تازة: ورش التراث المحلي وتطلعات الدورة الثانية من مهرجان مكناسة الغربية

عبد السلام انويكًة

تحت شعار”الشباب ثروة وطنية لاستمرارية التراث الثقافي ودعم السياحة القروية: حفظ الذاكرة والتطلع للمستقبل”، انطلقت يومه الجمعة 11 غشت الجاري، بإقليم تازة على امتداد ثلاثة أيام، فعاليات مهرجان التراث  المحلي بجماعة مكناسة الغربية في نسخته الثانية.

 

تظاهرة تنظمها جمعية المستقبل للتنمية والبيئة والتراث المحلي بجماعة مكناسة الغربية بإقليم تازة، من خلال برنامج احتفالي صيفي بتطلعات تنموية محلية، تتقاسمه فقرات ثقافية وترفيهية وتراثية تجمع بين عدة تعبيرات وفنية فرجوية محلية اقليمية جهوية ووطنية.

 

مهرجان مكناسة الغربية في نسخته الثانية

 

اليوم الأول من مهرجان جماعة مكناسة الغربية هذا، كان بفقرات افتتاح فسيفسائي استعراضي خاص بالمشاركين، مع احتفاء تكريمي رمزي بكل من علال الملالي الشهير ب:”علال دادريس”، قيدوم شيوخ أحيدوس البرانس، أحمد اللبالي عامل نظافة بجماعة مكناسة الغربية، فضلا عن طلقة افتتاحية جماعية وزيارة لمعرض تشكيلي للفنانة نجاة الكًحص انفتاحا على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا معرض للتعاونيات المنتجة في المجالين الفلاحي والصناعي.

مع اختتام اليوم الأول من التظاهرة، بعروض الفروسية التقليدية الضاربة في تاريخ وذاكرة وتراث المنطقة، وهذه العروض التي تؤثثها جمعية فرسان مكناسة الغربية بقيادة المقدم محمد الصغير اليوسفي، وجمعية المستقبل للفارس والفرس بجماعة أولاد الشريف بقيادة المقدم  محمد دجعيط، وجمعية النجاح لتربية الخيول بجماعة وادي أمليل بقيادة حسن لزعر، وجمعية التضامن للعالم القروي بجماعة باب المروج تحت إشراف المقدم محمد البالي، ثم تلي جميع هذه العروض الاحتفالية فقرة الفولكلور والتراث الشعبي الإنساني المحلي، التي تشمل الطبال والغياط إضافة إلى أحيدوس البرانس. 

إدارة مهرجان مكناسة الغربية في دورته الثانية، ارتأت مادة علمية فكرية تراثية موازية، من خلال ندوة حول تراث وتاريخ المنطقة أطرتها مداخلات باحثين قاربوا واستحضروا “قبيلة مكناسة من خلال المصادر التاريخية، وكذا “مكناسة تازا: بعض من خصوصية المكان والزمان والإنسان”، إضافة لِما يخص”فن الفراجة عند قبائل تازة: الماهية والمكونات والأبعاد.

ندوة مهرجان مكناسة الغربية هذه، أطر  جلستها وفقراتها الشاعر المبدع حفيظ اللمتوني. لتختتم فعاليات اليوم الأول، بسهرة فولكلورية جامعة بين ايقاع وتعبير الطبل والغيطة وأحيدوس البرانس ثم فن التبوريدة.

وضمن فقرات اليوم الثاني للمهرجان/ 12 غشت، كانت حملة قياس السكري وضغط الدم لفائدة ساكنة مكناسة الغربية، من طرف فرع منظمة الهلال الأحمر المغربي بتازة؛ ثم فقرة الفروسية والفولكلور بمساهمة جميع الفرق المشاركة، مع سهرة فنية فولكلورية كبرى.

ليفتتح اليوم الثالث من مهرجان مكناسة الغربية للتراث/ 13 غشت 2023، بزيارة لموقع الرحبة الريحية بجماعة أولاد الشريف المجاورة، لفائدة ضيوف المهرجان تعريفا ووقوفا على عظمة وقيمة هذا الورش الطاقي الوطني ميدانيا، لتستأنف بالموازاة فقرات الفروسية والفولكلور، وأخيرا سهرة المهرجان الختامية التي شملت إضافة لفرق الفولكلور بإقليم تازة، الفنانين الشعبيين : عبد الله الحاجب وإيمان الحاجب، ومن ثمة الإعلان عن اختتام الدورة الثانية لتظاهرة التراث بمكناسة الغربية.

وكانت “جمعية المستقبل للتنمية والبيئة والتراث المحلي”، هي من نظمت النسخة الأولى من مهرجان مكناسة الغربية يومي 7 و8 غشت من السنة الماضية، بتنسيق مع عدة جهات خاصة الجماعة القروية المعنية، وقد سجل نجاحا مكن المنطقة من التعريف بالجماعة وإمكاناتها وطاقاتها الواعدة، ورأسمالها المادي والرمزي.

وكانت النسخة الأولى للمهرجان حسب إفادات المنظمين، مدخلا واعدا وبوابة ثقافية وتراثية ورمزية كبرى من أجل الإقلاع الاقتصادي والنماء الاجتماعي للساكنة، إن تم إستثماره كمكتسب سنوي واسع الآفاق بقابلية للتطور المستقبلي والالتفاف الجماعي حوله، كمولود محلي قابل للنمو والحياة التنموية الشاملة إن بقيت وتأصلت تلك اللحمة، الواجب تثمينها بين الجماعة الترابية والجمعية المنظمة والساكنة وكل الشركاء المحليين والإقليميين والقطاعيين، بروح استشرافية تأخذ بعين الاعتبار مستقبل المنطقة، وعيا بأهمية الشأن الثقافي والتراث اللامادي في التنمية المحلية، وبأهمية ما يجب من عمل تشاركي ودعم رافع من قِبل المجلس الاقليمي وعمالة الاقليم ومجلس الجهة، فضلا عما يعلق من آمال على أبناء مكناسة الغربية كل من موقعه لإعطاء هذا الموعد الاحتفالي ما ينبغي من استمرارية وتطلع وإغناء وترسيخ خدمة للمنطقة.

التعليقات مغلقة.