كيف نبني علاقات اجتماعية ناجحة ؟

محمد  حميمداني

 نعيش داخل الجماعة و في إطار علاقات و روابط اجتماعية ، تتلاقى و تتمايز بحسب طبيعة هاته العلاقات و المصالح و المنافع المادية التي تجمع أطرافها ، إضافة إلى الروابط المعنوية القائمة على فطرية التواصل و العيش ضمن المجموعة لتحقيق الإشباع و قهر الطبيعة و تسخيرها لخدمة الجماعة ، و هي  تتوزع ما بين العلاقات بين أفراد الأسرة ، و الصداقات ، و الجوار و العمل ، لكن السؤال المطروح هو كيف نبني علاقات اجتماعية ناجحة ؟

 

في مضمار العلاقات العامة نرى تلازمية الحديث و الاستماع خلال عملية التواصل ، و هذا عنصر الربط الأساسي في إطار هاته العلاقات الاجتماعية ، و هو عنصر إيجابي ، و مولد للتطور في سياق هاته العلاقات ، فبناء أي علاقة ينطلق من عنصري الاستماع و الفهم ، كعنصر لتوليد عناصر تطور هاته العلاقات ، لكن و لسوء الحظ فإن القلة القليلة هي التي وعت أهمية الاستماع في بناء العلاقات الاجتماعية و الإنسانية و تطورها


فحين الدخول في علاقة تواصل مع الآخر سنجد أن معظم الناس يكون فعلهم قائم على الكلام و التفكير فيما سيقولونه لاحقا ، أكثر من الاستماع و فهم دلالات و مقاصد الكلام الرديف ، فما يعيق و يقتل كل العلاقات الاجتماعية هو غياب الإصغاء و فهم دلالات الخطاب الموجه إلى الشخص ، و هاته العملية تشكل مدخل تطور العلاقات و الفكر الإنساني الذي يحصد جدته من ارتطامه بالواقع من خلال استيعاب التجارب السابقة .

 

إن المعيار الأساسي المرتبط بهاته القاعدة (قاعدة الاستماع و الإصغاء) هو معيار الفهم باعتباره مولدا للتطور ، فالإصغاء للآخرين يقود إلى نوع من الانفتاح في هاته العلاقات و الثقة في إمكانية تطورها و مشاركة الآخرين لنا في كل شيء لإحساسهم بنوع من الراحة السيكولوجية ، و هو ما يعطي لهاته العلاقات ضمانة استمراريتها من خلال تعميقها .

 

و لترسيخ كل ذلك يجب النظر إلى بعض القواعد البسيطة على أنها من الأهمية بما كان في عملية البناء من قبيل تذكر أسماء أطراف هاته العلاقات ، و تذكر بعض الجوانب الهامة في حياة هؤلاء ، و التركيز على ملامح الوجه أثناء حديث المحاور ، لربط الخطاب بأهمية الحدث المحكي تبعا لتبدل هاته الملامح حسب درجة الأهمية النفسية للجليس ، على أن يكون الصدق عنوان هاته العلاقات مما يعطيها إمكانية التطور .

 

 

التعليقات مغلقة.