سفيرة جمهورية كازاخستان: علاقاتنا الثنائية مع المملكة المغربية ممتازة ونطمح لتعاون أفضل وشامل + فيديو

بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء، نظمت سفارة كازاخستان ندوة صحافية، احتفاء بمرور 30 سنة من العلاقات بين جمهورية كازاخستان والمملكة المغربية، وخلال هاته الندوة تم تقديم حصيلة نتائج الجهود الجبارة لتطوير العلاقات لتتجاوز التنسيق السياسي وعلى صعيد المنظمات الدولي، لكنها تبقى أضعف من الطموح الذي يحدو قائدا البلدين في المجال الاقتصادي والثقافي والتجاري، لعراقيل قسرية كما أوضحتها السيدة “سوليكول سيلوكيزي  SOULEKUL  SAILOUKYZY” سفيرة جمهورية كازاخستان بالرباط، والسيد “حسن البركاني” رئيس غرفة التجارة والصناعة  والخدمات” لجهة الدار البيضاء سطات الذي أشاد بهاته العلاقات معترفا بالصعوبات القائمة الناتجة عن المسافة وآثار كوفيد 19.

وقد افتتح الحفل بتحية العلمين الوطنيين الكازاخستاني والمغربي، كما تم تقديم شريط عرض للمؤهلات التي تتوفر عليها كازاخستان خاصة في المجال السياحي.

لتلقي بعد ذلك السيدة “سوليكول سيلوكيزي  SOULEKUL  SAILOUKYZY” سفيرة جمهورية كازاخستان بالرباط، كلمة حملت من خلالها رسائل تتعلق بالعلاقات الممتازة التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية كازاخستان، مثنية على جهود قائدا البلدين لتطويرها ودفعها إلى مستوى أعلى، في استثمار للمؤهلات التي يتوفر عليها البلدين من جهة، وللعلاقات التاريخية التي تجمعهما، علما أن المغرب كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية كازاخستان بتاريخ 26 ماي من عام 1992.

بعد ذلك تناول الكلمة السيد “عبد القادر الأنصاري”، السفير مسؤول الشؤون الآسيوية ومنطقة الأوسيانيك بوزارة الخارجة والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والذي تحدث عن الأمن الغذائي والإمكانت التي تزخر بها كازاخستان، آملا توسيع التعاون ليشمل الجانب الثقافي والجامعي الأكاديمي ،لتعزيز عرى الصداقة القائمة بين البلدين والشعبين ، مؤكدا أن الآفاق إيجابية ويجب تطويرها للأفضل.

وأضاف السيد “الأنصاري” أن توجيهات العاهل المغربي الملك “محمد السادس”  وفخامة رئيس جمهورية كازاخستان واضحة وتحث على النهوض بهاته العلاقات، مشيرا إلى الدعم الذي تقدمه وزارة الخارجية المغربية للسيدة السفيرة في أداء مهامها للرقي بهاته العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين.

وأكدت السيدة “نادية بوعيدة”، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والشؤون الإسلامية بمجلس النواب المغربي، على أن الاحتفاء بالذكرى 30 لتأسيس علاقات المغرب وكازاخستان هي محطة لتطوير هاته العلاقات، متنية لكازاخستان المزيد من التقدم و الاستقرار، مبرزة عمق الروابط التي تجمع البلدين من وحدة الدين وعلاقات الاحترام المتبادلة.

كما أبرزت السيدة “بوعيدة” المؤهلات التي يزخر بها البلدان، وكفاح الجانبين من أجل ربح رهان تحديات التنمية، ومساهمتهما في بناء نظام عالمي أكثر عدالة وأمنا واستقرارا، مضيفة أن اللجنة التي تترأسها منفتحة للمساهمة في تطوير هاته العلاقات لتشمل جميع المجالات، مؤكدة على حرص اللجنة على التنسيق والتشاور مع البرلمانيين الكازاخستانيين، مساهمة في  تحقيق الأهداف المرجوة.

كما ألقى السيد “عبد الجليل صبري”، أول سفير للمغرب عين في كازاخستان، كلمة أوضح من خلالها أن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الجمهورية عام 1992، مشيدا بعمق هاته العلاقات والروابط التي تجمع البلدين والتي يمكن استثمارها أكثر في المستقبل.

  وأضاف أن المطلوب هو تطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتنويع الشراكات، مؤكدا أن آسيا هي جزء من استراتيجة المغرب لتنويع علاقاته اقتصاديا وثقافيا، مبرزا الرغبة المتوفرة والأكيدة في تحقيق هذا التطور في مجالات الفلاحة والطاقة والسياحة والتجارة والاستثمار والاقتصاد …

وعلى هامش هاته الندوة كان لجريدة “أصوات” لقاء حصري مع السيدة “سوليكول سيلوكيزي  SOULEKUL  SAILOUKYZY” سفيرة جمهورية كازاخستان بالرباط، والتي قالت أنه من وجهة نظرها في العلاقات القائمة بين البلدين، ومنذ بداية هاته العلاقات، فهناك إمكانات كبيرة، وإرادة قوية للدفع بهاته العلاقات في المستقبل، اعتبارا للأهمية الكبرى للمغرب في إفريقيا، وأهمية كازاخستان في آسيا، مضيفة أن هناك أوجه تشابه عديدة بين البلدين وهي عوامل ستمكن البلدين من فعل الشيء الكثير من أجل تطوير علاقاتهما، وخاصة التجارية منها.

وردا حول سؤال الجريدة  حول هل هي مرتاحة لمستوى تطور هاته العلاقات بين البلدين؟ أجابت السيدة السفيرة أن مسؤولي البلدين يولون اهتماما كبيرا لهاته العلاقات، قائلة، “نحن دولتين صديقتين وأخويتين، ننسق بشكل جيد على صعيد الأمم المتحدة، وعلى صعيد المنظمات الإسلامية”، وأكدت أنها جد مرتاحة لهاته العلاقات، ولكن وكما أوضحت فيما يخص التعاون الاقتصادي، فهناك اضطراب في هذا المستوى على الصعيد العالمي، أعتقد أن هناك إمكانيات لتطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية، خاصة في مجالات النقل والسياحة والجانب الصحي …

وفي معرض ردها عن سؤال متعلق بسبب انحسار هاته العلاقات في الجانب السياسي والتنسيق على صعيد المنظمات الدولية، وعدم توسعها لتشمل باقي أشكال التعاون؟ قالت السيدة السفيرة، نعم يمكن القول أن الإرادة غير مستغلة من الطرفين هكذا، وأن هذا اليوم، وهذا الحدث، يمنحانا صورة على ما يجب القيام به من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، هذا مهم جدا، الآن أريد أن أوضح أنه وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين البلدين، وعلى الرغم من آثار كوفيد 19 الذي فرض إغلاقا شاملا خلال السنتين الماضيتين، ولكن ومع ذلك فقد تطورت العلاقات التجارية بين البلدين، وارتفعت خلال عام 2021 بنسبة 2 في المائة، وهاته دلالة ممتازة تعكس مصلحة الجانبين في تطوير هاته العلاقات.

وفي تصريح آخر أدلى به السيد “حسن البركاني” رئيس غرفة التجارة والصناعة  والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات، فقد أكد على أن علاقات البلدين التي تمتد لثلاثين سنة، هي علاقات متميزة خاصة على المستوى السياسي، واليوم نحن نتواجد هنا، ويحضر هذا اللقاء 15 سفيرا لدول أجنبية يساندون هاته السفيرة الجديدة التي تم تعيينها خلال مدة لم تتجاوز ستة أشهر، ونحن في غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات نهيء وفدا سيتكون من رجال الأعمال لزيارة هاته البلدان، سياسيا ليس لدينا مشكلة مع كازاخستان، ولكن تجاريا هناك عراقيل، فمن جهة، البعد الجغرافي، ومن جهة ثانية، الجانب الجمركي، ونحن سنشكل لجينة صغيرة تتكون من ثمانية أشخاص للتداول في 10 مواد من الممكن أن يتم الاستثمار فيها من الجهتين، أي 10 مواد مغربية تصدر لكازاخستان، وأيضا 10 مواد تستورد من كازاخستان، كالقمح والمواد الأولية التي نحن بحاجة إليها، هاته اللجنة نحن بصدد الاشتغال عليها، وهناك أيضا وفد ثقافي وسياسي، والشق الآخر هو السياحة، نحاول استثمار كل إمكانيات تطوير هاته العلاقات وحتى إرسال يد عاملة مغربية مؤهلة لهاته الجمهورية التي تفتقدها، وهذا هو مضمون الاتفاق الذي عقدته معهم، وسيدخل حيز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة إن شاء الله.

وعن سؤال الجريدة عن عنوان رسالة الشكر والتقدير التي تسلمها من يدي السفيرة الكازاخستانية موجهة إليه من حكومة بلادها، والمائدة المستديرة التي عقدت في مدينة الدار البيضاء حول هاته العلاقات، وما المانع الذي يحول دون تطوير هاته العلاقات؟ أجاب السيد “حسن البركاني” أنه على رجال الأعمال أن يستوعبوا الوضع، وأن تكون لهم دراية بهاته الدولة أولا وقبل كل شيء، كما أنه من الضروري الانفتاح على دول أخرى، وأن نتجاوز منطق حصر العلاقات الاقتصادية في الدول المجاورة، مضيفا أن هذا الشكر الموجه إليه هو نتيجة للمجهود الذي بذله، لأنه هو من كان يمثل هذا البلد في المغرب قبل فتح السفارة الكازاخستانية، ولمدة تزيد عن خمس سنوات، ولمساهمته في التهييء مع وزارة الخارجية من أجل فتح السفارة، والبحث عن مقر لها ولسكن الهيئة الدبلوماسية، مبرزا أن المشاكل التي تعوق تطور هاته العلاقات هي المسافة الجغرافية، والمساءل الجمركية، والتي نحن بصدد حلها، سواء مع السيد المدير العام أو وزير الخارجية، لتطبيق ثمن تفضيلي فيما يخص المبادلات التجارية، أو تحقيق بعض التخفيض على المستوى الجمركي.

أما “الأستاذ فؤاد الغزيزر”، الباحث في العلات المغربية الآسيوية بجامعة “الحسن الأول” بسطات، فثمن هذا الحفل البهيج الذي أقيم بمناسبة مرور 30 سنة على انطلاق علاقات المغرب وكازاخستان، مضيفا أنه بعد 30 سنة من التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية كازاخستان، يأتي هذا اليوم ليحتفل البلدان بما قدماه في هذا الإطار، ونتمنى أن تتوطد هاته العلاقات بعد هاته 30 سنة بين البلدين، وأن يكون هنالك تعاون بينهما على كافة الأصعدة، على سبيل المثال في الجانب الذي أشتغل فيه، أي في الجانب الأكاديمي، أتمنى أن يكون هنالك تعاون مع جامعات من كازاخستان والجامعات المغربية، في هذا الإطار قمنا باستضافة سفيرة كازاخستان بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، ومستقبلا سنستضيفها في جامعة الحسن الأول بسطات، من أجل بحث سبل تعزيز العلاقات الأكاديمية بين الجامعات الكازاخية ونظيرتها المغربية.

 

التعليقات مغلقة.