رجال السلطة الترابية بسطات بين الترقية والحرمان بسبب البناء العشوائي

نور الدين هراوي

تستعد وزارة الداخلية لإطلاق حملة تغييرات واسعة في صفوف نساء ورجال السلطة الترابية، من قواد وباشوات وكتاب عامين على صعيد العمالات والأقاليم ،كما أوردت ذلك بعض المصادر الإعلامية، والقرار قد يطال مسؤولين بسطات الذين بدأوا يضعون يدهم على قلوبهم توجسا من هكذا قرارات.

وكشفت نفس المصادر، أن إعادة الانتشار مع الترقية في الدرجة ستهم أكثر من 500 رجل سلطة، خاصة الذين قضوا أكثر من أربع سنوات كحد قانوني، أو كانوا موضع شكايات، أو تعرضوا لقرارات تأديبية بسبب مشاكل عدة، أبرزها انتشار البناء العشوائي في مناطق نفوذهم الترابي، على اعتبار أن” البناء العشوائي” جريمة في التعمير تستلزم تنفيذ القانون، ومعاقبة المسؤولين عنها، تقول ذات المصادر.

وفي هذا السياق، يضع العديد من رجال السلطة الترابية بإقليم سطات أيديهم على قلوبهم خوفا من تقارير سوداء تكون قد أنجزت في شأنهم، خاصة بعد الاختبارات الشفوية التي خضعوا لها من طرف لجنة خاصة من وزارة الداخلية زارت العمالة مؤخرا.

تقارير تقول بعض المصادر، ارتبطت أصلا بتغول البناء العشوائي، وغض الطرف عن هاته المخالفات والإصلاحات غير المرخصة بدوائر نفوذهم، أو ربط علاقات مشبوهة مع مستثمرين، ومقاولين مختصين في البناء والتجزيء السري، أو تسهيل مأمورية  سماسرة ومنتخبين فاسدين حصلوا على شهادة البناء بطرق تحايلية على لغة القانون، وضرب قانون التعمير عرض الحائط، حيث شهد  مؤخرا الإقليم زحفا مروعا للبناء العشوائي، على مستوى بعض المناطق والمقاطعات، خاصة وأن الظاهرة استفحلت بشكل لافت في زمن كورونا، و كذا خلال المناسبات الوطنية، وفي جنح الليل، مما شجع العشوائيات على الانتشار، خاصة على مستوى الجماعات القروية، وبعض المقاطعات على صعيد المدينة.

للإشارة فقد كانت هاته الخروقات موضع كتابات ومقالات صحافية، ربما ستعصف بالبعض من هؤلاء المسؤولين، أو ستلحقهم إلى “كراج”  الوزارة الوصية، أو إدارات العمالات من أجل إعادة التربية والتكوين مع حرمانهم من الترقية، تقول بعض المصادر المطلعة.

في مقابل ذلك نجد رجال سلطة آخرين لم يتورطوا في منظومة البناء العشوائي، وعملوا ليل نهار على مراقبة كل صغيرة وكبيرة في دائرة نفوذهم، والعمل على محاربة العشوائيات بكل أصنافها من البناء المشتبه فيه، إلى احتلال واستيطان “حزب الفراشة”، وكل ما يقلق راحة السكان ويعكر مزاجهم، عاملين بجهد جهيد على فك اختناق حركة المرور بنفوذهم الترابي، دون تعليمات من المنتخبين، أو محاباة مصالحهم الخاصة والانتخابوية (….)، تضيف ذات المصادر.

التعليقات مغلقة.