أيام تازة الثقافية وحفل تقديم وتوقيع رواية “باب الريح” للأديب بسكًمار

عبد السلام انويكًة

احتفالا منها بفعاليات شهر التراث، وبمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وضمن اطلالة افتتاحية لموسمها الثقافي “أيام تازة الثقافية”، تنظم المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتازة في الفترة ما بين 18 أبريل الجاري وإلى غاية 18 ماي القادم، برنامجا ثقافيا وفنيا حافلا ضمنه حفل توقيع رواية “باب الريح” للأديب العصامي “عبد الإله بسكمار”.

 

 سلسلة فقرات ومواد ومساحات انشطة ثقافية إبداعية فنية ذات بعد تراثي، وكذا أنشطة علمية مفتوحة ومعارض فنية وورشات تربوية تحسيسية بأهمية الحفاظ على التراث الوطني.

 

ولعل بقدر ما يؤثث هذه الأنشطة وغيرها عدد من المبدعين والمهتمين والفنانين والأدباء والجمعويين والباحثين وغيرهم، بقدر ما تتوزع على جملة فضاءات هنا وهناك من رواق معارض وقاعات ندوات ومواقع أثرية على مستوى مدينة تازة.

 

وضمن “أيام تازة الثقافية”، ربيع هذه السنة، وضمن فقرات برنامج هذه التظاهرة، ارتأت المديرية الإقليمية للثقافة بتازة تفاعلا منها مع جديد الإصدارات الجديدة محليا، تنظيم حفل توقيع لرواية “باب الريح” للأستاذ “عبد الاله بسكًمار” الإعلامي والأديب والباحث في تاريخ تازة، وذلك مساء الخميس 27 ابريل الجاري، بقاعة الندوات بمقر المديرية بتازة السفلى.

 

وهو الموعد الذي ستؤطره فقرات موازية فنية وإبداعية، فضلا عن قراءات تخص نص الرواية زمنا وانسانا ومكانا وشكلا وتيمة وخلفية تفاعلية مجتمعية محلية.  

 

يذكر أن “باب الريح” بهذه الإحالة على الطبيعة والزمن المحلي، هو عنوان هذا العمل الروائي الذي صدر مؤخرا للأستاذ “عبد الإله بسكًمار”، وهو ثاني منجز سردي بعد رواية “قبة السوق” التي نالت جائزة تازة للإبداع العربي الروائي سنة 2009، والتي نظمتها قبل عدة سنوات وزارة الثقافة وجمعية أصدقاء تازة.

 

والعمل الروائي الجديد الذي صدر في غلاف أنيق عن مطابع “الرباط نيت”، في 182 صفحة من القطع المتوسط، يطرح بعض من الأسئلة الرمزية التي تخص جدل ذاكرة وعلاقات اجتماعية وتفاعلات مختلفة عبر أسرتين تكافحان من أجل الخبز اليومي دفاعا منهما عن الكرامة الإنسانية، من خلال مفارقات زمان ومكان واشكالات عصية على الاحتواء أحيانا، فضلا عن طبيعة التعاطي النفسي والاجتماعي مع الأحداث المختلفة ببعديها الوطني والعربي، وطيلة مرحلة تاريخية محددة تتفاعل من خلالها شخوص الرواية في اتجاهات ذاتية أحيانا، وموضوعية أحيانا أخرى، كل حسب معاناته وطبيعة ردود فعله المحكومة بقيم وتمثلات شتى.

 

ويمزج صاحب رواية “قبة السوق” إياه بين التعاطي الواقعي مع الزمن، وبين البعد التكنيكي والتجريبي لهكذا عمل فني، محكوم بلغته الخاصة وأشكال وتقنيات التعامل مع الحدث القصصي ومع الشخصيات والبنيات المؤطرة لها، كلغة التداعي والارتداد، “فلاش باك”، وتناوب السرد والتنويع في الضمائر لتحقيق الغاية الجمالية أساسا، مع الاتكاء على العامية في الحوار أساسا والممتزجة أحيانا بلغة عربية وسطى كتوجه موضوعي لخدمة المقال والمقام معا.

 

ومع أن فحص آليات الاشتغال الروائي تبقى مبدئيا من صميم عمل النقد المنهجي والانكباب الموضوعي على الأعمال الفنية، فإن صاحب العمل يقدمه طازجا مفعما بالأسئلة الحارقة قبل الأجوبة الجاهزة، ومن المفترض أن يستقل عن مؤلِّفه ذاته، ويصبح بمجرد خروجه إلى سوق التداول في ملك جمهور القراء، راجيا أن يحقق عبر هذا العمل الجديد ما يأمله كل عاشق للأدب الرفيع من متعة وفائدة.

وهذا مقتطف من الرواية ص 76:- والله آسيدي لا جا فحنجرتي ولا طاحْ فْجوفي هاذ النهار.- ألعنْ الشيطان أصّدِّيق، الله يرضي عليك، هاذ الشي اللي كتب الله.

تجددت الأوتار بصوت مدو وجسد مترجرج بكامله، مع شرارات رهيبة منبعثة من العينين، وتبخرت كل الحيوية التي افتتح بها يومه الأكبر هذا، بمجرد البسملة والحمدلة وهو يشد على السكين فوق عنق الشاة ويسمي ويتفاءل عبر الأجواء القدسية “هذي ضحية الصديق بن مرزاق بن كمران المازوني، اللهم تقبله يا رب”، يمرر السكين فتنهمر الدماء الحمراء المباركة، وفجأة ينقلب كل شيء رأسا على عقب.

 

– الخروف آعباد الله ب 15 ألف فرنك فيه شبر دالشحما وزقة دليدام، تفليكة دالله الحد، أضاف كمن أخذته الصيحة:- خلقني ربي غير حشية، أنا غير حمار الموقف، ثم في تهدج مسموع “الله يهزني لعندو”، واستبد بالجميع السؤال الكبير المؤرق: من أين اقتنى هذا الخروف المنحوس؟.

هكذا اذن هي رواية “باب الريح” التي تؤثث ربيع تازة الأدبي لهذه السنة، من خلال احتفاء وحفل قراءة وتوقيع برحاب قاعة الندوات بالمديرية الاقليمية للثقافة بمدينة تازة.

التعليقات مغلقة.