وعلى العكس من حساسية الأنف، والتي تحدث عادة لدى من يقل عن 20 عامًا، وفي الطفولة عادة، فإن التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية يحدث بعد بلوغ العشرين عامًا لدى معظم الأشخاص.

ـ استخدام مزيلات الاحتقان في شكل نقط أو بخاخات للأنف لفترة طويلة
يسبب استخدام مزيلات الاحتقان على شكل نقاط أو بخاخات للأنف لفترة طويلة (أفرين، دريستان، وغيرهما) لمدة تزيد عن أيام، احتقانًا أنفيًا شديدًا عندما تجف مزيلات الاحتقان، ويسمى ذلك عادة بالاحتقان الارتدادي.

ـ أن يكون المريض أنثى
بسبب التغيرات الهرمونية، تسوء حالة الاحتقان الأنفي عادة أثناء الحيض والحمل.

ـ التعرض للعوادم في العمل
وفي بعض الحالات، يتم تحفيز التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية عن طريق التعرض لمهيج معين في الهواء في مكان العمل (مهيجات مهنية). وتشمل بعض المحفزات الشائعة وقود الطائرات أو عادم الطائرات النفاثة، أو المذيبات أو المواد الكيميائية الأخرى والعوادم الناتجة عن تحلل المواد العضوية مثل السماد العضوي.

ـ الإصابة بمشكلات صحية معينة
يمكن أن يسبب عدد من الحالات الصحية المزمنة حدوث التهاب الأنف أو التسبب في تدهوره مثل قصور الدرقية ومتلازمة التعب المزمن.

* مضاعفات التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية

تشمل مضاعفات التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية ما يلي:

ـ لحمية الأنف
وهي عمليات نمو رقيقة وغير سرطانية (حميدة) تظهر على بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية بسبب الالتهاب مزمن. ويمكن أن تسبب لحمية الأنف الصغيرة مشكلات معينة، ولكن اللحمية الكبيرة قد تسد تدفق الهواء من خلال الأنف مما يجعل التنفس صعبًا.

ـ التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يمكن أن تزيد الإصابة لمدة طويلة باحتقان الأنف الناتج عن التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية من قابلية الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، وهي العدوى أو الالتهاب الذي يصيب الغشاء المبطِّن للجيوب الأنفية. وعندما يستمر التهاب الجيوب الأنفية لمدة تزيد عن 12 أسبوعًا متتاليًا، تتم الإشارة إليه كالتهاب مزمن في الجيوب الأنفية. يسبب التهاب الجيوب الأنفية ألمًا ومضضًا وتورمًا حول العينين أو الخدين أو الأنف أو الجبهة.

ـ عدوى الأذن الوسطى
يمكن أن تودي زيادة السائل واحتقان الأنف إلى عدوى الأذن الوسطى.

ـ مقاطعة الأنشطة اليومية
يمكن أن يصبح التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية مؤرقًا. قد تقل إنتاجيتك في العمل أو المدرسة، وقد تحتاج إلى الحصول على إجازة بسب اشتداد الأعراض أو الحاجة لزيارة الطبيب.

* الوقاية من التهاب الأنف غير المرتبط بالحساسية

لا توجد حاليًا طريقة ناجحة لمنع الإصابة بالتهابات الأنف غير التحسسية. ومع ذلك، أشارت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يتناولون السمك الغني بالزيت أو بعض الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة قد يكونون أقل عرضة لظهور مرض التهاب الأنف غير التحسسي والتحسسي. لوحظ انخفاض الخطر في الأطفال الذين يستهلكون سمك الرنجة أو الماكريل أو سمك السلمون على الأقل مرة واحدة في الأسبوع.

إذا كنت مصابًا بالفعل بالتهاب الأنف غير التحسسي، يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل أعراضك ومنع احتدامها:

ـ تجنب المحفزات:

إذا تمكنت من تحديد الأشياء التي تسبب الأعراض أو تُفاقمها، فإن تجنبها يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.

ـ عدم الإفراط في استخدام مزيلات احتقان الأنف:

استخدام هذه الأدوية لأكثر من بضعة أيام في المرة الواحدة يمكن في الواقع أن يتسبب في تفاقم أعراضك.

ـ الحصول على علاج مؤثر:

إذا كان العلاج لا يُعطي النتائج المرجوة، فعليك أن ترى طبيبك. يمكن لطبيبك إجراء تغييرات تؤدي إلى منع الأعراض أو تقليلها بشكل أفضل.

التعليقات مغلقة.