السلطات الفرنسية التحقيق في إمكانية وقوف شبكة كاملة وراء هجوم كنيسة مدينة نيس

بدأت السلطات الفرنسية، أمس الجمعة، التحقيق في إمكانية وقوف شبكة كاملة وراء هجوم كنيسة مدينة نيس، الذي خلف 3 قتلى، وأعلنت اعتقال شخص على صلة بالحادث، في وقت انعقد مجلس الدفاع الفرنسي في قصر الإليزية لبحث التداعيات، وحذرت الحكومة من تهديدات أمنية وهجمات محتملة في كل مكان، فيما بدأت تونس تحقيقاً عن وجود جماعة رُبط اسمها بالهجوم الذي نفذه التونسي إبراهيم العويساوي، الذي يملك سوابق جنائية، بينما أكدت عائلته أنه كان شخصاً ودوداً ولم يُظهر أي علامات تطرف.

ولا تزال فرنسا تحت صدمة الهجوم المروع، وتجمع الناس أمام كنيسة نوتردام، حيث وقع الحادث لوضع الزهور، وإشعال الشموع. وتشتبه السلطات باحتمال انتماء منفذ الهجوم إلى مجموعة تولت تأمين وصوله إلى فرنسا عبر إيطاليا بالقطار، بعد وصوله إلى جزيرة لامبيدوزا كمهاجر غير نظامي. وأشارت التحقيقات إلى أن منفذ الهجوم غير ملابسه قبل توجهه إلى الكنيسة.

وأفادت السلطات أن العويساوي الذي أصيب بجروح خطرة على يد الشرطة، ونقل إلى المستشفى، وصل إلى فرنسا في أكتوبر الماضي، بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في سبتمبر الماضي.

وأوقف رجل يبلغ من العمر 47 عاماً، يشتبه في أنه كان على صلة بالمشتبه فيه.

واجتمع مجلس الدفاع الفرنسي، أمس الخميس، لبحث الهجوم على كنيسة نوتردام، وتقييم الوضع والتدابير المتخذة.

وحث وزير الخارجية جان-إيف لودريان، أمس، مواطني بلاده الذين يعيشون في الخارج إلى توخي الحذر، مشيراً إلى وجود تهديد للمصالح الفرنسية «في كل مكان». وقال لودريان بعد اجتماع لمجلس الدفاع: «وجهت رسالة تحذير من احتمال وقوع اعتداءات أعلى مستوى في خطة في جيبيرات الأمنية، إلى كل رعايانا في الخارج أينما كانوا، لأن التهديد في كل مكان».

وأضاف: «ننتقل سريعاً من الكراهية الافتراضية إلى العنف الفعلي، وقررنا أن نتخذ الإجراءات لضمان أمن مصالحنا ورعايانا»، موضحاً أن التعليمات أعطيت للسفراء «لتعزيز الإجراءات الأمنية» حول الممثليات الفرنسية في العالم.

ودعا لودريان إلى الحذر الشديد في محيط المدارس. وأوضح: «اتخذنا قراراً بعدم فتح المؤسسات التربوية إلا من بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية، والاهتمام بأولياء الأمور والمدرسين والتلاميذ».

من جهة أخرى، توقع وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أمس وقوع المزيد من الهجمات في فرنسا.

وقال: «نخوض حرباً ضد عدو في الداخل والخارج».

وفي تونس، فوض مكتب المدعي العام التونسي بمحكمة مكافحة الإرهاب وحدة أمنية متخصصة لإجراء تحقيقات بشأن وجود جماعة تُدعى «المهدي بالجنوب التونسي» على صلة بهجوم نيس، وفق ما قالت وكالة «تونس إفريقيا للأنباء».

وتسعى الوحدة لمعرفة ما إذا كان التنظيم موجوداً، ومدى مصداقية المزاعم التي أثيرت على مواقع التواصل بأنه المسؤول عن هجوم نيس الذي نفذه التونسي إبراهيم العويساوي. وأكد مسؤول قضائي تونسي، أمس، أن العويساوي تم اعتقاله في 2016 عندما كان قاصراً بسبب العنف واستعمال سلاح أبيض.

وقال نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي، إن المشتبه فيه «ليس مصنفاً إرهابياً لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في  سبتمبر الماضي، ولديه سوابق قضائية».

وأبدت أسرة العويساوي في مدينة صفاقس التونسية صدمتها من الهجوم، وأكدت أنه قبل ساعات قليلة من هجوم نيس، تحدث المشتبه فيه إلى عائلته بتونس بالفيديو عبر مسنجر من مبنى مقابل للكنيسة المستهدفة، مشددين على أنه لم يشر أبداً لاعتزامه شن هجوم.

وقالت شقيقته عفاف، إن أخاها إبراهيم ذهب إلى مبنى مقابل لكنيسة نوتردام فور وصوله إلى نيس صباح أمس الأول ليخلد للنوم والراحة، وإنه أطلعهم على المنطقة. وعندما رأى أفراد عائلته التقارير التلفزيونية التي تظهر آثار الهجوم، تعرفوا فوراً إلى المكان الذي كان فيه. وأكدت الأسرة أنهم أصيبوا بالصدمة من اعتقاله، وفكرة أنه ارتكب جريمة عنف من هذا القبيل.

وقال ياسين، أخو إبراهيم الأكبر: «أخي شخص ودود ولم يظهر التطرف قط»(وكالات)

إيطاليا ترفض تحميلها مسؤولية دخول العويساوي أوروبا

رفضت وزيرة الداخلية الإيطالية لوسيانا لامورجيز، أمس الجمعة، توجيه اللوم لحكومة بلادها لسماحها لمنفذ هجوم كنيسة نيس الفرنسية بدخول أوروبا، مشددة على أنه لم يعد تهديداً محتملاً.

وأكدت لامورجيز، أنه لا السلطات التونسية ولا المخابرات الإيطالية، كانت تعتبر العويساوي تهديداً محتملاً. وقالت للصحفيين: «لا مسؤولية علينا في ذلك». واعترفت الوزيرة أنه من الصعب وقف قدوم المهاجرين في الوقت الحالي.

وجاء الرفض بعدما اتهم حزب «الرابطة» اليميني المتطرف المعارض، وزعيمه ماتيو سالفيني، لامورجيز بالتقاعس عن منع قدوم المهاجرين من إفريقيا. وقال الحزب إن لامورجيز تتحمل المسؤولية عن هجوم نيس. وكتب سالفيني على «تويتر»: «أعتذر للشعب الفرنسي، أعتذر لأطفال من قتلا ومن ذُبحت، نيابة عن هذه الحكومة العاجزة والمتواطئين معها».

التعليقات مغلقة.