إمكانية تزامن الإصابة بالإنفلونزا وCovid-19 في فصل الشتاء

إعداد مبارك أجروض

في ظل ارتفاع أعداد إصابات Covid-19، ودخول فصل الشتاء، الذي تبلغ فيه الإنفلونزا الموسمية ذروتها، الأمر الشيء الذي يحدث إرباكا وقلقا عند الناس، بسبب عدم القدرة على التفريق بين المرضين.. فمع انتشار جائحة Covid-19 في جميع أنحاء العالم واستمرار ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات، ومع دخول موسم الإنفلونزا الذي يبلغ ذروته عادةً في فصل الشتاء، فإن كل سعال أو ارتفاع في درجة الحرارة سيثير قلقًا إضافيًا بازدياد احتمالية الإصابة بعدوى Covid-19. لذلك فمن المحتم أن يكون موسمًا مربكًا للناس لمعرفة ما يجب القيام به عندما يمرضون.

يواجه العالم تفشي وباء Covid-19 منذ شهور، والآن حل علينا الآن موسم الإنفلونزا المخيف. فهل من الممكن أن يصاب شخص بالفيروسين معاً في نفس الوقت ؟ الاجابة، بكل أسف، “نعم”، حيث من الممكن أن يصاب المرء في نفس الوقت بالإنفلونزا العادية ومرض Covid-19، بحسب ما ذكرته صحيفة “فيلادلفيا إنكوايرر”.

* ولكن، ماذا يعني ذلك ؟

تقول الصحيفة الأمريكية إن خبراء الصحة مازالوا يدرسون إلى أي مدى يشيع ذلك، وما الذي يمكن أن يحدث إذا أصيب شخص ما بفيروسي الإنفلونزا وCovid-19.

* للمرة الأولى.. تداخل محتمل

يشار إلى أن موسم الإنفلونزا عادة ما يتراجع تدريجياً بحلول شهر أبريل من كل عام، أو قبل ذلك، ولم تعلن منظمة الصحة العالمية عن Covid-19 كوباء، ولم تبدأ في وضع القيود لمكافحته، حتى شهر مارس الماضي. وسيكون موسم الخريف والشتاء الحالي المرة الأولى التي سيحدث فيها تداخل محتمل بين الفيروسين. ويقول الدكتور إريك ساشينوالا، المدير الطبي للوقاية من العدوى ومكافحتها بمركز أينشتاين الطبي في فيلادلفيا: “ليس لدينا الخبرة الكافية لنحدد حقاً ما إذا كان الوضع عسيراً لدرجة تجعل من الصعب علاجه.” وأوضح: “إنه أمر منطقي بكل تأكيد إذا كان هناك شخص مصاب بنوعي العدوى، فمن الأصعب بالنسبة لجسده أن يقاوم ذلك. وهذان نوعان من الفيروسات التي يمكن أن تسبب أضراراً في الرئة، والالتهاب الرئوي”.

* الفئة الأكثر عرضة للخطر

والأشخاص المعرضون للنسبة الأكبر من خطر الإصابة بالعدويين، هم كبار السن، والذين يعانون من بعض الحالات الصحية الأساسية، والحوامل، بحسب “فيلادلفيا إنكوايرر”.

* توصية بلقاح الانفلونزا

ويساور الأطباء مخاوف في الوقت الحالي بشأن كيف يمكن أن يؤثر حدوث العدوى المضاعفة بهذين المرضين على نظام الرعاية الصحية، الذي ينوء تحت حمل ثقيل بالفعل، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع الخبراء إلى حث الجميع على الحصول على لقاح الإنفلونزا في أقرب وقت ممكن. ويُعتقد أن فيروس الإنفلونزا أقل فتكاً من Covid-19، إلا أنه يصيب ملايين الأشخاص سنوياً، وفي أثناء السنوات التي تحدث فيها العدوى بصورة سيئة، يمكن أن تعج المستشفيات بالمصابين. وفي موسم الإنفلونزا في عامي 2017 و2018 بالولايات المتحدة، قدّر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، عدد الحالات التي دخلت المستشفيات لأسباب مرتبطة بالإنفلونزا بـ810 آلاف، وحالات الوفاة بـ 61 ألفاً.

احتياطات واجب اتخاذها

ومع ذلك، يأمل الخبراء في أن يؤدي ما يقوم به الأشخاص من احتياطات لتجنب الإصابة ب Covid-19- مثل استخدام أقنعة الوجه (الكمامات)، واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي، وغسل الأيدي باستمرار – إلى حماية الكثير من الناس من الإصابة بالإنفلونزا هذا العام، مع التأكيد على أن يكون السعي وراء حصول الجميع – إلا الصغار دون ستة أشهر- على لقاح الإنفلونزا، أقوى من أي وقت مضى. ولكن السؤال المطروح هو: كيف يحدد المرء ما إذا كان مصاباً بفيروس الإنفلونزا أو بCovid-19، أو بالاثنين معاً ؟

يرى تقرير الصحيفة أن من الصعب تحديد ذلك، حيث أن الفيروسين يشتركان في الكثير من الأعراض، التي تشمل الحمى والسعال وضيق التنفس والإرهاق والتهاب الحلق والصداع وسيلان الأنف وآلام الجسم. وبدون إجراء اختبار، سيكون من الصعب معرفة نوع الفيروس لدى المصاب.

كما سيساعد إجراء الاختبار في تحديد المدة التي يتعين على المصاب أن يعزل نفسه في المنزل. فإذا كان مصابا بCovid-19، قد يكون معديا لفترة أطول من الوقت. ويُنصح معظم الأشخاص الذين يصابون بالإنفلونزا العادية، بالبقاء في المنزل لمدة أسبوع بعد ظهور أعراض المرض، أما بالنسبة لمرضى Covid-19، فعليهم البقاء في المنزل لمدة لا تقل عن 10 أيام بعد ظهور الأعراض، حتى إذا اختفت تلك الأعراض قبل مرور الأيام العشرة.

والسؤال المهم الآن هو، هل يجب على المرء أن يخرج من منزله للحصول على لقاح الإنفلونزا إذا كانت معدلات الإصابة بمرض Covid-19 مرتفعة في المنطقة التي يعيش بها ؟ والإجابة هي، أنه في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بمرض Covid-19 على الصعيد المحلي، قد يشعر الشخص بالتوتر إزاء الذهاب إلى الطبيب، أو الوقوف في طابور أمام الصيدلية من أجل الحصول على لقاح الإنفلونزا في الوقت الحالي. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن الحصول على لقاح الإنفلونزا هو سبب مهم ومستحق للخروج من المنزل.

 

 

 


             

       

   

   

التعليقات مغلقة.