الجزائر – نيجيريا : حركية غاز أم صراع أجنحة تخوضه الجزائر مع المغرب؟

مكتب الرباط

مكتب الرباط

 

ارتباطا بملف مشروع خط انابيب الغاز الجزائري النيجيري ، الذي تسابق الجزائر الزمن للظفر به ، والمتضمن لتنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء “TSGP”، الهادف إلى تصدير الغاز إلى أوروبا من خلال خطوط الغاز الجزائرية ، فقد جددت الجزائر اهتمامها بالمشروع .

 

تم ذلك عقب لقاء جمع أمين عام وزارة الطاقة و المناجم الجزائرية “عبد الكريم عويسي”، بالأمين العام لوزارة الخارجية النيجيرية “غابرييل تانيمو أدودا”، اليوم الاثنين، تناول فيه الجانبان العلاقات المتبادلة و سبل تطويرها والدفع بها للأمام.

مشروع خط أنابيب الغاز الجزائري النيجيري

 

في سباق محموم مع الزمن لحرمان المغرب من امتياز الاستفادة من مشروغ نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا، تعمل الجزائر كل ما في وسعها للظفر بخدمة الوساطة في نقل هذا الغاز إلى أوروبا ، اعتمادا على قنوات الغاز التي تمتلكها الدولة الجزائرية .

 

كل ذلك يأتي في سياق الحرب مع المغرب للحصول على صفقة الامتياز في المشروع ، علما أن الجزائر كانت أول بلد حاز على الصفقة، إلا أنها توقفت خلال السنوات الماضية، لكن دخول المغرب على خط الظفر بنقل الغاز النيجيري عبر خطوط أخرى أثار حفيظة المسؤولين الجزائريين الذين سارعوا من جديد لإحياء الصفقة .

 

يشار إلى أن هذا المشروع الضخم الجزائري – النيجيري تعود تفاصيله إلى سنة 2009 ، عقب توقيع اتفاق رسمي في هذا الشأن بين الطرفين بمشاركة النيجر، ليعلن الرئيس النيجيري الأسبق “جوناثان غودلاك” بعد أربع سنوات على الاتفاق عن قرب بداية العمل في المشروع و الذي سيكلف 20 مليار دولار أميركي، و الذي سيمتد على طول 4128 كيلومترا، و يستهدف نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النجيري إلى أوروبا سنويا.

 

و للإشارة فقد سبق لسفير نيجيريا في الجزائر، محمد مبدول، أن قال إن “مشروع أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري، يسير بسرعة كبيرة خلال الآونة الأخيرة، وأن البلدين نجحا في مدّ الأنابيب إلى حدود النيجر، وأن الجزائر ستساعد بلاده على تصدير الغاز في السوق الأوروبية”.

خطوط أنابيب الغاز الطبيعي و الغاز المسال بين الجزائر إيطاليا و إسبانيا

الجزائر : حركية غاز أم صراع أجنحة مع المغرب؟ 

 

تأتي هاته المحاولات المتسارعة للجزائر لإحياء ما كان معطلا من الاتفاق لقطع الطريق على المشروع المغربي الضخم لنقل الغاز النيجيري عبر خط أنابيب الغاز الأفريقي، لسدّ الطلب المحلي للغاز، مع إمكان تصدير الفائق إلى أوروبا عبر خط أنابيب المغرب العربي الذي تصدّر من خلاله الجزائر الغاز إلى أوروبا.

 

و كانت الجزائر وفي إطار حربها التصعيدية ضد الرباط و لممارسة الضغط و الابتزاز السياسي على أوروبا قد قررت  وقف تصدير الغاز إلى أوروبا عبر البوابة المغربية بعد قطع علاقتهما الدبلوماسية، وتعويض خط المغرب العربي  بخط “ميدغاز” الذي يعبر البحر المتوسط، ويربط الجزائر بإسبانيا مباشرة، والعمل على الزيادة في قدراته  التصديرية.

التعليقات مغلقة.