الأمراض المعدية، أسبابها وأعراضها.

إعداد د. مبارك أجروض

تعتبر الأمراض المُعدية Maladies infectieuses اضطرابات تسببها عضويات حية، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات. تعيش كثير من العضويات الحية داخل أجسامنا وعلى سطحها، ومعظم هذه الأحياء غير مؤذيةٍ بل مفيدةً، ولكن في ظروف معينة قد يسبب بعضها الأمراض. ويمكن أن تنتقل الأمراض المعدية من إنسانٍ إلى آخر، وبعضها ينتقل من خلال لدغات بعض الحشرات أو التعرض للعضّ من الحيوانات، بينما يحدث بعضها الآخر نتيجةً لتناول الطعام أو الماء الملوث أو التعرض للعضويات الحية الممرضة في البيئة.

وتختلف أعراض المرض بحسب الكائن العضوي الذي يسبب العدوى، ولكنها تضم في أغلب الأحيان الحمى والتعب. قد تستجيب حالات التوعّك الخفيف للراحة والعلاجات المنزلية، بينما قد تتطلب بعض حالات العدوى التي تهدد الحياة العلاج في المستشفى. يمكن أن تقي اللقاحات من بعض الأمراض المعدية، مثل الحصبة والجدري، كما يساعد الغسل المتكرر والجيد لليدين في حمايتك من الأمراض المعدية.

* الأعراض العامة للأمراض المعدية

ولكلّ مرضٍ معدٍ علاماته وأعراضه المحددة، وتتضمن العلامات والأعراض العامّة والمشتركة للأمراض المعدية ما يلي:
ـ الحمى.
ـ الغثيان والإسهال.
ـ التعب.
ـ الآلام العضلية العامة.

* ضرورة طلب الرعاية الطبية

ـ إذا كنت تواجه صعوبةً في التنفس.
ـ إذا كنت تسعل منذ أكثر من أسبوع.
ـ إذا كنت تعاني من صداعٍ شديدٍ مصحوب بحمى.
ـ إذا كنت تعاني من طفحٍ جلديٍّ أو تورّم.
ـ إذا كانت لديك حمى مجهولة السبب.
ـ إذا أصابتك مشكلاتٌ مفاجئةٌ في الرؤية.
ـ إذا تعرّضت لعضّة من حيوانٍ ما.

* أسباب الأمراض المعدية

ويمكن أن تنتج الأمراض المعدية بسبب:

ـ البكتيريا: تتسبب هذه العضويات الوحيدة الخلية في بعض الأمراض، مثل التهاب الحلق وعدوى المسالك البولية والسل.

ـ الفيروسات: إن الفيروسات رغم أنها أصغر حجمًا من البكتيريا بكثير، إلا أنها تسبّب الكثير من الأمراض، مثل الزكام والأنفلونزا والجدري والسيدا.

ـ الفطريات: يرجع كثير من أمراض الجلد، مثل الثعلبة وسعفة القدم، إلى عدوى الفطريات. بينما يمكن أن تصيب أنواعٌ أخرى من الفطريات الرئتين أو الجهاز العصبي

ـ الطفيليات: تحدث عدوى الملاريا بسبب طفيلياتٍ صغيرةٍ تنتقل من خلال لدغات البعوض. وتعتبر الديدان المعوية من الطفيليات التي تسبب أمراضاً معدية.

* كيفية انتقال العدوى

تنتقل معظم الأمراض المعدية من خلال الاتصال مع شخصٍ أو حيوانٍ يحمل الجراثيم أو الفيروسات أو الطفيليات المعدية، وثمة طرق ثلاث يمكن أن تنتشر من خلالها الأمراض المعدية كما يلي:

ـ العدوى من إنسانٍ إلى آخر 

من الطرق الشائعة للإصابة بالأمراض المعدية الانتقال المباشر للبكتيريا أو الفيروسات أو الجراثيم الأخرى من إنسانٍ إلى آخر، وقد يحدث ذلك حين يلامس إنسانٌ مصابٌ بالبكتيريا أو الفيروس إنسانًا سليمًا أو يسعل باتجاهه أو يقبّله، كما يمكن أن تنتشر هذه الجراثيم من خلال تبادل السوائل نتيجةً للاتصال الجنسي أو نقل الدم، وقد لا يعاني الشخص الذي ينقل الجراثيم من أيّ أعراضٍ للمرض، بل قد يكون مجرد حامل له.

ـ العدوى من حيوانٍ إلى إنسان

يمكن أن تصاب بالمرض من خلال التعرض للعض أو الخدش من قِبل حيوانٍ مصاب بالمرض، حتى لو كان حيوانًا أليفًا، وقد يكون ذلك مميتًا في حالات شديدة، كما أن التعامل مع فضلات الحيوانات يمكن أن يكون خطرًا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تصاب بعدوى داء القطط عند تجريف صندوق الفضلات الخاص بقطتك.

ـ العدوى من الأم إلى الجنين

يمكن أن تنقل المرأة الحامل الجراثيم والفيروسات التي تسبب بعض الأمراض المعدية إلى الجنين، وربما تمرّ بعض الجراثيم من خلال المشيمة، كما قد تنتقل الجراثيم الموجودة في المهبل إلى الطفل أثناء الولادة. ويمكن أن تنتقل الكائنات التي تسبب المرض أيضًا من خلال الاتصال غير المباشر عبر وسائط أخرى، وقد تعيش كثير من الجراثيم على الأجسام غير الحية، مثل أسطح الطاولات أو مقابض الأبواب أو الصنابير، فحين تلامس مقبض بابٍ سبقك إليه شخصٌ مريضٌ بالأنفلونزا أو الزكام على سبيل المثال، فإنك قد تلتقط الفيروسات التي خلّفها ذلك الشخص، وإذا لامست عينيك أو فمك أو أنفك بعد ذلك قبل أن تغسل يديك، فإنك قد تصاب بالعدوى.

ـ العدوى بلدغات الحشرات

تعتمد بعض الجراثيم على حشراتٍ حاملة للعدوى، مثل البعوض أو البراغيث أو القمل أو القراد، كي تنتقل من مضيفٍ إلى آخر، وتسمى هذه الحوامل بالنواقل، ويستطيع البعوض أن يحمل الطفيليات المسببة للملاريا أو فيروس غرب النيل، كما قد يحمل قراد الغزال (قراد اللبود الكتفي)، البكتيريا التي تسبب داء لايم.

ـ العدوى بتلوث الطعام

من الطرق الأخرى التي تصيبك من خلالها الجراثيم المسببة للأمراض بالعدوى هي المياه والأطعمة الملوثة، وتسمح طريقة العدوى هذه للجراثيم بالانتشار إلى كثير من الأشخاص من خلال مصدرٍ واحد، فعلى سبيل المثال، سبب تلوث الماء بجراثيم الكوليرا وباء خطيراً انتشر في لندن وقضى على كثير من سكانها، كما تعيش بكتيريا الإشريكية القولونية داخل أطعمةٍ مثل الحليب والآيس كريم والبيض واللحم غير المطهو جيدًا.

* خطورة الأمراض المعدية

بينما قد يصاب أي شخصٍ بالأمراض المعدية، فإنّك قد تكون أكثر عرضةً للإصابة إذا لم يكن جهازك المناعي سليمًا بالقدر الكافي. ويمكن أن يحدث ذلك في الحالات التالية:
ـ إذا كنت تتناول الستيرويدات أو غيرها من الأدوية التي تثبّط الجهاز المناعيّ، مثل الأدوية المضادة لرفض الأعضاء المزروعة.
ـ إذا كنت تعاني من أنواعٍ محددةٍ من السرطان أو غيره من الاضطرابات التي تؤثر في جهازك المناعي.
ـ إذا كنت مصاباً بسوء التغذية.

إضافةً إلى ذلك، فهناك حالات طبية محددة أخرى قد تجعلك عرضة للعدوى، بما فيها الأجهزة الطبية المزروعة والتقدم في السن وغير ذلك من الحالات.

* مضاعفات الأمراض المعدية

تترتب على معظم الأمراض المعدية مضاعفاتٌ طفيفةٌ فحسب، ولكنّ بعض حالات العدوى، مثل الالتهاب الرئوي والإيدز والتهاب السحايا، يمكن أن تشكّل خطرًا على الحياة. وقد تم ربط بعض أنواع العدوى بزيادة خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل، مثل:
ـ يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري بسرطان عنق الرحم.
ـ وترتبط البكتيريا الملوية البوابية بسرطان المعدة.
ـ ويرتبط فيروس إبشتاين – بار بالأورام السرطانية الليمفاوية.

التعليقات مغلقة.