الأطفال المتخلى عنهم …مصير مجهول

الأطفال” زينة الحياة الدنيا ” بعض الظروف التي ترمي بهم خارج حضن الأسرة بعدما تُقرر الأم أو الأب أو هُما معاً، راغبين أو مُضطرين، الهروب من تحمل مسؤوليتهما.

هذا هو حال الأطفال المتخلى عنهم بالمغرب، وهي ظاهرة باتت مقلقةً للغاية بتزايد عدد الحالات المسجلة مع توالي السنوات. ورغم أن دور الحضانة والرعاية الاجتماعية في عدد من المدن تُحاول تخفيف معاناتهم، إلا أن ذلك يبقى غير كاف إلى أن يلقى الطفل أسرة كافلة تحضنه وتعوضه قليلاً.

كما  يتم العُثور على الرضع المتخلى عنهم في القمامة أو الغابة أو بمحاذاة الطريق، أو يتم تركهم في المستشفى مباشرة بعد الولادة من طرف الأمهات اللواتي يقدمن على هذا الفعل لأسباب كثيرة ومتنوعة؛ منها ما يرجع إلى الجانب الاقتصادي، ومنها ما هو نتيجة لعلاقات غير شرعية، أو بسبب الاغتصاب أو تنكر الشريك لوعد بالزواج.

حيث ويبقى الأطفال المتخلى عنهم أمام خيارات محدودة؛ إما الاحتفاظ بهم في دور للحضانة ولدى جمعيات حماية الأطفال إلى أن يبلغوا سناً معينة يتحملون فيها مسؤوليتهم، وهذه الدور وإن كانت لا ترقى لتعويض الفضاء الطبيعي الذي يحتاجه هؤلاء، إلا أنها توفر لهم الأمان والرعاية اللازمة. وإما التكفل بهم الذي يبقى أفضل سيناريو بالنسبة إليهم.

يُسمي القانون المغربي الأطفال المتخلى عنهم بالمُهمَلين، وينظم كفالتهم ولا يتحدث عن التبني، أي إنه غير متاح، وهو الأمر الذي يجد سنده في الشريعة الإسلامية.

و أيضا يمكن أن يتم التكفل بالأطفال المتخلى عنهم في المغرب من طرف أسرة وفق مسطرة وشروط صارمة منصوص عليها في القانون رقم 15.01 المتعلق بكفالة الأطفال المهملين.

والطفل المهمل وفق القانون المغربي، هو الذي لم يبلغ 18 سنة ويكون من أبوين مجهولين أو من أب مجهول وأم معلومة تخلت عنه بمحض إرادتها، أو يكون يتيماً أو عجز أبواه عن رعايته وليست له وسائل مشروعة للعيش، أو يكون أبواه منحرفين ولا يقومان بواجبهما في رعايته وتوجيهه.

ويُوضح القانون كفالة الطفل المُهمل بكونها التزاماً برعايته وتربيته وحمايته والنفقة عليه كما يفعل الأب مع ولده، لكنه لا يترتب عنها حق في النسب ولا في الإرث.

وتخضع كفالة الطفل المُهمَل لشروط عدة؛ إذ يتوجب أن يكون الكافلان مُسلِمين بالغين سن الرشد القانوني وصالحين للكفالة أخلاقياً واجتماعياً ولهما وسائل مادية كافية لتوفير احتياجات الطفل التي تختلف من سن إلى آخ.

التعليقات مغلقة.