الجمعية الولائية الخيرية “الدنيا بخير” تمجد اليوم الوطني للشهيد وتعزز ذكراه كعبرة لمن يعتبر.

تغطية اعلامية/ عائشة حماني _ الجزائر _

تتواصل الاحتفالات باليوم الوطني للشهيد بالجزائر نظير المكانة التي تحتلها هذه المناسبات في إحياء الذاكرة التاريخية شكلا ومضمونا خاصة لدى الجيل الصاعد، باعتباره خليفة مسؤولا في حفظ أمانة الأبطال، الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حرية الوطن وشعبه الأبي.

وبهذه المناسبة الميمونة كان ليومية الأصوات المغربية شرف الوقوف على مشهد الاحتفال بهذا اليوم التاريخي، الذي يعكس شجاعة شهداء الوطن الذين سقطوا في ميدان المعركة، يتصببون عرقا نديا ممتزجا بشغف الحرية التي كانت هاجسا يلاحقهم، إلى أن أبان فجر الاستقلال وتدمير الاستعمار، وهو فعلا ما تحقق بعد 132 سنة من المكابدة والنضال بوجهيه المسلح والمخطط له بالقلم.

وبهذه المنزلة التي تحوز عليها خصوصية الثورة والوطن في نفوس الجزائريين فهم بذلك يمجدون رموز التاريخ إلى آخر رمق إن دل على شيء إنما يدل على حب الوطن والاعتزاز بشهدائه الأبرار، وعلى غرار ولايات الجزائر كان لعاصمة الاوراس “باتنة” مهد الثورة المجيدة تمثيلا خاصا ومميزا لليوم الوطني للشهيد، من خلال الجمعيات الخيرية وعلى رأسها جمعية الدنيا بخير الولائية لولاية باتنة، المعروفة على المستويين الولائي والوطني وحتى خارج إقليم الجزائر، وذلك لم تسهر عليه منذ نشأتها في 2012 وإلى يومنا هذا في توسيع مجالات الخير وكذا إحياء الأعياد والمناسبات الوطنية، أملا منها في توطيد العلاقة بين الأجيال وخلق حبل الوصال الأبدي، بهدف الحفاظ على التماسك والأخوة للحفاظ على تاريخ وهوية الوطن وثروته التاريخية العزيزة في نفوس كل جزائري حر.

وفي إطار هذه المساعي الخيرة نظمت بالتنسيق مع متحف المجاهد لولاية باتنة احتفالا للاعتبار بمآثر الشهداء وصون الأمانة وتنفيذ وصية الشهداء والمجاهدين الأحياء منهم والأموات، والمتمثلة في حفظ السلام والأمان لهذه الأرض الطيبة مهما كان الثمن، أين تخلل النشاط برنامج ثري جمع بين طبوع عدة منها الأدبية الثقافية ومنها التاريخية الاجتماعية.

وفي هذا السياق أكد رئيس جمعية الدنيا بخير الإمام الخطيب الأستاذ بلقاسم قناني “بأنه ساهر رفقة نواديه ومكاتبه وكل أعضاء الجمعية على تعزيز القيم والمبادئ التاريخية للهوية الجزائرية، ناهيك عن كون هذه الأيام الوطنية بمثابة الدرس المفهوم الذي يحتاج لتجسيده قولا وفعلا من خلال تكريس كل الأطر الخيرية في خدمة وتوعية وتوجيه الجيل الصاعد، للاقتداء بالموروث التاريخي علما وعملا، بهدف التشجيع على خدمة الوطن الحبيب في جميع القطاعات دون استثناء، وتماشيا ويوم الشهيد الوطني المتزامن مع 18 فيفري الذي حاز على تأطير مشترك جمع بين جمعية الدنيا بخير الولائية ومتحف المجاهد لولاية باتنة أين تم استفتاح المناسبة بجولة حول الأروقة المخصصة للذكرى، مع تعريف بعض تلاميذ ومنخرطي جمعية الدنيا بخير بزوايا المتحف،وذلك لتزويدهم بمعلومات عن المواقف البطولية التي من شأنها أن تعزز فيهم حب الوطن والغيرة عليه من كل اعتداء.

وفي ظل الكم الهائل من الصور الأرشيفية المعلقة على جدران متحف المجاهد والتي كشفت عن حقائق ومظاهر التعذيب الوحشي الذي تعرض له المجاهدين وشهداء الثورة إبان المرحلة الاستعمارية، ناهيك عن بطولاتهم وتضحياتهم الجسام في سبيل رد الاعتبار للوطن وطرد المستبد الصليبي للأبد، وفي خضم تلك الواجهات التاريخية كان المتحف ملاذ لأخذ  صور تذكارية عن المكان الذي صور البوم ثورة الرجال في معارك الوغى بكل مناطق الولاية، وذلك في الفترة الممتدة من 1954 إلى 1962.

هذا إن دل على شيء إنما يدل على أهمية الصورة التاريخية وبلاغتها في رصد الواقع الثوري المجيد وتوازيا والمناسبة التي تم تنظيمها بتاريخ 20 فيفري بمتحف باتنة، أين استهلت بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تلاه النشيد الوطني الذي شد الهمم وزف الأمل في نفوس الجيل الصاعد المتحلي بروح وطنية عالية تحتاج لدعم وتوجيه دائم، ومسايرة لبرتوكول التنظيم الإعلامي، أحيلت الكلمة لمدير متحف المجاهد لولاية باتنة الذي رحب هو الآخر بالضيوف معبرا بقوله أن ذكرى الشهيد شكلت معلما بارزا في تجسيد تضحيات الشهداء الأبرار والمجاهدين الأبطال الذين دفعوا الثمن غاليا في سبيل أن نعيش في كنف الحرية والاستقلال.

وفي سياق يتبع أشرفت الدكتورة “مريم خيفر”بتقديم مداخلة حول الحدث وأهميته على مستوى الإقليمين العربي والدولي، وتخليدا للذكرى بقالب أدبي استظهر شاعر الثورة الأمازيغي  السيد “نوار شطارة” عضو بجمعية الدنيا بخير قصيدةأمازيغية تزامنا مع فعاليات الاحتفال بيوم الشهيد، هذا وقد استمر وفاء نوادي الجمعية الخيرية “الدنيا بخير” من خلال تفانيها في إبراز قيم الاحتفال بالمناسبات التاريخية من خلال مسرحية غنائية بعنوان “أنا ابن الشهيد” من تقديم نادي السفير للتكوين، فضلا عن اجتهادهم في بيان قيمة الجهاد الذي لا يقتصر على الحروب وفقط بل قد يرتبط بجهاد القلم من خلال تقديم نشيد “من أجلك عشنا يا وطني” للراحل المخضرم الملحمي ابن مدينة الزيبان “عمر البرناوي” وتماشيا وخدمة الوطن من خلال الجيل الصاعد قدمت الفرقة الصوتية لنادي السفير للتكوين أنشودة بعنوان “قد جلست أمام المسجد”، وكان لنادي رشيد للمعرفة هو الآخر إسهام خاص في اليوم التاريخي أين استظهر أنشودة بعنوان “أبناء رشيد” تليها مسرحية ملحمية بعنوان شهداء الثورة، لتُختتم مشاركته بأداء شعري حول يوم الشهيد من أداء المشاركة “كندري إيمان”، بالإضافة إلى تقديم أنشودة “ما تبكيش يا أمي” التي منحت للحدث قيمة فنية خاصة مع المرافقة الموسيقية.

وفي الأخير تم تكريم النوادي المشاركة في إحياء فعاليات اليوم الوطني للشهيد وكذا منظمي الاحتفال الذي اختتم مجددا بالوقوف والاستماع للنشيد الوطني بمدعاة التذكير الدائم بأن الجزائر الحرة الأبية بحاجة لأيادي متماسكة تطفو بها نحو بر السلام والأمان.

 

 

التعليقات مغلقة.