الجراد يغزو لبنان.. الزراعة في خطر و”مروحيات” الدفاع تتأهب

تكالبت الظروف القاسية على لبنان المأزوم ماليا، ففي خضم أزمة اقتصادية طاحنة هاجمت أسراب الجراد لبنان لتهدد الأمن الغذائي.

أسراب الجراد هذه دفعت السلطات الرسمية في لبنان إلى إعلان حالة الاستنفار العام لمواجهته.

وكأن أهل لبنان تنقصهم كوارث جديدة تضاف إلى مصائبهم، فقد وصلت أسراب من الجراد الصحراوي إلى لبنان، بحيث رصدها أحد المزارعين في جرود بلدتي عرسال ورأس بعلبك الحدودية، محلّة خربة داود، في جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ومالية حادة نتيجة الهدر والفساد في مؤسسات الدولة طوال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر لنحو أكثر من 50%، بينما لا يزال المسؤولون يتسابقون على الحصص لتشكيل الحكومة بعد مرور 5 أشهر على تكليف سعد الحريري لتأليفها.

الدين العام في لبنان

وبلغ الدين العام 95.6 مليار دولار نهاية 2020، أي ما يعادل 171.7% من الناتج الإجمالي المحلي، وفق صندوق النقد.

وفي منتصف مارس، بلغ احتياطي المصرف المركزي 17.5 مليار دولار، وفق موقع المصرف، رغم أن محللين يرجحون أن يكون الرقم أدنى من ذلك.

وحذّر صندوق النقد الدولي لبنان من أنه لن يكون للانهيار سقف، من دون إصلاحات هيكلية.

ووصلت مفاوضات بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد إلى طريق مسدود بسبب عجز لبنان عن الوفاء بإصلاحات لإقرار خطة دعم من الصندوق وعن تقديم أرقام مالية ذات مصداقية.

وربط المجتمع الدولي تقديم أي دعم بتشكيل حكومة مصغرة ومن اختصاصيين تنكب على تطبيق إصلاحات بنيوية. لكنّ المساعدات الدولية وحدها لا تكفي نظراً لحجم الخسائر المالية المتراكمة.

وتناقل رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر الجراد يغطّي الأراضي الزراعية في عرسال في البقاع الشمالي عند الحدود السورية اللبنانية.

مخاطر الجراد على لبنان

وساد حال من الخوف والهلع بين الأهالي نظرا لكثافة الأسراب وسرعة تنقلها خوفاً من تمدد هذه الأسراب على بلدات محافظة البقاع اللبناني كافة، والقضاء على الأشجار المثمرة والمحاصيل خصوصا ماغرس حديثاً من مواسم زراعية.

ومنطقة البقاع الشمالي في لبنان هي منطقة زراعية، وتشتهر بزراعة الخضار بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة من الأشجار المثمرة التي بدأت ثمارها تنضج، ما يهدد الموسم الزراعي في لبنان، ويقضي على المزارعين في هذه المناطق النائية اللذين ينتظرون موسمهم بفارغ الصبر في ظل الوضع الاقتصادي السيئ في لبنان.

وأعلن وزير الزراعة اللبناني عباس مرتضى أن فرق الوزارة الفنية قامت بمسح المناطق التي شهدت موجات الجراد، وتوصلت إلى تحديد نطاقها التقريبي”،مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الأعداد ما زالت مقبولة ومحصورة برقعة معينة، إلا أن الخشية تبقى من تكاثرها وتقدمها السريع”.

وزارة الدفاع على خط الجراد

وكشف بعد التواصل مع وزيرة الدفاع، أن المروحيات ستبدأ بعملية الرش فوق المناطق المحددة بعدما وصلت الأدوية اللازمة إلى مطار رياق (مطار عسكري في البقاع)، شاكرا للجيش “مواكبته جهود وزارة الزراعة في هذا السياق”.

ونبه مرتضى من “دخول أسراب إضافية من الجراد في أي وقت”، داعيا المواطنين، لاسيما القاطنين منهم على الحدود مع سوريا، إلى “التبليغ سريعا عند معاينة هذه وللمساهمة في مواجهة هذه المحنة التي تهدد أمن المواطن الغذائي والقضاء على الجراد قبل دخوله الحدود اللبنانية وتغلغله في البساتين والحقول”.

كما دعت وزارة الزراعة، في بيان، مربو النحل في جرود عرسال والمناطق المجاورة إلى “اتخاذ تدابيرهم السريعة بتحييد قفران النحل وتغطيتها لحمايتها من عمليات الرش الواسعة التي ستباشر بها طوافات الجيش اللبناني وفرق وزارة الزراعة لمكافحة أسراب الجراد الموجودة في الجرود”.

إلى ذلك وصلت الطوافات التابعة للجيش اللبناني إلى جرود بلدة عرسال حوالي الساعة الثانية عشر قبل الظهر وبدأت العمل في رش المبيدات للحد من انتشارها.

التعليقات مغلقة.