تحريات تكشف بعض مواقع التشهير الالكتروني

نوال بريتي

من مساوئ الطفرة التكنولوجية انها وفرت للجبناء إمكانية الاختفاء؛ وجعلتهم مناضلين واشداء وراء شاشات الهاتف وأجهزة الحاسوب، ومنهم من راح يقذف سمومه في مواقع الكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي المجهولة ماسا بأعراض الناس، ومفتخرا بالكذب والتشهير بحياة الأشخاص.

 

في الريف؛ كما في كل بقاع العالم؛ ظهرت العديد من المواقع الالكترونية، وحسابات او صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت من التشهير بحياة المسؤولين ومناضلي المجتمع المدني والإعلاميين مهنتها وشغلها الشاغل؛ وجمعت حولها فريقا مهما من “اشباه الصحافيبن والمناضلين المرضى”، والاستعانة بالأشخاص غير الاسوياء نفسيا واجتماعيا، وكذلك بعض لوبيات الفساد والمصالح الشخصية الذين يحاولون البحث عن واقيات ومظلات ليتحصنوا وراءها. 

 

وفي هذا الاطار كشفت مصادر عليمة ان التحريات قادت  أخيرا الى  التعرف على هوية المتصلين والمتعاملين مع بعض المواقع الالكترونية المختصة في التشهير بشخصيات عمومية وفاعلين في المجتمع، حيث أصبح شغلهم الشاغل هو التعرض للحياة الخاصة لأشخاص من المجتمع والدولة دون أي اعتبار أخلاقي او قانوني.

 

وكان اول ما توصلت اليه هذه التحريات ان التواصل مع صاحب هذا الموقع الالكتروني يتم عن طريق تطبيق “الواتساب” عبر رقم هاتفي مسجل بإحدى الدول الأوروبية، وهو الرقم الذي تم الكشف عنه للموقع والذي نبينه بهذا الشكل (00000000011+) دون ان نعلن عنه بشكل كامل الا اذا دعت الضرورة لذلك.

 

نفس التحريات أشارت إلى أن أغلب المتصلين بهذا الموقع، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، هم منتخبون بإقليم الحسيمة وفاعلون في القطاع الرياضي؛ موظفون بالجهة والبلدية؛ فيما البعض الآخر هم أشخاص يشتغلون في أعمال مشبوهة، ويحاولون نشر إشاعات بهدف خدمة مصالحهم الشخصية، ولا علاقة لهم بالصالح العام؛ بل يقصدون التشهير ببعض الشخصيات كأسلوب للابتزاز او الاختباء لا غير.

 

ومن المعطيات التي تم رصدها ان اتصالات مكثفة تنجز بشكل يومي بين صاحب الموقع بفرنسا وأحد الأشخاص الذي يدعي نفوذا بحزب الحمامة بتطوان، عبرها شن حروبا على بعض المسؤولين من الدولة والمنتخبين، أولا للدفاع عن مصالح أسرته بالحسيمة، التي تعتبر احدى الأركان القوية لما يعرف بملف “ماركيز دي كوبا”، وثانيا لضمان موقع مهم لصديقه و”الفاعل الرياضي” المقيم كذلك بالخارج.

 

الفاعل الرياضي هذا أيضا انخرط مباشرة في حروب التشهير، وأسس موقعا الكترونيا ليتحدث بصوت وحيد واوحد وشعاره “انا ومن بعدي الطوفان”، وأن لا خلاص لأزمات الريف إلا عبر سياسته وفريقه المشكل من بعض منتخبي بلدية الحسيمة والمجلس الإقليمي و”مستشار اعلامي سايق”  بنفس البلدية بلغ به سن اليأس إلى أن يمتهن التسول الإعلامي.

 

والى جانب “القرص الصلب” لهذه المواقع -التي تدار من خارج المغرب- هناك “قرص خارجي” يعمل على إمداد هذه المواقع بمعطيات كاذبة، وهو القرص المشكل من أشخاص بالحسيمة وتطوان وطنجة يقتاتون من تناقضات وصراعات المجتمع، ويخفون مصالحهم وهو منتخبون؛ موظفون اشباح وموظفون اشباح.

 

ومن الأسماء التي رصدتها التحريات ضمن هذه الاتصالات التي تجرى مع هذه المواقع وتكررت بشكل كبير نجد (ف؛ب) (س؛ب) (ف؛ب) (ج.ط) (ك؛ا)  (س.ب)… وهي الأسماء التي أثارت انتباه “المحققين” لتكرار اسم (ب) حتى اصبح الملف لديهم يعرف ب “متلازمة او متناقضة  B3″، غير أن ما استغرب له التحقيق أن من هذه المواقع من يستغل معطيات جهاز إداري حساس حيث يترجم رسائله الى مقالات، ويحور معطياته من سياق عام لشؤون المواطنين الى دليل للتشهير بحياتهم.

التعليقات مغلقة.