من “ريان” إلى “فراس” طفولة خلقت وحدة الألم، ولكن بأمل مقتول من وائدي الطفولة وزارعي الفتن والحروب

بقلم محمد حميمداني

 

توحد الشعبان المغربي والجزائري على بوابة المآسي، بعد أن تكررت مأساة الطفل “ريان”، في الجزائر الشقيقة، بعدما حكم القضاء والقدر والإهمال الرسمي من قبل نظام “الكابرانات”، في وفاة الطفل “عشعاش فارس” بعد وقوعه في مطمورة تقليدية “حفرة” لتجميع مياه الصرف الصحي.

 

واقعة تنقلنا لمأساة ثانية قدر للشعبين الجزائري والمغربي أن يتقاسمها، لكن أن نجد في بلد ينام على بحر من الخيرات البترولية، مواطنين لم تربط منازلهم بشبكة الواد الحار، ولا زالوا يعتمدون المطمورات كوسيلة لتصريف المياه العادمة، فتلك هي أقبح مهازل ومناظر الضياع والقهر الذي فرضه نظام الكابرانات على واقع شعب، تركه للضياع والتجهيل وغياب التنمية المجالية.

 

إن وقوع أيقونة الجزائر “ذا 7 سنوات” ووفاته بتلك الصورة بقدر ما تدمي القلوب وتجعلنا نتضرع إلى الله عز وجل للشهيد بالرحمة، ولذويه بالصبر والسلوان، نقول إنه عار أن تكون الصورة بهاته الحالة، وعسكر الجزائر يضخون أموالا ضخمة على تجهيز الحربي على جار شقيق واستهداف وحدته بالملايير التي تضخ لجبهة شاخت وماتت بالسكتة الدماغية سياسيا وعسكريا، ولا زار الجنرالات يخصصون لها الطائرة الخاصة

 

سقط فارس ذا 7 سنوات) داخل المطمورة في قرية تافراوت. التابعة لبلدية أبو الحسن في ولاية الشلف (غرب الجزائر).

 

وقد تمكنت عناصر مصالح الحماية المدنية، بحضور عدد من أهالي المنطقة، من انتشال جثة فارس، لكن هل انتشلوا غياب البنية التحتية في أضعف الإيمان الصحية منها، الأكيد أن الحادثة تركت آثارها على محيط الأيقونة البريئة ولكن الأكثر هو غضب الأهالي من التخلف الذي يعشش فوق تراب الجزائر ذات الموارد الطبيعية الهامة، ولكنها لا تذهب في اتجاه خلق التنمية، بل في اتجاه جيوب الجنرالات والكابرانات المتمسكين بالسلطة السياسية، والخانقين لكل متنفس حرية بل وحتى مرحاض بمواصفات إنسانية تقي الطفولة خطر الوقوع في بالوعات أو مطامر صحية، فيما أموال الجزائريين تذهب لصناعة الفتن ودعم التيارات الانفصالية وتهديد أمن الشعوب والدول.

التعليقات مغلقة.