الاتفاق السعودي/الإيراني نقطة تحول تاريخي في الوطن العربي

بقلم الأكاديمي والناشط السياسي والمجتمعي: علي محمد مأمون سيف

شكل الاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين نقطة تحول تاريخية في تاريخ الوطن العربي، إذ تعد مفاجأة سعيدة في تاريخ العلاقات الإقليمية في المنطقة، وتاريخ العلاقة بين البلدين الجارين، إذ أن العلاقة بينهم شهدت توترا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وإن كان المتابع لتاريخ العلاقات بين البلدين.

 

وللإشارة فإن السعودية اتبعت مع إيران منذ قيام الثورة الإيرانية سياسة الصبر وطول النفس، رغم تواصل بعض الأمور التي كانت تُسبب سوء العلاقات بين البلدين.

 

إن الاتفاق الإيراني السعودي الذي أعلن عنه قبل قليل، يمثل نقطة تحول تاريخية في المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده العالم بفعل الحرب في أوكرانيا مع تغير التحالفات، وإعادة تشكيل للمشهد العالمي كله، إذ تُمثل هذه العلاقات نقطة تحول رئيسية وفاصلة في شكل العمل الدبلوماسي والسياسي في المنطقة.

 

وإن وجود المشاكل المستمرة والجمود في العلاقات السعودية الايرانية طوال الفترة السابقة كاد أن يصيب جزءا من هاته منطقة من العالم، والتي تعد حيوية في جنوب شرق آسيا، والتي طالها الجمود لمدة طويلة سواء على مستوى العلاقات التجارية أو العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحًا أن الانفتاح بين السعودية وإيران يمثل تحريكا كبيرا لحركة الاقتصاد في الخليج وحركة الاقتصاد في هذه المنطقة.

 

وأعتقد أن الانفراج في هذا الملف يمثل تحريكا لملفات أخرى إقليمية تتعلق بالوجود الإيراني في أكثر من عاصمة عربية والتي تمثل ضغطا وقلقا لأطراف عربية أخرى ضمنهم المملكة العربية السعودية.

 

 فهذا الاتفاق يمثل نقطة تحول تاريخية في منطقة الخليج، ويبدو أنه سيشكل صفحة جديدة في العلاقات، ربما يكون مدخلها الاقتصادي هو الأكثر وضوحا وظهورا، مما يعني أن الاقتصاد أصبح أمرا مهما لتحريك السياسة في المنطقة. 

 

الاتفاق السعودي الإيراني وبرعاية صينية هو مؤشر على أن الأمور ستكون أفضل في اليمن، ونأمل أن تقف الحرب بالوكالة في اليمن بناء على هذا الاتفاق.

 

 نوجه رسالة لحكومتي عدن وصنعاء أن يباركوا هذا الاتفاق بين ايران والسعودية فهي اتفاقية تاريخية، بين الدولتين، كما نطالبهم بطلب تعويضات لليمن من كلتا الدولتين بمبلغ ست مئة مليار دولار يتم صرفها لإعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب خلال ثمان سنين، وكذلك تعويض جميع اليمنيين دون استثناء، ضمنهم الشهداء والقتلى في الحرب مع أسرهم؛ الجرحى في الحرب مع أسرهم؛ تعويض التجار؛ تعويض جميع الموظفين والعمال الذين فقدوا أعمالهم بسبب الحرب؛ تعويض جميع بقية اليمنيين بسبب العناء والألم والمعاناة الذي يعانونها لعقد من الزمن بسبب الحرب .

 

 وهذا مطلب كل اليمنيين في الداخل وبمختلف دول العالم من الدولتين السعودية والايرانية، كما أننا مع إحلال السلام الشامل والعادل في الوطن العربي، نرحب بالاتفاقيات بين الدول في سبيل الخروج من الازمات السياسية والحروب في الوطن العربي، وكل دول العالم.  

التعليقات مغلقة.