في مسلسل المكتوب ومسلسل شارع الهرم، أية أبعاد للثقافة؟ + فيديو

دولة بيروكي

غدت الثقافة مفهوما أنثروبولوجيا في القرن الواحد والعشرون، بل أنها تتصل غاية الاتصال بالهوية القومية والكرامة الوطنية، ونحن ما زلنا نتناقش في الأمر، ونقلب أوجهها ونسرد حسناتها ومساوئها في مختلف الغايات والوسائل، ولولا الجهود التي تبدل هنا وهناك، لكان الحصاد أقل من القليل.

لعل ما يهمنا هنا هو الأبعاد الثقافية لهذا الإعلام أو ما يعرف بثقافة التواصل بشكل عام، والتي تتمثل في مجموعة من الظواهر المميزة التي يختص بها وعاء الثقافة بالعموم.

أنتجت القناة الثانية مسلسل “المكتوب”، والذي لا زال يتصدر “الترند” المغربي محققا أعلى نسبة مشاهدة، وتفاعلا قويا على مواقع التواصل الاجتماعي، بطولة “سليمة” التي اعتبرها المغاربة جريئة أكثر من اللزوم.

فالجرأة شيء، والثقافة في رمضان شيء أخر، حيث لا يمكن لأي قناة في رمضان أن تعامل جيلا جديدا ملؤه التكنولوجيا الحديثة الا إذا استوعبت ثقافة هذا الجيل، أو أبعدتها الى ما يشبه مرشدها الخاص، والعضو النشيط في بناء مجتمع بأكمله.

تقول الممثلة ايمان اليعقوبي: “مرور مثل هذه اللقطات في الشاشة المغربية لا يمكن شرحه أو تبريره بأي شكل من الأشكال، ولا يمكنه إلا أن يكون مرفوضا رفضا تاما، والرفض هنا بعيد عن أي اعتبارات إيديولوجية يمكن أن يلصقها البعض بالرافضين، هو أمر مرتبط بالصحة، ومستقبل أجيال من البشر، ومرتبط بالتطبيع مع سلوكيات لا يجب الترويج لها ابدا، فإنه يدعو للغضب”.

كل هذه المسلسلات تنخفض رويدا رويدا عما كانت عليه في رمضانات السابقة ،هذا المجال الفني لم يقتحم الشباب والجيل الجديد الا بما هو أسوأ.

مسلسل كويتي لقي أيضا ضجة وطالب الشعب الكويتي بإلغاءه، بطلته “نور الغندور” التي لعبت دور فتاة مصرية عملت في ملهي ليلي في شارع الهرم الذي كني عليه المسلسل، هذه البطلة تحاول اغراء الرجال والتحايل عليهم، فبين “سليمة” التي برزت بملابسها الداخلية وسجائرها الالكترونية، بطلات لا يقدمن للثقافة أي دور على الاطلاق، جعلت العلاقة بين الاعلام والثقافة يمررن رسائل منحرفة لجيل لربما أفقده التطور التكنولوجي تصور استيعاب الثقافة بمفهومها المتعدد الأوجه.

إن محاربة الثقافة كانت إحدى وسائل الاستعمار الذي غزا الوطن العربي ،قطرا بعد قطر، وقد اتخذت تلك المحاربة أشكالا وصورا مختلفة، كل ذلك في صورة أدهى وأمر في أقطار المغرب العربي التي أرادت للثقافة أن تختفي ويظهر معها الميوع الفكري والسياسي للاستعمار من جديد؟.

 

التعليقات مغلقة.