تقرير شامل لفعاليات الملتقى الوطني الأول للصحافة والإعلام والمجتمع المدني للترافع عن القضايا الوطنية المنظم بمدينة فاس + صور + فيديو

جريدة أصوات: خولاني عبد القادر

في إطار مساهمة في النقاش الذي تعرفه بلادنا ، حول دور الإعلام الإلكتروني في ترسيخ المواطنة و الوطنية في نفوس المغاربة خاصة الأطفال و الشباب ، نظم مجلس مدينة فاس و مجموعة أصوات ميديا لقاء فعاليات الملتقى الوطني الأول للصحافة و الإعلام و المجتمع المدني للترافع عن القضايا الوطنية، قصد لبلورة مفهوم و استراتيجية فاعلة جديدة للعمل للصحافة و الإعلام و المجتمع المدني  لمواكبة التطورات والمستجدات تماشيا مع الأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا و تفعيل مقاربة البناء المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، لمسايرة النموذج التنموي الجديد ، ويدخل هذا اللقاء الهام و الأول من نوعه الذي حضرته العديد من المنابر الإعلامية الإلكترونية و الوطنية و رئيس جهة فاس مكناس، ورئيس جماعة فاس، ورئيس جماعة عين الشقف، والمدير العام لمجموعة أصوات ميديا صاحب الفكرة و المنظم الأساسي لها، ورئيس المكتب الجهوي لجمعية أوفياء العرش العلوي المجيد داخل و خارج أرض الوطن جهة فاس مكناس، الحضور القوي لليهود المغاربة، الملتقى الذي تم في إطار ضمان الممارسة الكاملة لمهنة الصحافة والنهوض بها كأداة وسيلة فعالة لتحقيق الترابط بين الشعب وملكهم، وذلك في نطاق الحرص التام على احترام المرجعيات الوطنية والكونية في هذا المجال…

ونظرا للدور الهام الذي يلعبه المجتمع المدني  والصحافة والإعلام، مساهمة منهم في النقاش العمومي من أجل تنزيل  رؤية جديدة متكاملة لمشروع العمل الصحفي الإلكتروني  يضمن الحقوق، ويراعي المؤهلات، ويستجيب لطموحات وتطلعات المواطنات والمواطنين والوطن، عملت المنابر الإعلامية الوطنية وفعاليات المجتمع المدني المتواجدة في هذا الملتقى الوطني الهام، رفقة مجموعة من الشركاء الوطنيين والجهويين على إثراء النقاش حول مختلف القضايا مع طرح الإشكاليات المرتبطة بالمهنة والعوائق، والوقوف على مكامن الخلل ووضعية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومستوى الولوج إليها باعتبارها ركيزة أساسية لنشر مختلف الحوادث والقضايا التي تهم الشأن العام الوطني والدولي.

حيث كانت مختلف الندوات تتمحور حول مواضيع تهم / الحكمة الملكية في إدارة الازمة الصحية، رابطة الولاء القانونية بين سلاطين المغرب و فقهاء مالكية من الصحراء، نحو استراتيجية إعلامية فعالة، القضاء الوطني ضمن اهتمامات النخب الثقافية والإعلامية: الواقع و المأمول، دور الإعلام والصحافة في خدمة الوحدة الترابية، فلسفة الملكية بين التشريع السماوي وبيولوجية البشرية المغربية النموذجية ، و قوانين الصحافة والنشر ودورها في الترافع عن القضايا الوطنية.

وهذا  الملتقى كان فرصة بالفعل لتوضيح المواقف والاختلالات التي تحول دون إقناع المغرر بهم داخل الوطن وخارجه بأهمية الولاء للعرش وكذا البحث عن الوسيلة والأداة الناجعة لترسيخ روح المواطنة  والوطنية في نفوس المواطنين خاصة منها الأطفال والشباب الذي هم جيل المستقبل، مع التفكير الجماعي للخروج بمقترحات موضوعية آنية ومستقبلية  إلى جانب جمعيات المجتمع المدني الفاعل وذلك في إطار استراتيجية محكمة وسلسة لجعل المغاربة يحبون وطنهم وملكهم، ومتجندين تحت القيادة الحكيمة لملكنا الهمام الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أجل لدفاع على الوطن وكرامته وصيانة المكتسبات والمقدسات…

وبعد كلمة رئيسة الجلسة الدكتورة حكيمة الحطري، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، تلتهم  كلمات مختلف المتدخلين في هذا اللقاء الهام الذي تم في أربع جلسات مختلفة المواضيع والأهداف، انطلق اللقاء  بكلمة رئيس جهة فاس مكناس ورئيس جماعة فاس، وبالتفويض رئيس جماعة عين الشقف، وكلمة رئيسة جمعية قافلة نور الصداقة للتنمية الاجتماعية،  وكلمة المدير العام لمجموعة ميديا، وكلمة المكتب الجهوي لجمعية أوفياء العرش العلوي المجيد داخل وخارج أرض الوطن جهة فاس مكناس، وكلمة اللجنة المنظمة…

ثم انطلقت الجلسة برئاسة الدكتور عمرو المزروع، بكلمة كل من الدكتور حسن الزاهر، والدكتور عبد المجيد الكتاني، والدكتور محمد ابن عبد الله، والدكتور محمد غزبول وفي الجلسة الثانية ترأسها الدكتور عبد الكريم القنبعي، انطلقت بكلمة الأستاذ الباحث خالد التوزاني، تلها الأستاذة فريد قربال في موضوع دور الإعلام و الصحافة في خدمة قضية الوحدة الترابية، ثم كلمة الدكتورة ليلى ديديفي موضوع قانون الصحافة والنشر وجورهما في الترافع عن القضايا الوطنية، ثو كلمة الأستاذ حفيضي خليل … حيث تم الوقوف من خلال هذه الكلمات على أن الصحافة والإعلام والمجتمع المدني يقومان بدور جوهري في المجتمع، ويحصل الفرد على المعلومات والآراء بسرعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ‘الفيسبوك” التي تساعده في تكوين مفاهيم واضحة للظواهر والأحداث وتقوم هذه المنابر بتقديم المعلومات والمواقف الرسمية وغير الرسمية عن كافة القضايا من خلال توجيه المعلومات وفق منظور واقعي، وأصبح الوسيلة التأطيرية الفاعلة والناجعة والأساسية إلى جانب الجرائد الوطنية المكتوبة والمسموعة للتوعية بالقيم والمبادئ وآلية فاعلة ومؤثرة لجعل الشباب والأطفال مرتبطين بملكهم ووطنهم، وهذا لن يتأتى إلا بإعلام نزيه وموضوعي يتمتع بقوة اقتراحية وليس تحريضية…

معتبرين  أن  الصحافة والإعلام والمجتمع المدني  دعامات لتنوير الرأي العام و الدفاع عن القضايا الوطنية ومشاغل المواطنات والمواطنين، وأصبح لها ارتباط وطيدا بشبكات التواصل الاجتماعي و في مقدمتها “الفيسبوك”، كما تقوم بدور مهم وجوهري في المجتمع، ويحصل الفرد من خلالهم على الأخبار والأحداث الوطنية منها والدولية في وقتها، فتساعده في تكوين مفاهيم واضحة للظواهر والأحداث، كما  تقوم هذه المنابر الإعلامية كذلك عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي  بتقديم المعلومات والمواقف الرسمية وغير الرسمية عن كافة القضايا المعاشة من خلال توجيهه  وفق منهجية محددة ….

مؤكدين على أن الإعلام سيف دو حدين، فإما أن يكون وسيلة تأطيرية ناجعة وأساسية للتوعية بالقيم  والمبادئ وآلية فاعلة وقوة اقتراحية مؤثرة لجعل الشباب والأطفال مرتبطين بملكهم ووطنهم ، أو قوة تحريضية ومدمرة ومخربة …

فبالرغم من الإيجابيات التي تقدمها هذه المواقع و التي تساعد في ترسيخ قيم المواطنة لدى المواطنين، إلا أن ذلك لا يخلو من سوء ومخاطر استخدامها، وما لذلك من انعكاس سلبي على المجتمع حيث نجد في الكثير من الأخبار عبارات تبرز :

* ضعف الأمان و الخصوصية في مضامين المعلومات المنشورة .

*التلوث الثقافي وانهيار النظام الاجتماعي عند تبادل الأخبار بين الأفراد.

* العنف الفكري وتبادل الأفكار الإرهابية.

*الإخلال بالنظام العام في عرض و تناول الأخبار.

* نشر الشائعات بين الأفراد.

* الابتعاد عن تشجيع التفاهات و المؤثرين السلبيين.

*ابراز الطاقات وتسليط الضوء على الشباب المكافح .

فيأتي هنا دور الإعلام الإلكتروني خاصة، نظرا لعزوف المتتبع عن الصحافة الورقية في ترسيخ الانتماء للوطن، إذ يجب إعادة النظر في صياغة الخبر والابتعاد عن الترهيب والتخويف والتهويل الذي يؤدي إلى النفور من الوطن، والعمل على نشر الأمل والطمأنينة بوجود جهاز يسهر على حفظ الأمن على  أن لا يتم التطاول عليه، وإعادة الثقة بين المواطن وحبه لوطنه، خاصة فئة الشباب لأنها تعتبر  اللبنة الأساس لبناء المجتمع.

ونظرا للدور البارز الذي تحققه هذه المنابر الإعلامية التي هي أصلا مرتبطة بشبكات التواصل الاجتماعي، فلبد من العمل على تحقيق الأمن الإلكتروني والتصدي لتهديدات الجرائم الإلكترونية المتزايدة وتوطيد سبل التعاون بين جميع الأفراد المعنية، وذلك على الرغم من خطورتها ليس فقط على نقل الشائعات وترويجها، والتي يمكن أن تكون لها دور سلبي في التأثير على مفهوم المواطنة لدى الشباب وجعلها أداة لزعزعة الأمن والاستقرار، لذا ينبغي تنمية واستخدام استراتيجية فاعلة لتصبح وسيلة لتنمية قيم المواطنة وإدراك المسؤولية نحو الوطن وتشكيل هوية الشباب الوطنية.

مما يتطلب التذكير بكل المبادرات الملكية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس مند توليه على عرش أسلافه المنعمين، في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية و الاقتصادية،  وهي كثيرة و متعددة ، وآخرها مبادرة الملكية لمحاربة تفشي الجائحة في صفوف المغاربة، حيث كان للمغرب السبق في انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا ، قبل دول الجوار، من خلال حملة واسعة للتلقيح كانت مجانية و”استفاد منها جميع المواطنين المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب… فضلا عن الخطة البديلة التي أقرها العاهل المغربي  لإنعاش الاقتصاد الوطني المتضرر جراء الجائحة، حيث ضخ نصره الله  في ميزانية الدولة 120 مليار درهم، أي ما يناهز 12,8 مليار دولار، فضلا عن مشروع توفير و تعميم الحماية الاجتماعية لجميع المغاربة خلال السنوات الخمس القادمة، وكذا مشروع تعميم نظام التغطية الصحية والتعويضات العائلية، التي ستتوسع لاحقا إلى تعميم التقاعد والتعويض عن فقدان العمل…

ولمواجهة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية الصعبة  وضمان استقرار الأسعار، وبأمر من الملك محمد السادس لتدبير ولمواجهة الجفاف القائم وآثاره على جيب المواطنين، تم ضخ عشرة مليارات درهم، بمساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ ثلاثة مليارات درهم …

كما يجب التأكيد على أنه لتحقيق التلاحم بين الشعب والوطن على المنابر الإعلامية:

*التذكير الدائم بمنجزات جلالة الملك في مختلف الميادين/ خاصة منها / الاجتماعية والاقتصادية و السياسية.

*دفع الشباب والأطفال إلى التشبث بالقيم وحثهم على الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس سواء بالنسبة للدفاع عن وحدة الترابية أو فيما يخص مختلف القضايا الوطنية والدولية، بما فيها موضوع وحدتنا الترابية…

*التعبئة الشاملة والدائمة لإحباط كل المناورات و المحاولات اليائسة التي تسعى للمساس بالوحدة الترابية للمملكة وسلامة الوطن

*العمل على توعية  ساكنة الصحراء بأنه من الواجب عليها أن تسير على خطى أسلافها وتشبثها الدائم بالعرش العلوي المجيد وبعقد البيعة لجلالة الملك، تماشيا مع إعلان العيون التاريخي الذي اعتمدته كل الأحزاب السياسية المغربية مند سنة 2018 .

*التوعية بأن الشخص الوطني هو الشخصٌ الذي يحب بلده، ويدعم سلطته ويصون مصالحه، أيا كانت المشاكل التي يواجهها.

*توجيه الإعلام والتواصل بما يساير تطلعات المواطنات والمواطنين، مع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي.

*إعادة تكوين المدونين -المتأثرين- بالمواقع التواصل الاجتماعي والمراسلين الصحفيين، مع الاستعانة بالمثقفين والباحثين والموهوبين من الفنانين والممثلين الذين لهم شهرة وطنية ودولية، بطرح القضايا الوطنية في منتوجهم الفني.

*زرع المواطنة في صفوف الأطفال والشباب بجعلهم يفتخرون بالانتماء للوطن والانتساب إليه، ويتعلقون عاطفيا به، وبالولاء للعرش وهنا يأتي دور المدرسة و الأسرة.

*تحبيب الشباب باعتزازهم بوطنهم والإقامة فيه وجعلهم يقبلون على المشاركة في العمل الجمعوي والسياسي مع تشجيع تنمية مواهبهم .

*تسليط الضوء على ربط التكوين بالشغل  والتوقف عن خوصصة المؤسسات العمومية، وإبراز آليات التواصل في كل القضايا التي تهم الشأن العام الوطني والدولي، والتوقف عن اعتماد أساليب الهجوم على المؤسسات التعليمية خاصة، وإرجاع الثقة المفقودة في الإدارة المغربية والإشادة بمجهودات المصالح الأمنية.

*تذكير الجيل الصاعد بأمجاد الوطنيات والوطنيين من المغاربة وإعطاء قيمة إعلامية للأعياد الوطنية، ونشر التوعية بعدم المس بالمقدسات والوطن، والابتعاد عن الهجوم المطلق على منتقدي المغرب من دوال الجوار، ونشر أخبار الفتنة ، و تفادي العناوين والعبارات  السلبية…

واختتم اللقاء بمناقشة مستفيضة لمجمل القضايا، انبثق عنها توصيات هادفة، ليتم بعد ذلك رفع برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله…

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.