تمزق طبلة الأذن Tympan rompu

بقلم د. مبارك أجروض

بقلم د. مبارك أجروض

 

تمزُّق طبلة الأذن tympan rompu (perforation de la membrane tympanique)، هو ثقب أو شَق في النسيج الرقيق الذي يفصل قناة الأذن عن الأذن الوسطى (tympan)، ويؤدي تمزق طبلة الأذن إلى فقدان السمع، كما يمكنه جعل الأذن الوسطى عرضة للالتهاب الجرثومي (الميكروبي) أو الآفات الأخرى، وعادة ما يلتئم التمزق في غضون أسابيع قليلة من دون علاج، ومع ذلك، يتطلب التمزق في بعض الأحيان إجراءً معينًا أو إصلاحًا جراحيًا ليلتئم.

 

* أعراض تمزق طبلة الأذن

وتتمثل في ألم في الأذن قد يهدأ سريعًا، تصريف (drainage) صاف أو مليء بالصديد، أو دموي، من الأذن، فقدان السمع، رنين في الأذن (acouphènes)، Étourdissements (vertiges) وغثيان أو قيء قد ينتج عن الدوار.

 

* أسباب تمزق طبلة الأذن

ـ التهاب (عدوى) الأذن الوسطى Infection de l’oreille moyenne

غالبًا ما تتسبب عدوى الأذن الوسطى في تراكم السوائل في الأذن الوسطى، وقد يتسبب الضغط الناجم عن هذه السوائل في تمزق طبلة الأذن.

ـ الرضح الضغطي (الجوي) Barotraumatisme (aérien)

الرضح الضغطي هو الضغط الذي تتعرض له طبلة الأذن عندما يختل التوازن بين ضغط الهواء في الأذن الوسطى وضغط الهواء في البيئة المحيطة، وقد تتمزق طبلة الأذن إذا كان الضغط شديدًا، ويطلق على الرضح الضغطي اسم الرضح الجوي، لأن السبب الشائع فيه هو تغيرات الضغط الجوي المصاحبة للسفر بالهواء.

وتوجد أحوال أخرى قد تتسبب في حدوث تغيرات مفاجئة في الضغط؛ وعلى سبيل المثال الغوص بأجهزة التنفس تحت الماء، والنفخ المباشر في الأذن، مثل تأثير الوسادة الهوائية في السيارة.

ـ الأصوات العالية أو الانفجارات (رضح سمعي) Bruits forts ou explosions (traumatisme auditif)

 قد تتسبب الأصوات العالية أو الانفجارات، كتلك التي تصدر عن انفجار أو بسبب إطلاق النار؛ خصوصًا موجة صوتية هائلة؛ في تمزق طبلة الأذن.

ـ وضع أجسام غريبة في الأذن

قد يتسبب إدخال أجسام صغيرة، مثل الماسحة القطنية أو دبوس الشعر، في الأذن، في انثقاب أو تمزق طبلة الأذن.

ـ إصابات الرأس الحادة

قد تتسبب الإصابات الحادة، مثل كسر الجمجمة، في انخلاع أو تلف بنى الأذن الوسطى والأذن الداخلية، بما في ذلك طبلة الأذن.

 

* مضاعفات تمزق طبلة الأذن

تلعب طبلة الأذن (tympan) دورين رئيسيين:

ـ السمع

عندما تصطدم الموجات الصوتية بطبلة الأذن، تهتز الطبلة؛ وهي الخطوة الأولى التي تعتمد عليها بنى الأذن الوسطى والأذن الداخلية في ترجمة الموجات الصوتية إلى نبضات عصبية.

ـ الحماية

تقوم طبلة الأذن أيضًا بدور الحاجز، فتحمي الأذن الوسطى من الماء، والبكتيريا (الجراثيم) والمواد الدخيلة الأخرى. وفي حالة تمزق طبلة الأذن، قد تحدث مضاعفات أثناء التئام طبلة الأذن أو في حالة عدم التئامها، وقد تتضمن المضاعفات المُحتملة ما يلي:

ـ فقدان السمع

عادة ما يكون فقدان السمع مؤقتًا، وينتهي بمجرد التئام التمزق أو الثقب الموجود في طبلة الأذن، وقد يؤثر حجم وموقع التمزق على درجة فقدان السمع.

ـ عدوى الأذن الوسطى (L’inflammation de l’oreille moyenne)

قد يؤدي انثقاب طبلة الأذن إلى دخول البكتيريا للأذن، وفي حالة عدم التئام ثقب طبلة الأذن أو إصلاحه، فقد يكون الشخص عرضة للعدوى المستمرة (المزمنة) التي قد تتسبب بدورها في فقدان السمع بشكل دائم.

ـ كيس الأذن الوسطى (ورم كوليسترولي) Kyste de l’oreille moyenne (cholestéatome)

الورم الكوليسترولي هو كيس في الأذن الوسطى يتكون من خلايا الجلد والبقايا الجلدية الأخرى التي تنشأ في قناة الأذن السمعية، وتنتقل بقايا قناة الأذن السمعية بصورة طبيعية إلى خارج الأذن عن طريق شمع الأذن الذي يحمي الأذن، وفي حالة تمزق الطبلة، قد تتغلغل بقايا الجلد هذه داخل الأذن الوسطى مكونة كيس الورم الكوليسترولي، ويوفر الورم الكوليسترولي بيئة صديقة للبكتيريا ويحتوي على بروتينات قد تتسبب في تلف عظام الأذن الوسطى.

 

* تشخيص ثقب طبلة الأذن

وغالبًا ما يستطيع طبيب العائلة أو اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة l’ORL، تحديد ما إذا كانت الإصابة بانثقاب طبلة الأذن بإجراء فحص بصري باستخدام جهاز مضيء يدخل الأذن (otoscope)، وقد يقوم الاختصاصي بإجراء اختبارات إضافية، أو يطلب إجراءها لتحديد سبب التمزق أو درجة التلف، وقد تتضمن هذه الفحوصات ما يلي:

ـ الاختبارات المخبرية..

في حالة اكتشاف تصريف ((drainage) من الأذن، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار مخبري مثل زرع للجراثيم لاكتشاف نوع العدوى داخل الأذن الوسطى.

ـ التقييم بالشوكة الرنانة..

الشوكة الرنانة عبارة عن جهاز معدني ذي شقين يُصدر أصواتًا عند اصطدام الشقين، وثمة اختبارات بسيطة يتم إجراؤها باستخدام الشوكة الرنانة قد تساعد الطبيب في اكتشاف فقدان السمع، وقد يميط التقييم بالشوكة الرنانة اللثام أيضًا عما إذا كان السبب في فقدان السمع هو تلفٌ في الأجزاء الاهتزازية بالأذن الوسطى (بما في ذلك طبلة الأذن)، أو تلف أجهزة الاستشعار أو أعصاب الأذن الداخلية، أو تلف كليهما.

ـ قياس طبلة الأذن..

يستخدم مقياس طبلة الأذن جهازًا يتم إدخاله في قناة الأذن السمعية يقيس استجابة طبلة الأذن للتغييرات الطفيفة التي تحدث في ضغط الأذن، وقد يُستدل ببعض أنماط الاستجابة على انثقاب طبلة الأذن.

ـ فحص السمع..

عندما لا تكون اختبارات السمع الأخرى حاسمة، قد يطلب الطبيب إجراء Test auditif، وهو عبارة عن سلسلة من الاختبارات تخضع لمعايرة صارمة ويتم إجراؤها في حجرة صغيرة عازلة للصوت لقياس مدى سماع الأصوات بصورة جيدة عبر تغيير مستويات الصوت والنبرات.

 

* علاج ثقب الأذن الوسطى

عند الإصابة بثقب طبلة الأذن، فإنها في معظم الحالات تلتئم بدون علاج في غضون أسابيع قليلة، لكن بعض الحالات تستدعي علاجا، بل وربما التدخل الجراحي، وقد يصف الطبيب مضادًا حيويًا بشكل قطرة إذا كان ثمة دليل على وجود عدوى، وإذا لم يلتئم التمزق أو الثقب الموجود داخل طبلة الأذن من تلقاء نفسه، فسيتضمن العلاج إجراءات لإغلاق الثقب، وقد تتضمن الإجراءات العلاجية ما يلي:

ـ ترقيع طبلة الأذن

إذا لم يلتئم التمزق أو الثقب الموجود داخل الطبلة من تلقاء نفسه، فقد يقوم اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بسده باستخدام لصقة، حيث يقوم اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بوضع مادة كيميائية على حواف الثقب، ثم وضع اللصقة على الثقب. وقد يحتاج الاختصاصي إلى تكرار الإجراء أكثر من مرة لإغلاق الثقب بالكامل.

ـ الجراحة

إذا لم يلتئم الثقب تمامًا بوضع اللصقة، أو رأى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة أنه ليس من المحتمل أن يلتئم باستعمال اللصقة، فقد يوصي بإجراء عملية جراحية، وأشهر الإجراءات الجراحية اسمه tympanoplastie؛ حيث يقوم الجراح بترقيع جزء صغير جدًا من النسيج لإغلاق الثقب الموجود في طبلة الأذن. ويتم هذا الإجراء في العيادات الخارجية، ما يعني أنه يمكن أن يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم، إلا إذا كانت ثمة حالات تخدير طبي تتطلب البقاء في المستشفى لمدة أطول.

 

* الوقاية من تمزق طبلة الأذن وحمايتها من عودة التمزق

ـ الحفاظ على الأذن جافة من السوائل.

ـ تجنب تنظيف الأذن: قد يتطلب الأمر بعض الوقت حتى تلتئم طبلة الأذن بالكامل.

ـ تجنب التمخط: قد يتسبب الضغط الناجم عن التمخط في تلف طبلة الأذن في فترة الالتئام.

ـ معالجة عدوى (inflammation) الأذن الوسطى: على الشخص أن يكون على دراية بعلامات وأعراض عدوى الأذن الوسطى، بما في ذلك ألم الأذن والحمى واحتقان الأنف وضعف السمع، ويُكثر الأطفال المصابون بعدوى الأذن الوسطى من فرك الأذن أو شدها بقوة، وعلى المعنيين ألا يترددون في طلب إجراء تقييم فوري من طبيب الرعاية الأولية للوقاية من التلف المحتمل لطبلة الأذن.

ـ حماية الأذنين أثناء الرحلات الجوية: إن أمكن، لا يسافر الشخص جوًا إذا كان مصابًا بنزلة برد أو كان يعاني من حساسية نشطة تتسبب في احتقان الأنف أو الأذن، وأثناء أوقات إقلاع الطائرة وهبوطها، عليه الحفاظ على صفاء الأذن باستخدام سدادات أذن، لموازنة الضغط أو التثاؤب أو مضغ علكة. أو استخدم manœuvre de Valsalve؛ وهي نفث الهواء برفق، كما لو كان الشخص يمخّط أنفه، بينما يضغط بإصبعيه على فتحتي أنفه ويغلق فمه. وعليه تجنب النوم في أوقات إقلاع الطائرة وهبوطها.

ـ إبعاد الأجسام الغريبة عن الأذنين: على الأشخاص ألا يحاولوا مطلقًا استخراج شمع الأذن الزائد أو المتيبس بأشياء مثل ماسحة قطنية أو قصاصة ورق أو دبوس شعر؛ فهذه الأشياء قد تتسبب في تمزق طبلة الأذن أو انثقابها بسهولة، وعليهم الحرص على تثقيف أطفالهم حول التلف الذي قد يسببه وضع أجسام غريبة داخل الأذن.

ـ حماية الأذن من الضوضاء الحادة: يجب الحرص على حماية الأذن من التلف غير المرغوب به عن طريق ارتداء سدادات أذن واقية أو واقيات أذن في مكان العمل أو أثناء المشاركة في الأنشطة الترفيهية في حالة وجود صخب.

علاج الكحة

التعليقات مغلقة.