سياسة جر الحبل مستمرة بين الوزارة ونساء ورجال التعليم و المتضرر هو التلميذ

جريدة أصوات

 بقلم رشيد مومني

 

إن ما يقع في قطاع التعليم لا هو أمر طبيعي بالنظر لطبيعة الحقل بماهو حقل حيوي ينتج المعرفة والعلم ، والتاني لكمية الإصلاحات التي تعاقبت عليه مند 1956 الى الآن .

 

يعيش حقل التعليم باعتباره العمود الفقري لأي مجتمع وبه تتقدم الشعوب والأمم ، على وقع الإحتقان مند أزيد من شهرين ، بسبب تنزيل النظام الأساسي للتربية والتعليم الذي لقي معارضة شرسة من نساء ورجال التعليم الذين إحتجو عليه بالإضربات المتتالية ، وبالإنزلات الجماهيرية القوية .

مباشرة بعد المصادقة عليه في البرلمان لقي النظام الاساسي للتربية والتكوين رفضا قاطعا من لدن جميع رجال ونساء التعليم بمختلف فئاتهم سواء المرسمين في أسلاك الوظيفة العمومية ، سواء المتعاقدين ، معارضة قوية عبروا عليها عن طريق خوضهم معركة وحراك إجتماعي قوي ، لقي سداه داخل وخارج المغرب .

إضرابات متواصلة للنقابات والتنسيقيات المختلفة ، وبلاغات هنا وهناك ، والأقسام فارغة أزيد من شهرين ، فرضت على  الوزارة الجلوس الى طاولة الحوار في البداية مع النقابات الأكثر ثمتيلية على حد قولهم حيث خرجت بمخرجات إتفاق 10 دجنبر الذي أقر زيادة 1500 درهم لفائدة الأساتذة مع الإبقاء على النظام الأساسي وتجميده ، وفتح نقاش في بعض نقاطه ، بعد مخرجات الحوار مباشرة إنطلق نقاش موسع في اوساط المعنيين بالأمر خلص إلى رفض المخرجات جملة وتفصيلا .

 

 

وهنا وجدت الحكومة المغربية نفسها هي والنقابات في ورطة كبيرة ، خصوصا ما جدوى الحوار وما فائدته مادمت الشريحة العريضة من الأساتذة غير حاضرة في الحوار ولم تلتزم بالمخرجات وإستمرت في الإضراب واستمر العزوف عن الأقسام .

بعد دلك صعدت التنسيقيات ودعت الى إضراب جديد يشل القطاع ، وسط احتقان واستغراب أولياء التلاميد ، استمر الوضع على ماهو عليه الى حين استدعاء الجامعة الوطنية للتعليم الى حوار جديد  التي أفادت وفد ممثل لجميع التنسيقيات التي لها وزن في الميدان ، حوار تحت يافطة النقابة لأن الوزارة ترفض الحوار مع التنسيقيات بحكم لا قانونيتها على حد تعبير مسؤولين في الوزارة الوصية على القطاع .

 

توالت الحوارات دون جديد يذكر اللهم بلاغات الإضربات للأسبوع المقبل وهنا يطرح سؤال عريض حول مصير التلاميذ الذين لم يتلقو دروسهم مند بداية الموسم الدراسي  ؟؟ ولنفترض جدلا أن وجد حل وسط رغم ان الأمور لا تبشر بالخير ؟؟ كيف سيتم إستدارك ما فات ؟؟ وهل ستستمر عملية شحن التلاميذ في ضرب سافر للزمن المدرسي ، من المسؤول عن هذا الوضع مدام المشكل واضح وضوح الشمس ؟؟ وما السبيل للخروج من هذه الأزمة ؟؟ كلها أسئلة تؤرق المتتبع لما آلت إليه أوضاع التعليم في بلادنا .

 

وضع يسائل الجميع لأن دور هذا الأخير محوري وجوهري في النسيج المجتمعي ككل ، لا يعقل ان يتم التعامل مع قطاع حساس ومؤثر بهذه الطريقة كل يجر حبله ويدافع عن مصالحه وفي الأخير المتضرر هم أبناء الفقراء الذين لا تتوفر أسرهم عن مداخيل  تسمح لها بالتسجيل في المدارس الخاصة, هذه الأخيره هي المستفيدة الأكبر من هذه المعادلة المعقدة بين وزارة التربية الوطنية و نساء ورجال التعليم .

 

 

في الأخير لابد من التأكيد عن أن التعليم هو قطاع يجب نهتم به أكثر ما نهتم بقطاعات اخرى ، والإهتمام هنا نقصد به الإستماع الجدي والمسؤول للصوت الذي يريد أن تعود المدرسة العمومية لسابق عهدها, صوت يهمه التلميذ والأستاد على حد سواء .

التعليقات مغلقة.