الخضروات الصليبية وقاية من الكبد الدهني غير الكحولي

إعداد مبارك أجروض

مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل لمجموعة من حالات الكبد التي تصيب الأشخاص الذين يشربون القليل من الكحوليات، ويحدث بسبب تراكم الدهون الزائدة في الكبد التي لا يسببها الكحول، ويعد هذا المرض اضطرابًا شائعًا جدًا بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، وإذا لم يتم علاجه، فقد يؤدي إلى تلف خطير في الكبد أو سرطان الكبد.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن تزيد الدهون الزائدة في الكبد من خطر التعرض لمشاكل صحية خطيرة، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، وإذا تم التشخيص والعلاج في مرحلة مبكرة، يمكن آنذاك التقليل من كمية الدهون في الكبد ووقف المضاعفات المحتملة.

في هذا الصدد برزت دراسة جديدة كشفت أن مركبًا طبيعيًا موجودًا في العديد من الخضروات المعروفة والمستهلكة على نطاق واسع يمكن أن يساعد في مكافحة أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، فوفقًا لهذه الدراسة، التي قادها علماء تكساس إيه أند إم غيرل لايف، فقد تم العثور على المركب الطبيعي المسمى ”إندول“ في بكتيريا الأمعاء والخضروات الصليبية مثل الملفوف واللفت والقرنبيط وبراعم بروكسل.

ولقد جزمت الدراسة التي تم نشرها مؤخرًا في طب الكبد، بما لا شك فيه أن هذا المركب الطبيعي قد يؤدي إلى علاجات جديدة أو تدابير وقائية للحد من مرض الكبد الدهني غير الكحولي.

* كيف تعمل مادة ”إندول“

وفقاً لتقرير موقع ”ذا هيلث سايت“ الطبي، يمكن أن يكون لبكتيريا الأمعاء تأثير إيجابي أو سلبي على تطور مرض الكبد الدهني، وهذه البكتيريا تنتج أيضًا مادة “الإندول”، الذي يعتقد أن لها فوائد وقائية وعلاجية للأشخاص الذين يعانون من الكبد الدهني. ولقد أقر الباحثون أيضًا بفوائد “إندول 3- كاربينول” الموجود في الخضروات الصلبية، بما في ذلك خصائصها المضادة للالتهابات ومقاومة السرطان.

كما وجدت هذه الدراسة الجديدة أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى يميلون إلى انخفاض مستويات الإندول في الدم، بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على مستويات الإندول أقل بكثير لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. والأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الإندول لديهم كمية أكبر من ترسب الدهون في الكبد.

ولتحديد أثر الإندول، قام فريق البحث بمعالجة النماذج الحيوانية به، والمثير للدهشة، أنهم وجدوا أنه يقلل بشكل كبير من تراكم الدهون والالتهاب في الكبد، فأشاروا إلى أنه بالإضافة إلى تقليل ترسب الدهون في خلايا الكبد، يعمل الإندول أيضًا على الخلايا في الأمعاء، والتي ترسل إشارات جزيئية لتخفيف الالتهاب، وبناء على نتائج بحوثهم، اقترح الباحثون أن الأطعمة الغنية بالإندول أو الأدوية التي تحاكي آثارها قد تكون علاجات جديدة لعلاج مرض الكبد الدهني غير الكحلي.

* طرق السيطرة الطبيعية 

ـ التغذية غير الصحية

يمكن أن تسبب التغذية غير الصحية، مثل الإفراط في تناول الدهون المشبعة، مرض الكبد الدهني غير الكحولي، لذلك فإن اعتماد أسلوب حياة صحي هو مفتاح إدارة الكبد الدهني.

ـ فقدان الوزن،

إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، حاول خفض مؤشر كتلة جسمك بين 18.5 إلى 24.9، ما يشير إلى الوزن الطبيعي.

ـ اتباع نظام غذائي صحي،

فالحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والبروتينات والكربوهيدرات، ولكنه منخفض الدهون والسكر والملح؛ يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة.

ـ ممارسة الرياضة بانتظام،

فيقترح الخبراء أنه يجب على المرء القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط المعتدل الشدة، مثل المشي أو ركوب الدراجات أسبوعيًا.

ـ التوقف عن التدخين،

إذا كنت مدخناً فعليك التوقف، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن تدخين السجائر قد يكون عامل خطر لظهور مرض الكبد الدهني غير الكحولي مع غير المدخنين.

ـ تجنب الكحول،

فرغم أن الكبد الدهني غير الكحولي لا يسببه الكحول، إلا أن الشرب يمكن أن يجعل الأمر أسوأ، ومن الأفضل الحد من الكحول أو التوقف عن الشرب.

التعليقات مغلقة.