غياب البوليزاريو عن القمة الإيطالية الأفريقية يعمق عزلة النظام الجزائري‎

المداني افريني 

رغم الزخم الكبير الذي عرفته العلاقات الجزائرية الإيطالية مجسدا في الاتفاقيات الاقتصادية والزيارات المتابدلة بين مسؤولي البلدين، إلا أن قصر “المرادية” لم ينجح مرة أخرى في ضمان مشاركة جبهة البوليزاريو الانفصالية في أشغال القمة الإيطالية الإفريقية التي عرفت مشاركة مجموعة من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية وبحضور الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي. 

 

 

 

ولم توجه حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أية دعوة للكيان الوهمي، وهي ليست المرة الأولى التي تتجاهل فيها دول أوروبية هذا الكيان الانفصالي في تأكيد على تمسكها بالشراكة الاستراتيجية التي تجمعها مع المملكة المغربية، وتجاهلها أيضا لكل الإغراءات والمحاولات الجزائرية التي تروم تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية بعد أن راهنت الجزائر بقوة على إيطاليا من أجل الخروج عن الإجماع الأوروبي حول هذا الملف بعد توثر علاقتها مع إسبانيا. 

 

 

 

وحسب إعلاميين معارضين فإن النظام الجزائري فشل في إقناع إيطاليا بإستدعاء الكيان الوهمي في الحضور للقمة الإيطالية الإفريقية رغم كل محاولات التقارب، وعلى غرار تبادل الزيارات على أعلى المستويات وعقود الغاز الضخمة بأسعار تفضيلية التي خص بها النظام الجزائري الحكومة الإيطالية. 

 

 

 

وأضاف نفس المصدر، أيضا أن النهج الأوروبي في التعاطي مع ملف الصحراء يسير نحو تفادي خلق أية أزمة مع المغرب ودعم الحلول الواقعية والعملية لتسوية هذا النزاع، وأن إيطاليا ترفض تماما إقحام جبهة البوليزاريو في هذه القمم الكبيرة رغم المحاولات التي بذلتها الجزائر، الأمر الذي جعل قصر “المرادية” يخفض مستوى تمثيله من رئيس الجمهورية إلى وزير الخارجية. 

 

 

 

وخلص المتحدث إلى أن العلاقات الإيطالية الإفريقية تحكمها اليوم أمور محددة أهمها الأمن الطاقي وتدبير ملف الهجرة ومحاربة الإرهاب وهي مجالات راكم فيها المغرب تجارب عديدة ومهمة وهو ما يعزز مركزيته في خطة “ماتي” التي أعلنت عنها رئيسة الوزراء الإيطالية، لافتا أن إيطاليا لايمكنها أن تتعامل مع كيان يفتقر أدنى مقومات الدولة المحددة بموجب القانون الدولي بل تتعامل مع دول ذات سيادة.

التعليقات مغلقة.