الخارجية الفرنسية تؤكد أن بلال قيسي وعبد العالي مشوار هم ضحايا خفر السواحل الجزائرية فيما تم توقيف إسماعيل صنابي خلال الحادث

أصوات: أخبار فرنسا

دخلت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة، على خط مقتل مغربيين واحتجاز آخر وجميعهم يحملون الجنسية الفرنسية برصاص خفر السواحل الجزائرية، مؤكدة أن “حادثة بالجزائر شملت عددا من مواطنينا”.

 

ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن باريس أكدت وفاة مواطن واحد يحمل الجنسية الفرنسية، دون التطرق لظروف الوفاة ولا حيثيات اعتقال الآخر.

 

وفي هذا السياق قالت الخارجية الفرنسية إن “مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية وسفارتي فرنسا في المغرب والجزائر على تواصل وثيق مع عائلات مواطنينا التي نقدم لها دعمنا الكامل”.

 

ولزمت الجزائر لحدود الساعة الصمت في الموضوع، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجزائر.

 

وارتباطا بهذا العمل المنافي للمواثيق الدولية الصادر عن خفر السواحل الجزائري والذي أودى بحياة شبان أبرياء، قال محمد قيسي، وهو أحد الناجين وشقيق أحد الضحايا، إنه وعدد من أصدقائه، وبعد أن كانوا في لحظات استجمام، الثلاثاء الفارط، على مثن دراجات مائية (جيتسكي)، وجدوا أنفسهم في المياه الجزائرية، لكنهم لم يدركوا ذلك إلا بعد ظهور زورق “زودياك” جزائري، لكنهم في الحال قرروا العودة للسعيدية.

 

وأضاف أنهم وبعد تحويل مسارات دراجاتهم المائية للخروج من المياه الجزائرية نحو السعيدية، تفاجأوا ببدئ إطلاق النار عليهم، نافيا أن يكون وأصدقاؤه قد هربوا، مبرزا أنهم حاولوا فقط العودة من حيث جاؤوا.

 

وفي تفاصيل مقتل شقيقه قال قيسي إن الجيش الجزائري أصاب شقيقه بخمس رصاصات فيما أصابت واحدة صديقه الذي كان برفقتهم، مضيفا أنه تم اعتقاله من طرف السلطات الجزائرية.

 

وأوضح أنه وأثناء محاولته العودة وقع عطل في دراجته المائية، ليحاول العودة للسعيدية سباحة، لكنه ومن شدة التعب لم يستطع ذلك، إلا أن القوات البحرية المغربية عثرت عليه وقدمت له المساعدة اللازمة.

 

وأضاف محمد قيسي قائلا، “تهنا في البحر (…) حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية، عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود لخفر السواحل الجزائري”، مضيفا “أطلقوا علينا النار، الحمد لله لم أُصب، لكنهم قتلوا أخي وصديقي، بينما اعتقلوا صديقاً آخر”.  

 

فاجعة إطلاق جنود جزائريين الرصاص على مغربيين أثارت ردود فعل غاضبة داخل المغرب وأثارت العديد من الردود الشاجبة للسلوك الجزائري عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية قد تجنب التعليق على الحادث خلال الندوة الصحافية التي عقدها عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي، الخميس الماضي، مكتفيا بالقول إن “هذه القضية تدخل في اختصاص السلطة القضائية”.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نشرت تفاصيل الحادث، مبرزة أن الأمر يتعلق بكل من  بلال قيسي وعبد العالي مشوار وأنهما “قُتلا الثلاثاء جراء إطلاق رصاص من طرف خفر السواحل الجزائري، في المياه الإقليمية الجزائرية”، مضيفة أن السلطات الجزائرية أوقفت مرافقاً آخر لهما يُدعى إسماعيل صنابي يحمل أيضاً الجنسيتين المغربية والفرنسية.

 

يأتي هذا الحادث ليخيم على العلاقات المتوثرة بين الرباط والجزائر، لإاي أفق ستحمله هاته المستجدات الخطيرة التي تضرب كل مواثيق والأعراف الدولية.

 

وفي آخر المستجدات علم أن النيابة العامة بمدينة وجدة، شرق المملكة المغربية قد أمرت بفتح تحقيق قضائي في ظروف وملابسات هذا الحادث المأساوي الذي أودى بحياة شابين بريئين.

التعليقات مغلقة.