العقود المظلمة للديكتاتورية الإسبانية تحت قيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو!!

مراكش: السعيد الزوزي

 

بعد وفاة فرانكو سنة 1975،القى ميثاق النسيان وقانون العفو إلى حد كبير الحجاب حول الفظائع الدموية للحرب الأهلية الإسبانية والحقبة القمعية للديكتاتورية، مما سمح للسكان المصابين بصدمات نفسية بالمضي قدما. كما تعكس حبكة “الامهات الموازية”، فإن هذا المزاج قد افسح المجال على اليسار للتصميم على الشهادة على جرائم لم يتم الاعتراف بها أو التكفير عنها، والتي تتجلى في”جثث المقبرة الجماعية”.

 

في السنوات الأخيرة، تم البحث عن مثل هذه الجثث وتنفيذها في جميع أنحاء اسبانيا، ومن المعروف أن أكثر من “مائة ألف” جثة لاتزال ترقد في قبور غير مميزة.

تخطط الحكومة الإسبانية التي يقودها الاشتراكيون لتوفير أموال وموارد جديدة للحفريات، فضلا عن الأنشطة والابحاث الأخرى المتعلقة بالذاكرة التاريخية.

 

مع تقدم العمل،تمكن مؤرخو الحرب الأهلية من الاعتماد على مصادر جديدة لفهم فظائع ذلك الوقت والطبيعة المحددة للارهاب الفاشي المنتشر في جميع أنحاء البلاد. في العام الماضي، تحركت الحكومة الإسبانية لحظر الدفاع والاحتفال الثقافي في عهد الديكتاتور “فرانسيسكو فرانكو” كان هناك، حتما، ردة فعل عنيفة.

 

يجادل العديد من المحافظين بان حركة الذاكرة التاريخية قد أثارت بلا داع الانقسام والاتهامات، حرب ثقافية على سياسات الذاكرة جارية.

 

هذا الأسبوع،على سبيل المثال، اعاد مجلس مدينة مدريد اليميني تسمية شارع يخلد ذكرى سفينة قومية قصفت المدنيين في عام 1937. ادى صعود حزب” فوكس القومي” إلى تشجيع أجزاء من اليمين تهدف إلى إعادة تأهيل عهد فرانكو و القومي، سبب في الحرب الأهلية. لكن اتجاه السفر واضح، لبعض الوقت، كانت الخطط جارية لإنشاء أول متحف وطني إسباني مخصص للحرب الأهلية،ويقع في بلدة “تيرويل” التي تقع في ساحة معركة “اراغون”.

 

من المقرر أن تقرر لجنة خبراء من مختلف الاطياف السياسية كيفية سرد قصة الصراع، مع التركيز بشكل خاص على معاناة السكان المدنيين. يأمل مهندسوها، بقيادة النائب الاشتراكي السابق واستاذ السياسة، خافيير بانياغوا، ان يصبح المشروع الذي تبلغ تكلفته “خمسة ملايين” جنيه استرليني مكافئا إسبانيا لنصب”فردان التذكاري” او متحف “الحرب الإمبراطوري”، من غير المحتمل ان يكون هذا متحفا يجدب انصار.

 

لكن “بانياغوا” قال إن الهدف سيكون تصوير وجهات النظر القومية و الجمهورية بشكل عادل، في محاولة لتعزيز فهم سبب وقوع مأساة وطنية. في عصر الاستقطاب، هذا هو النهج الصحيح بالتأكيد، مهما كان التحدي والطموح.

 

ربما كان فقدان الذاكرة الجماعي خيارا مفهوما لجيل يائس من اعتناق مستقبل ديمقراطي في السبعينيات.
                 

التعليقات مغلقة.