السيلوليت

جريدة أصوات :إعداد مبارك أجروض

السيلوليت هو تجمّع الدهون تحت النسيج الضام في البشرة، فتُعطي الجلد مظهراً منتفخاً. يمكن أن تظهر السيلوليت على الفخذَين والساقَين والذراعَين والردفَين. ويرتبط ظهور السيلوليت بمكوِّن جيني قوي جداً، ومكوِّن آخر على صلة بالتقدم في العمر، والأمران لا مفر منهما، إنما يمكن بالطبع ضبط السيلوليت والحد منها. ويمكن أيضاً السيطرة عليها بواسطة العوامل البيئية والتعديلات في نمط الحياة. إذاً، ولحسن الحظ، يمكن تجنّب ظهور السيلوليت وتأخيرها والسيطرة عليها عبر تغيير بعض العادات البسيطة.

إذ يشكل تراكم الدهون تحت الجلد، المعروف بالسليوليت، هاجساً مزعجا لدى الكثيرات، إذ تظهر على شكل تجاعيد تشوه البشرة. ويمكن لهذه التجاعيد أن تكون مؤشراً على وجود مشاكل صحية، ولذلك يجب التخلص منها لسلامة الجسم وجمال البشرة. ويعد السليوليت من أكثر المشكلات الجمالية التي تواجه النساء. ويعود سبب هذه المشكلة إلى تجمع الدهون بشكل عشوائي تحت طبقات الجلد، ما يؤدي إلى ظهور تجاعيد على سطح الجلد تشبه قشرة البرتقال.

وعليه بات هاجس سيلوليت يلاحق كل امرأة، تعاني أكثر من 80% من النساء هذه المشكلة التي تبدو عصيّة على الحل. تنفق بعض النساء أموالاً طائلة لشراء المستحضرات التجميلية التي تعالج السيلوليت، فيما يلجأ بعضهنّ إلى العملية الجراحية للتخلص منه، وفي الحالتين هنّ غير سعيدات بالنتيجة التي حصلن عليها. فهل تكون هذه العلاجات مؤقتة وخدعة تجارية مربحة ؟ وما رأي طبّ الجلد في هذا الموضوع ؟

حيث يمثل “السيلوليت” العقدة التي تصيب الفتيات، وهذه المشكلة تستدعي مواجهتها من أجل التغلب عليها، هناك أنواع عدة من السيلوليت، النوع الأول ويحدث بسبب زيادة الخلايا الدهنية تحت الجلد وخصوصا الفخذين والأرداف، أما النوع الثاني فسببه عدم وجود عدم تناسق في الأنسجة العضلية، كما أن وجود السيلوليت ناتج قلة شرب المياه وكثرة تناول الكافيين والوجبات السريعة والأطعمة المشبعة بالدهون بالإضافة إلى التدخين والتغيرات الهرمونية وقلة ممارسة الرياضة.

* البدانة والسيلوليت

تسود بين النساء معتقدات كثيرة حول أسباب ‫الإصابة بالسيلوليت، منها أن البدانة تعزز حدوث هذه المشكلة الجمالية ‫التي تجعل البشرة تبدو كقشرة البرتقال. فما مدى صحة هذا الاعتقاد ؟، ليس ‫بالضرورة أن يرجع سبب الإصابة بالسيلوليت إلى البدانة، إذ أن هذه ‫المشكلة الجمالية تصيب النحيفات أيضاً.

وأوضحت هوفمان – اختصاصية الجلدية والأوعية الدموية والحساسية بمستشفى ‫شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين – أن الإصابة بالسيلوليت ترجع في ‫المقام الأول إلى ضعف النسيج الضام. لذا تعد النساء أكثر عُرضة للإصابة ‫بالسيلوليت، إذ يكون النسيج الضام لديهن رخواً وقابلاً للتمدد كي ‫يتسنى للجسم التكيف مع فترة الحمل، وأضافت الطبيبة أنه يمكن محاربة السيلوليت من خلال ممارسة ‫الرياضة، إذ أنها تقضي على الخلايا الدهنية المتضخمة والتي تتسبب في ‫ظهور النتوءات على البشرة. كما أن تدليك النسيج الضام يعمل على تحفيز ‫الدورة الدموية مما يحد من ظهور السيلوليت، وأشارت هوفمان إلى أن الكريمات المعالجة للسيلوليت غير مجدية، إذ أنها ‫لا تتوغل في البشرة بدرجة كافية لإحداث تأثير على تلك النتوءات.

* يظهر السيلوليت لدى النساء الرشيقات ايضاً

يعد السيلوليت  من ‫المشاكل الشائعة التي تشوه المظهر الجمالي للبشرة، والتي قد تنشأ نتيجة أسلوب الحياة غير الصحي، ‫وأوضحت الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية أن السيلوليت عبارة عن ‫نتوءات قبيحة تظهر على الفخذين والأرداف وأحيانا على الذراعين والبطن، ‫وهي تجعل البشرة تبدو كقشرة البرتقال.

‫وأضافت أن السيلوليت له أسباب عدة هي: الدهون الزائدة، والبنية المرنة ‫للنسيج الضام لدى جسم المرأة، وهرمون الأنوثة (أستروجين)، ومشاكل الأيض ‫(التمثيل الغذائي)، وقلة الحركة، كما قد يرجع إلى عوامل وراثية، وهو ما يفسر ظهوره لدى النساء الرشيقات أيضا، ولمواجهة السيلوليت تنصح الرابطة الألمانية باتباع أسلوب حياة صحي يقوم ‫على التغذية المتوازنة والغنية بالعناصر الغذائية المهمة، أي الإكثار من ‫الخضروات والفيتامينات ومنتجات الحبوب الكاملة لإمداد الجسم ‫بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، التي تعمل على تنشيط عملية ‫الأيض وتدعيم التوازن الهرموني بالجسم والحد من تخزين الدهون والماء في ‫الخلايا، كما ينبغي الإكثار من شرب السوائل والإقلال من السكر والملح والدهون، ‫والاستغناء عن الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة، والإقلاع عن التدخين ‫والخمر.

‫وإلى جانب التغذية الصحية، تلعب المواظبة على ممارسة الرياضة ‫والأنشطة الحركية دورا كبيرا في مواجهة السيلوليت، إذ تسهم في ‫تنشيط سريان الدم وتحفيز عملية الأيض وتفكيك الدهون.

‫ومن الأسلحة المهمة أيضا لمحاربة السيلوليت أخذ قسط كاف من النوم ليلا، ‫وممارسة تقنيات الاسترخاء، وتدليك الجسم بالكريمات المخصصة للسيلوليت، وإذا لم تفلح كل هذه الوسائل فيمكن حينئذ اللجوء ‫إلى الجراحة، مثل طريقة العلاج المعروفة باسم “سيلفينا” التي وافقت عليها إدارة الأغذية والأدوية الأميركية لتحسين مظهر السيلوليت، وهي إجراء جراحي بسيط يجرى لمرة واحدة، ويستهدف النسيج الضام في دهون الفخذين والأرداف.

* محاربة ظهور السيلوليت أثناء الحمل

تعاني المرأة أثناء الحمل على وجه الخصوص من السيلوليت (وهو ظهور الجلد كأنه غائر ومتكتل)، بسبب تكيف الجلد مع نمو البطن بالإضافة إلى زيادة الوزن واحتباس الماء، إن أعراض السيلوليت تتمثل في ضعف النسيج الضام وترهل الجلد مع ظهور نتوءات قبيحة المظهر على الجلد في الفخذين والأرداف بشكل يحاكي قشرة ثمرة البرتقال، ويمكن للمرأة مواجهة السيلوليت أثناء الحمل من خلال التغذية الصحية والمواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية، بالإضافة إلى تدليك البشرة بكريم مرطب. والخبر السار هو أن السيلوليت غالبا ما يزول من تلقاء نفسه بعد الولادة.

وبشكل عام تعد المرأة أكثر عُرضة للإصابة بالسيلوليت مقارنة بالرجل، لأن جسم المرأة يحتوي على دهون أكثر في الفخذين والأرداف، فضلا عن أن الجلد أكثر نحافة والخلايا الدهنية أكثر سمكا لديها. ويمكن أن يهاجم السيلوليت أي امرأة بغض النظر عن طول قامتها وشكل قوامها.

* نقص في بعض المواد الغذائية الضرورية

يساعد استهلاك المواد الغذائية الضرورية الجسم على التخلص من السموم بشكل أكثر فعالية، فضلاً عن أن لهذه المواد دور فعال في تخفيف ظهور السليوليت، ذلك أنها تحسن وظائف الكبد وتعزز إنتاج بروتين الكولاجين في الجسم، المسؤول عن شد الجلد ومظهره الشاب، يشبه خبراء الصحة طبقة الكولاجين الموجود في الجلد بشبكة أمان تحاول منع تسرب الخلايا الدهنية إلى طبقات الجلد، ما يعني أن تعزيز طبقة الكولاجين مهم لمنع تراكم الخلايا الدهنية تحت الجلد وتكوّن السليوليت.

كما يمكن تحفيز إنتاج الكولاجين طبيعياً عن طريق تناول أغذية غنية بهذا البروتين. ومن بين هذه الأغذية خضروات مثل السبانخ والفواكه الغنية بفيتامين C، علماً أن إنتاج الكولاجين يتراجع بدءاً من سن الـ35.

* عدم ممارسة الرياضة

يعتقد البعض أن الدورة الدموية في الجسم تقتصر على ضخ الدم إلى القلب. لكن ذلك ليس صحيحاً، إذ أن هناك دورة دموية ثانية مسؤولة عن تحريك السوائل اللمفاوية. لكن هذه الدورة لا تحتوي على مضخة لنقل هذه السوائل، بل يتوقف نقلها في الجسم على الحركة، وتعد حركة السوائل اللمفاوية مهمة جداً لتخليص الجسم من السموم. إن التمارين البسيطة مثل القفز أو تحريك الأطراف يمكن أن تحفز الجهاز اللمفاوي، ما يساعد بدوره على التخلص من السموم المسببة للسليوليت.

كما يعتبر التعرق من الوسائل الفعالة للقضاء على السموم. وبالرغم من أن الكثير من السموم يتم طرحها خارج الجسم عبر البراز، لكن غالباً ما يتم إهمال دور الجلد في التخلص من السموم، عبر التعرق الذي يوفر وسيلة طبيعية للحفاظ على الجسم نظيف وصحي.

* أبرز التمارين للتخلص من السيلوليت والقضاء عليه

ينصح الخبراء، باتباع أنظمة غذائية متوازنة وصحية بالإضافة إلى ممارسة عدد من التمارين الرياضية المخصصة لمحاربة السيلوليت والقضاء عليه، كما للتخفيف من مظهره المزعج والحصول على بشرة قوية ومشدودة.

ويشير الخبراء إلى أنه من الصعب القضاء على السيلوليت، هذه المشكلة المزعجة التي تظهر على سطح الجلد، وقد يصبح التخلص منها من الأمور المعقدة لو تم إهمال العناية بها، إلا أنه من بين التمارين الأكثر فعالية والمضادة له ما يلي:

ـ المشي السريع

يمكن للمشي السريع أن يخفض من نسبة الدهون لو مارسته لمدة 45 دقيقة على الأقل، وهي رياضة لا تضطرك لبذل مجهود مضاعف في أدائها كما هو الحال مع الرياضات الأخرى. لذلك، هي من التمارين التي تساعد على شد الساقين وتناسقهما، كما انها تساعدك على عدم الشعور بآلام.

ـ ركوب الدراجات

من ضمن الأنشطة العصرية المتوفرة في صالات الألعاب الرياضية، تمارين ركوب الدراجات. هي من أكثر التمارين العملية والسهلة للقضاء على السيلوليت. ينصحكِ مدرّبو الرياضة البدنية بالالتزام بالجلوس على مقعد الدراجة أثناء التبديل عليها وعدم الضغط كثيراً على الفخذين خلال التمرين حتى لا تصابي بتمزّق في العضلات.

ـ الجري

تعد رياضة الجري سواء في الهواء الطلق أو على الترادميل في صالة الجيم، من التمارين التي تعمل على التخفيف من مظهر السيلوليت، عن طريق تقوية الجلد وشدّه بفضل تشغيل عضلات الساقين أثناء الجري.

ـ القفز بالحبل

واحد من التمارين المثالية في تقليل حدّة السيلوليت، ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ يساعد القفز بالحبل أيضاً على تنحيف الفخذين ورفع معدل ضربات القلب التي تزيد من قدرتك على التحمل، هذا بالإضافة إلى أن القفزات المتكرّرة تقوم بتدليك الجهاز اللمفاوي الذي يعزز بدوره الدورة الدموية بالساقين. مارسي هذه الرياضة البسيطة بمعدل 3 مرات أسبوعياً للحصول على النتائج المرجوة.

* علاج السيلوليت

يمكن علاج السيلوليت من خلال اتباع نظام غذائي صحي، فليس شرطاً أن تحرمي أو تجوّعي نفسك لكن على الأقل يجب الابتعاد عن الزيوت المهدرجة وأكل المطاعم مع ضرورة التركيز على تناول الفاكهة والخضار والبروتين ومنتجات الألبان.

كما يًنصح بضرورة شرب كميات كبيرة من الماء لأنه يرطب الجلد ويحافظ عليه، وفيما يتعلق بالرياضة فإن الذهاب للجيم ليس إجباريًا، فمن الممكن المواظبة على ثلاثة تمرينات رياضية يتم التركيز فيها على الأرجل لمدة 3 مرات في الأسبوع، ومع الاستمرار ستحل المشكلة.

في النهاية، ينصح خبراء الصحة اللواتي يلاحظن ظهور السليوليت لديهن بأن يتذكرن أن أفضل حلّ للحصول على بشرة خالية من السليوليت يكون بتخليص الجسم من السموم.

التعليقات مغلقة.