من قلب قلعة الارتزاق والانفصال اشتعل كوكتيل وطني فني من تنظيم حماة الوطن في فرنسا ليقدم العرس والدرس معا

تخليدا للذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء التي جسدت ولا تزال تجسد محورا أساسيا لوحدة الأمة، وتجمع كل الوطنيين داخل المغرب وخارجه على الدود عنها بكل الوسائل الممكنة والضرورية كسفراء للقضية أينما حلوا وارتحلوا، رافعين علم الوحدة والتعبير عن الانتماء من الرضاعة الطبيعية التي تلقوها في حضن أم معطاء اسمها الوطن، وليس حليب الارتزاق والعمالة المتحركة وفق المصالح المادية والنفعية التي تعيش تحت كنفها جمهورية الوهم، فليس من قبيل الصدفة أن يختار وطنيون حتى النخاع أن يرفعوا تحدي الوطن والوحدة، ويوجهوا سهامهم بالحضور والفن في معقل تواجد أعداء الوحدة الترابية بقلب العاصمة الفرنسية، اليوم، على الساعة الرابعة بعد الزوال، بالمركز الثقافي “جاك بريل”، عبر لوحات فنية مهداة للوطن ولحماة الوطن ولقائد الوحدة والتنمية جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.

الوطنيّة تعبير عن الإحساس بالارتباط والالتزام لأمّة معيّنة، كما حددها، ستيفن ناثانسون، بأنها تتضمّن الرغبة في التضحيّة لغاية تعزيز مصلحة الوطن، وقلقاً خاصّاً حول صلاح وخير الوطن، والشعور بتطابق شخصي بين الشّخص ووطنه، وتعلّقاً خاصّاً بالوطن، وهو ما جسده هؤلاء الوطنيون المغاربة بتنظيم حفل وطني داخل قلاع وحصون الأعداء مجسدين مفهوم غرامشي القائل بتحطيم قلاع الأعداء، وهو ما رسخوه في مدينة “Montes-La-Ville” عمليا، وهي المدينة الفرنسية التي تعرف كثافة من مرتزقة البوليساريو، مما شكل تحديا ورهانا كبيرا فكر في تخطيطه كل من السيد “عبد الكبير السباك”، الصحراوي الوطني الغيور، و”الحبيب الداودي” اللذان نظما هذا الحفل العرس الفني الوطني وسهرا على إنجاح تفاصيله، إضافة إلى الفنانين الذين ألهبوا وأشعلوا المكان، دون أن ننسى الجهد الكبير الذي لعبه المطرب الشعبي الرائع، الذي يمثل الجالية المغربية بفنه “فتاح المسناوي”، الذي كان أيقونه الحفل وجسد حضورا على الأرض كما على منصة الاحتفال علامة فارقة في سمو الارتباط بالوطن والقضية، رافعا علم البلاد في ربوع الاغتراب، ومجسدا الحضور القوي بالفن ليكون سفيرا فوق العادة للوطن ولوحدته الترابية ولهويته الوطنية.

وقفة جسدت المفهوم الحقيقي للوطنية بما هي نظير القوة والاعتدال والأخلاق كشعور طبيعي ناتج عن ارتباط الشّخص بالوطن الذي وُلد وعاش فيه، واعتباره جزءا هاما من الشخصية، وهو ما تجسد بالفعل على الربوع الفرنسية، حيث أن المكان الذي يسع 900 شخص فقط، قد امتلأ عن آخره، ونظرا لصرامة القانون ولحضور أشخاص لم يجدوا مقعدا، فقد أصر الفنان الشعبي المغربي “فتاح المسناوي” انطلاقا من وطنيته وإحساسه بالانتماء إلى الوطن على حضوره هؤلاء الذين حجوا ولم تسعهم القاعة، لكن احتواهم قوة الانتماء وقوة الدفاع عن حضورهم من طرف فنان الشعب، الذي أصر على حضورهم ولو واقفين ليشاركوا إخوانهم العرس الوطني الكبير ولو واقفين، مهددا بالانسحاب وعدم المشاركة في حالة رفض طلبه، فكان للأسد الشعبي ما أراد، وحضر الجميع الحفل الوطني الكبير، ليعكس لنا المشهد صورة راقية للانتماء للوطن، ودرسا قويا موجها للأعداء في أحد قلاع تواجدهم، الذي عرف حضور شخصيات هامة فرنسية ومغربية.

اكتض المكان وضاقت جنباته لكن الروح الوطنية وصدر الوطن الذي يسع الجميع جعل الكل يذب روحا لإيفاء الوطن جزءا من الدين أمام جنود مجندين يدودون عن الربى ويدهم لا تحيد عن الزناد.

حضر فنانون أشعلوا المكان طربا وهوية وانتماء صادقا لمغرب هو لكل أبنائه، وهي لوحات صدق من القلب صادرة وإلى قلوب عاشقة للوطن من طنجة للكويرة ومستعدة للتضحية من أجل وحدته ونمائه بكل ما أوتيت من قوة، صدح صوت خديجة الأطلسية، وفيكون Vigon، والشاب حاتم، وأوركسترا هشام، ودي جي نورا، وفتاح المسناوي، وخالد العلوي، وأيوب فهيد، وطاطا ميلودة، الكل اجتمع في كوكتيل غنائي وطني فني رائع ألهب المكان وربط أواصر القرب مع الوطن، ووثق عرى الانتماء للصحراء المغربية، للعيون والداخلة ووادي الذهب، والسمارة، وكل ربوع الوطن الغالي، صاحبته إطلالات الدقة المراكشية التي توسطت الفضاء ممتدة من الحمراء إلى كل ربوع الوطن في حضور تراثي قوي، أثتته “نسرين” بلوحات من المنتوج الوطني عبر عرض للقفطان المغربي الاصيل والألبسة التقليدية التي عكست التنوع والحضور مهما بعدت المسافات إلا أنه مع العشق الكبير تذوب الحدود وتتهاوى أمام قوة الجامع والذكرى الغالية.

حفل كان ناجحا بامتياز في جميع لحظاته وفقراته وتفاعل معه الجمهور قلبا وروحا وولاء لصاحب الجلالة الملك المفدى وتحية عالية لأفراد قوتنا المرابطين على الحدود، ليعطي درسا للأعداء كما الأصدقاء أن للاتنماء للمغرب بكل ترابه الوطني رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا عليه وما بدلوا تبديلا.

 

وللإشارة فقد سبق ل”مجموعة أصوات ميديا” و”جريدة أصوات” بإدارة وطنية كبيرة من مديرها العام، “الأستاذ محمد عيدني”، أن رفعت التحدي الوطني بتنظيم عرس وطني كبير بمدينة فاس، تمثل في الملتقى الوطني للإعلام والمجنتمع المدني، الذي كان عرسا وطنيا صادقا بامتياز، وعرف مشاركة هامة ونجاحا منقطع النظير، لتنطلق عقبه سلسلة الأعراس المتنقلة مستلهمة فضاء الروح الوطنية التي أعطى الملتقى انطلاقتها، ورسخ قواعد اعتمادها للدفاع بالفكر والفن وكل الإمكانات الممكنة كسفراء في كل أماكن التواجد لنصرة الوطن القضية، ولتجديد الوفاء والمحبة الكبيرة للعرش العلوي المجيد والجالس عليه مولانا المنصور بالله، أعزه الله وأيده.

التعليقات مغلقة.