تاگلا.تاروايت.أو. العصيدة .في الثقافة الشعبية الامازيغية.. Taglla. Tarwayt.zv tusna tamazivt tamadnt

الباحث الحسن اعبا

الباحث الحسن اعبا

 

العَصِيِدَة أو  “تاروايت” هي طبق أمازيغي قديم  يصنع من الدّقيق المخلوط بالماء مع مُحلٍّ، عادةً ما يكون سُكّراً أو دبساً أو عسلاً.

 

العصيدة من الأكلات والحلويات الشعبية المشهورة ولها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية، إذ تعد إحدى الوجبات الرئيسة عند امازيغ المغرب.

 

وتختلف أنواع العصيدة في  المغرب من منطقة إلي أخرى وذلك باختلاف مكوناتها، ففي بعض المناطق تصنع من دقيق الذرة ، وفي مناطق أخرى من دقيق الدخن، أما في ليبيا وتونس فتقدم في أسبوع المولود الجديد، أو احتفالاً بالمولد النبوي ، وفي الجزائر أيضاً طبق تقليدي شتوي راسخ كما لها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية.

 

والعصيدة عبارة عن دقيق قمح مطبوخ بالماء. يقدم على شكل نصف كرة وتؤكل باليد. وقد يضاف إليها العسل، أو السمن أو رب التمر أو رُب الخروب أو اللبن. وتختلف العصيدة عن العصيدة في بلاد شمال افريقيا فهي ليست سائلة بل كتلة متماسكة مما يجعلها وجبة حقيقية.

العصيدة.. هده الاكلة القديمة الشعبية المتوارثة مند القدم تعتبر من أروع المأذبات في شمال افريقيا ولا سيما عند الامازيغ. فالعصيدة تراث شعبي اصيل مثلها في ذلك مثل الكسكس الذي دخل الى التراث العالمي.

 

ولا تخلو موائد الأمازيغ بالمغرب، عند احتفالاتهم برأس السنة الأمازيغية بتقويمهم، في اليوم الذي يوافق 13 كانون الثاني/ يناير من كل عام، من أكلة “تاكلا”، والتي يتم تحضيرها بمشاركة طاقم يتكون من نسوة العائلة في بيت الجد/ الجدة.

 

وترمز “تاكلا” عند الأمازيغ إلى التآزر والتضامن لكونها تقدم في إناء دائري مشترك، ومتقاسمة بين أفراد الأسرة، كما أنها تعبر عن مواساة الطبيعة في ألمها تلك الليلة التي ستتمخض عنها سنة جديدة، بحسب استطلاع آراء أمازيغ.

 

وتعتمد الأكلة الأمازيغية بالأساس على الغلال الزراعية التي ينتجها الفلاح الأمازيغي البسيط في مزارعه، كما أنها تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه، بحسب عدد من الباحثين.

وقال “الحسين آيت باحسين”، الباحث المختص في الثقافة الأمازيغية، إنه يطلق على “تاكلا” في مناطق أخرى من المغرب “تاروايت”، شارحا بأن هذا الاسم الأخير اشتق من فعل “روي” الذي يعني بالأمازيغية “حرِّك”، لأنه ينبغي تحريك الوجبة باستمرار أثناء طبخها، والتي تسمى عند الناطقين بالعربية “العصيدة”. وأضاف أن “منها “تاروايت ن تمزين” (بالزاي المفخمة)؛ ومعنى هذا النوع، بالأمازيغية، “عصيدة الشعير” أي المهيأة من دقيق الشعير، والنوع الثاني “تاروايت ن أوسنكار”، ومعنى هذا النوع، بالأمازيغية، “عصيدة الذرة، أي المهيأة من دقيق الذرة، وقد أصبحنا نجد نوعا جديدا يسمى “تاكلا ن روز” أي المهيأة من حبوب الأرز في الوقت المعاصر”. بل تعتبر العصيدة الطبق الرئيسي في راس السنة الامازيغية الدي يحتفل به الامازيغ في كل سنة. وعنها يقول احد الشعراء الامازيغ القدماء.

يان ءيران ايش ءيشكم داغ ياسيكم س ؤفوس
ءيشقا اتنت ءيحلب يان ءيغ ؤرتا ترسنت
وعنها يقول المثل الشعبي وبالعامية المغربية
..لي گال العصيدة باردا ءيدير ءيدو فيها..وبالامازيغية
..يان اك ءينان تاروايت تصميد ءيگن سرس ءيفاسن نس..

وإذا كان الأمازيغ يستحضرون أكلة “تاكلا” في مناسبات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة على وجه الخصوص، فإنها تحضر وتقدم في موسم الحرث، وخلال فترة الحصاد، وكلها دلالات تؤكد ارتباط السنة الأمازيغية بالسنة الزراعية، وبالأرض وغلالها والإنسان الأمازيغي وتاريخه. ولا يستغنى عنها عند حلول الضيوف، ولو تشكلت الضيافة من أطباق أخرى فهي رمز التعبير عن الفرح الكبير بالضيوف حين تقدم بعد الأكلات الأخرى، ومرافقة لطقوس خاصة، منها تقديم الشاي الممزوج بالزعفران، المرفوق بمكسرات الجوز واللوز وغيرهما، ورش الضيوف بأنواع زكية من العطور التي تعكس مظاهر الفرح والحبور، بحسب “آيت باحسين”. كما ترتبط العصيدة بطقوس معينة ولا سيما في ايام العرس حيث تقدم كل يوم للعروسة والعريس.

 

وكخلاصة عامة.. ستبقى تاگلا . او تاروايت وبالعامية المغربية العصيدة من المأذبات التقليدية التي ارتبطت بالإنسان الامازيغي بل ستبقى هي أيضا كتراث فكري وثقافي.

التعليقات مغلقة.