الدهون وصحة الجهاز العصبي

إعداد مبارك أجروض

قد تتراكم الدهون في أي منطقة في الجسم، ومع هذه الدهون المتراكمة تأتي العديد من المخاطر وترتفع فرص الإصابة ببعض الأمراض، فإن كنت غير مهتم باتباع أسلوب حياة صحي يقلل من حجم الدهون على بطنك وحول خصرك، فإليك التحذير العلمي الجاد الذي يشير إلى أن لدهون البطن عدة هيئات وأشكال، وبعضها قد يكون أخطر من الآخر، فبحسب دراسة سلط عليها الضوء موقع “بريفنشن” الطبي، تؤدي زيادة حجم الكرش إلى انكماش في الدماغ، أو بمعنى طبي تزيد فرص الإصابة بالخرف والزهايمر.

ولقد وجدت الدراسة التي نشرتها دورية “نيورولوجي” الطبية المتخصصة في طب الأعصاب، أن الدهون الزائدة على البطن والخصر تزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة بما في ذلك أمراض القلب والسكري، لكنها أيضا لها بالإصابة بأمراض الدماغ وتابع الباحثون في الدراسة ما يقرب من 10 آلاف مشارك بمتوسط عمر 55 عاما، وعقدوا مقارنة بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) وحجم المادة الرمادية والمادة البيضاء في أدمغتهم، المكونان الرئيسيان للمخ.

ومع تقدمنا في العمر، ينخفض حجم المادتين الرمادية والبيضاء في الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف. ووجد الباحثون أن المشاركين ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع ـ وهو مؤشر للبدانة ـ لديهم كمية أقل بكثير من المادة الرمادية في الدماغ مقارنة بالمشاركين الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم السليم.

وتظهر النتائج أن محيط الكرش والخصر الكبير يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، لكن لا يزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتحقق من الارتباط.

في حين وجدت دراستنا أن السمنة، خاصة حول الوسط، كانت مرتبطة بأحجام المادة الرمادية المنخفضة في الدماغ، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت التشوهات في بنية الدماغ تؤدي إلى السمنة أو إذا كانت السمنة هي السبب في هذه التغيرات، بحسب الطبيب مارك هامر، أحد المشاركين في إجراء الدراسة.

لقد وجدنا أيضا روابط بين السمنة والانكماش في مناطق محددة من الدماغ. وهذا سيحتاج إلى مزيد من البحث لكن قد يكون من الممكن أن نقيس مؤشر كتلة الجسم بشكل منتظم للتعرف على صحة الدماغ. للأسف، فإن البطن أكثر الأماكن خطورة لتخزين الدهون، ذلك لأن دهون البطن أكثر نشاطا من أي نوع آخر من الدهون في الجسم ويمكن أن تنتشر في مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون في الدم.

لكن لا تزال هناك فرصة لتصحيح الوضع وتجنب هذه المشكلة الصحية، إذا اتبعت نظاما غذائيا صحيا ومارست الرياضة بشكل منتظم، وحاولت الابتعاد عن التوتر قدر الإمكان مع الحصول على عدد ساعات كاف للنوم كل ليلة.

دهون البطن هي نداء تحذيري لكل رجل وامرأة. وعليه فيجب الخوض في طريق طويل لمنع المشاكل الصحية المرتبطة بدهون البطن وأسلوب الحياة الصحي سوف يقلل الدهون في الجسم من الأعلى إلى الأسفل، والأهم في المنتصف وحينما يتم خسران وزن فسيبدأ الجسم في التخلص من دهون البطن أولا وإذا ما كان هناك قرار خسارة 5-10% من الوزن، فإن ذلك سوف يقلص المخاطر المذكورة سلفًا بنسبة 30%. وإذا ما كان الضغط أحد تلك العوامل، فإن الاسترخاء سوف يساعد بشكل كبير.

لسوء الحظ، إذا ما كان الفرد مهتمًا بمسألة التخلص من تلك الدهون على الكرش وحول الخصر، فلن يجد حلًا سحريًا في عيادة جراحة التجميل. ففي دراسة حديثة منشورة في جريدة ”نيو إنجلاند” الطبية، هناك دحض لكُل الأماني للحصول على حلول سريعة. فعمليات شفط الدهون في الكرش وفي الخصر لم تُظهر أي إنقاص لمعدلات الإصابة بأمراض القلب أو السكري في مجموع 30% من رجال ونساء قاموا بتلك العمليات. خاصةً وأنه لم تظهر أي نتائج لتحسين ضغط الدم المرتفع أو مقاومة الجسم للأنسولين.

وعلى كل من يريد التخلص من تلك الدهون أن حدد فورًا موعدًا مع طبيبه. واتباع نصائحه حول البرنامج الغذائي المناسب والطريقة الأمثل لفقدان الوزن، وخاصة التمارين المنتظمة ـ التي هي كفيلة وحدها بإنقاص الوزن طبقا لعدة دراسات.

التعليقات مغلقة.