ألم الحوض يُهدد الوظائف الحيوية والعلاقة الجنسية

إعداد مبارك أجروض

ألم الحوض من الآلام الشائعة التى تصيب كثيرا من النساء، لكن عندما يستمر الألم لعدة أشهر، فيجب معرفة السبب وعلاجه، على الرغم من أن ألم الحوض المزمن قد يصعب تشخيصه في كثير من الأحيان لكن العثور على التشخيص الصحيح هو الخطوة الأولى نحو العلاج. قد يأتي الألم بأشكال عديدة ويؤثر على أي جزء من الجسم، وربما يصيب الألم منطقة الحوض وهي منطقة حساسة يخشى الشخص التحدث عنها خاصة وأن الشعور بالألم يزداد عند ممارسة العلاقة الحميمية، ولكن الخبر السار هنا هو أن هذا الشخص ليس وحده، وهناك طرق لمعالجة هذه المشكلة، والخطوة الأولى تتمثل في تحديد المشكلة.

يأتي الألم في منطقة الحوض وأسفل البطن والفخذ والأعضاء التناسلية والمستقيم والأرداف وحتى في منطقة أسفل الظهر، وشعورك بالألم يتوقف على الأنشطة اليومية التي تقوم بها، بما في ذلك ممارسة العلاقة الحميمية، أو التبول، أو الجلوس أو ممارسة التمارين الرياضية، ومع الأسف الشديد فإن وباء Covid-19 العالمي قد يساهم في زيادة الأعراض، خاصة وأنك أصبحت تقضي وقتًا أطول وأنت جالس مكانك.

* رأي أصحاب الاختصاص

تحدث مجموعة من الخبراء عن هذه الآلام وهما الدكتور كريستيان روتر، طبيب مُتخصص في طب إعادة تأهيل الحوض، والدكتورة إرين ويبر المتخصص في علاج ألم الحوض، وأكدوا أن هذا المرض مُنتشر، وهناك أشياء تستطيع القيام بها في منزلك لمعالجته أو تخفيف شدته.

* ما ذا يعني ألم في قاع الحوض ؟

غالبًا ما يرتبط ألم الحوض بصحة المرأة واستعادة عافيتها بعد الولادة، ولكنه يُصيب الرجال أيضًا، ويظهر ذلك في العديد من الأعراض مثل ضعف الانتصاب، والتهاب البروستاتا، وسلس البول، وقد يبدو الأمر مُخيفًا للغاية، ولكن لا تدعه يزعجك، لأن كل ما عليك فعله هو السير على المسار الصحيح.

وفقًا للدكتور روتر فإن منطقة الحوض تتكون من مجموعة من شبكة من العضلات والتي تعمل كداعم لأعضاء قاع الحوض بما في ذلك البروستاتا والمثانة والمستقيم والحويصلات المنوية، وتثبيت المفاصل والأمعاء وتعزيز القدرة الجنسية، كما أنها تتأثر بصورة واضحة بالضغط العصبي، والنوم وعوامل أخرى في حياتك.

والآن مع استمرار الحجر الصحي وانتشار الوباء العالمي، بات كثير من الرجال يعانون من أعراض متزايدة من آلام الحوض، وتعتقد الدكتورة ويبر أن الظروف الحالية لها تأثير كبير على زيادة الإصابة بالمرض، بما في ذلك قلة النوم المترتبة على التوتر، والعمل من المنزل، والجلوس طوال الوقت، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، ونقص التواصل الاجتماعي. وفقًا للدكتور ويبر فإن هذه العضلات غالبًا ما تتأثر بحالتنا العاطفية.

* كيفية علاج ألم الحوض

تنصح الدكتورة ويبر بأن تعرف كيف تتنفس بالطريقة الصحيحة حتى تتمكن من التخلص من القدر الكبير من التوتر غير المرغوب فيه، وتقول: “التنفس العميق من منطقة البطن يساعد على تخفيف الانقباض الذي يصيب منطقة الحوض، كما أنه يساعدك على رؤية الأمور بوضوح ومع مرور الوقت ستتمكن من التعامل بصورة أفضل مع التوترات والضغوطات التي تزيد من آلام الحوض”.

وكذلك حاول أن تضبط طريقة جلوسك، تأكد من أنك تجلس وقدماك مثبتان مع الحفاظ على القوس المحايد في منطقة أسفل الظهر، حاول أن تجلس على مقعدك، وتجنب التراخي أو الاستسهال، وخذ شهيقًا وأن تتخيل أنك تجلس في مكان مُريح، وأثناء الزفير حاول جمع كافة الأجزاء معًا، ربما تشعر ببعض الألم في عضلات قاع الحوض ولكنك مع الوقت ستشعر بالاسترخاء.

علاوة على التنفس بالطريقة الصحيحة، ينصح الدكتور روتر بأخذ حمامات دافئة، خاصة وأنها تزيد من مستويات الإندورفين في الجسم، وهو مسكن ألم طبيعي، وكذلك يدعو إلى تجنب الجلوس لفترات طويلة على الأسطح الصلبة، والاسترخاء قدر الإمكان، لأن هذا من شأنه تخفيف أعراض الإصابة بألم الحوض، وتقليل الألم.

* الأعراض الشائعة لآلام قاع الحوض

تحدث الأطباء عن الأعراض الشائعة لآلام قاع الحوض، وقالوا إنه إذا كنت تعاني منها فمن الضروري أن تتواصل مع الخبراء والمتخصصين في هذا النوع لتحديد الأسباب الحقيقية للأعراض ومعرفة ما إذا كان هناك ما يمكن فعله أم لا، وفيما يلي نستعرض بعض هذه الأعراض:

ـ التهاب البروستاتا

البروستاتا هي غدة صغيرة تقع مباشرة أسفل المثانة وتضخم مع مرور الوقت، ويقول الدكتور روتر إن التهاب البروستاتا يتكون من تورم والتهاب الغدد، تفرز هذه الغدة سائلاً يساعد على تكوين السائل المنوي، وقد يكون الالتهاب بكتيريًا، أو غير جرثومي وهو الأكثر شيوعًا، وربما ينتج عن تهيج الأعصاب، والإجهاد، وغالبًا ما تكون منطقة قاع الحوض ضعيفة، وتشمل أعراضه عادة الشعور بالألم عند التبول، والشعور بالألم في منطقة الفخذ والأعضاء التناسلية وقاع الحوض.

ـ متلازمة الرافعة الشرجية

الرافعة الشرجية إحدى العضلات في منطقة قاع الحوض، وهي المسؤولة بصورة أساسية عن منع سلس البول ودعم أعضاء الحوض الأخرى، وغالبًا ما تظهر أعراضها في شكل الشعور بالألم في المستقيم ما يؤدي إلى الشعور بالألم أثناء العلاقة الحميمية، أو بعدها، وكذلك الشعور بالألم بحركات الأمعاء، والإصابة بالإمساك، أو الشعور بامتلاء المستقيم. إن الإجهاد والقلق والإمساك لها تأثير كبير على الإصابة بهذه المتلازمة.

التعليقات مغلقة.