الفنيدق: استخدام الحرس المدني الإسباني “الدرون”، لمراقبة محيطي  سبتة ومليلية

خولاني عبد القادر

بعد تزايد محاولات التهريب الدولي للمخدرات اعتمادا على طائرات “الدرون”، المستعملة في عملية التهريب بين المغرب و إسبانيا خلال سنة 2019، و كذا المحاولات المتكررة للهجرة غير الشرعية عبر السواحل المغربية و وقوع ضحايا قوارب الموت، رغم تشديد المراقبة على مختلف مناطق العبور البرية و البحرية من طرف الحرس المدني الإسباني، خاصة مند مارس 2020، مع بداية الجائحة التي رافقتها حالة الطوارئ الصحية، و كذا بفعل حصول توتر في العلاقات المغربية الإسبانية والتي أدت إغلاق المداخل البرية لكل من بوابة سبة و مليلية المحتلتان …

وفي هذا الإطار، أفادت وسائل الإعلام الإسبانية، أن جهاز الحرس المدني الاسباني، يتجه نحو اقتناء طائرات بدون طيار “الدرون”، لمراقبة حدود المدينتين المحتلتين، قصد رصد تحركات المهاجرين السرين الذين يحاولون اختراق الحدود الوهمية، والتصدي للشبكات الإجرامية التي شرعت في تهريب المخدرات خلال السنوات الأخيرة، باستخدام طائرات “الدرون”.

ولتعزيز هذه الاستراتيجية الأمنية، رصدت وزارة الداخلية الاسبانية ميزانية للحرس المدني الإسباني، لاقتناء طائرات ” الدرون “من شركة متخصصة «Stock RC FPV” في صنع طائرات غير عسكرية، مجهزة بتقنيات عالية، لتعزيز مراقبة الحدود المغربية الإسبانية، فضلا عن أنها عملت على إحداث تغييرات جذرية على مستوى المراقبة الأمنية لمحيط مدينة سبتة و مليلية المحتلتين، على أن يتم استخدام هذه الطائرات خلال شهر مارس المقبل، على أساس وضع اثنين منهما لمراقبة حدود مدينة سبتة، و مثلهما لمراقبة حدود مدينة مليلية.ا

 

وتأتي هذه الخطوة الأمنية التي أقبل عليها الحرس المدني الاسباني، من جهة ، في الوقت الذي قام فيه المغرب باختيار منطقتين قريبتين من حدود مليلية وسبتة المحتلتين، من خلال وضع قاعدتين خاصتين بطائرات “دورن” عسكرية من صنع تركي، و من جهة أخرى، رغبة منهم في  استعمال “الدرون” لمراقبة المناطق الحدودية، لرصد التحركات المشبوهة التي يشهدها محيط حدود المدينتين السليبتين، وذلك بعد تزايد محاولات الهجرة السرية عبر معبري سبتة و مليلية في الشهور الأخيرة، إضافة إلى المحاولات المستمرة لتهريب المخدرات باستخدام طائرات “الدرون” من و إلى سبتة من طرف مافيا التهريب الدولي للمخدرات السائلة في اتجاه سبتة، والصلبة في اتجاه المغرب، وهذا بالرغم من المراقبة المشددة و المشتركة بين المغرب وإسبانيا…

 

الاستراتيجية الأمنية الإسبانية الجديدة لمراقبة الحدود، جاءت عكس المنظور الأمني للسلطات المغربية الذي يتمثل في المراقبة التقليدية الثابتة والمتحركة، من خلال نشر مختلف الأجهزة الأمنية على طول الساحل المغربي الإسباني، و كذا تعزيز المراقبة بالثغرين المحتلين سبتة ومليلية، رافضة بذلك استعمال الطائرات بدون طيار من نوع “الدرون” في عملية المراقبة، وذلك تماشيا مع توصية من وزارة الداخلية، لأسباب خارجية و أخرى داخلية، معتمدة بالأساس على مقترحات  المدير العام للأمن الوطني، في شخص السيد “عبد اللطيف الحموشي”، العين الساهرة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين ووعيه الأكيد بخطورة استعمال هذا النوع من الطائرات…

التعليقات مغلقة.