سطات مضرب المثل في الفلاحة والماء تدخل زمن المدن الصحراوية

لم يكن يعتقد سكان عاصمة الشاوية أنه سيصل اليوم الذي تتحول فيه مدينتهم سطات إلى شبه مدينة صحراوية أو مدينة صحراوية ترجع الى حقبة زمن المدن الصحراوية في زمن ما قبل المسيرة الخضراء، عندما كانت الأقاليم الصحراوية تعاني نذرة وشح كبير في البحث عن كمية من الماء من أجل تزود السكان بها، وهو ما تأكد بالملموس عندما أصبحت صهاريج او حافلات محملة بالماء تجوب شوارع المدينة وأحياءها وتوزع الماء بالقطرات وبطريقة “البراح”، وكأن المدينة تعيش الفترة التي طرد فيه المغاربة المستعمر من الصحراء المغربية ومن الأقاليم الصحراوية.

 

 

ففي غياب استراتيجيات وسياسة مائية تذبيرية فعالة وبناءة تتجاوز محنة السطاتيين من عبث تذبير وترشيد غير معقلن مما أدخل المدينة في انقطاعات متكررة للماء تدوم لساعات طويلة دون إخبار ساكنتها بالعملية، او إخبارهم في الوقت الميت، على الاقل حتى يتمكن السكان من أخذ احتياطاتهم للتخفيف من وطأة انقطاع الماء الشروب عن مساكنهم.

 

معاناة ساكنة سطات مع نقص المياه (1)
الصورة لأخبار سطات: معاناة ساكنة سطات مع نقص المياه

 

عملية الانقطاع المتكرر للماء مع نهاية الاسبوع الأول من شهر فبراير بعدة أحياء بمدينة سطات والذي خلف موجة استياء عارمة في ظل استمرار الوضع دون إشعار مسبق للجهة الوصية، وهو ما أصبح يطرح الكثير من التساؤلات المشروعة، لماذا سطات مرة أخرى دون باقي مدن المملكة تدخل حلبة سباق النفاذ العاجل لكل الاجراءات الخاصة بالاجهاد المائي؟

 

 

هل عملية الترشيد كتب على المدينة الفلاحية بامتياز أن تكون فضاء للتجارب فيها دون غيرها من المدن؟ وهل هذه الخطوة التي تم اعتمادها بسطات دون باقي مدن المملكة رد الصاع صاعين للمدينة البصروية من طرف آدارة الحافيظي، وتصفية حسابات تاريخية كان سكان عاصمة الشاوية أكبر ضحاياها، وحازوا تبعا لذلك النصيب الأكبر والاوفر من الانقطاعات المائية، كما تطرقت الى ذلك مواقع إخبارية في عدة مواضيع متعددة مائية تهم المدينة ومحنة ساكنها مع الماء.

 

 

كما أن تزويد المدينة بالماء من الثامنة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال يطرح كذلك عدة تساؤلات عن العبقرية الثاقبة للجهات المسؤولة التي اختارت هذا التوقيت؟

 

 

وهل تم التفكير في الآثار الجانبية لهذا القرار الانفرادي الماس بكرامة سكان المدينة، والآثار الصحية والبيئية له على الساكنة خصوصا الأطفال والمسنين.

 

 

وهل ستتحرك السلطات المعنية لحث مكتب الحافيظي على إيجاد حل جدري لما يحدث بعاصمة الشاوية؟ فالغضب بلغ منتهاه و الجهات المنتخبة الممثلة لشريحة مختلفة عمرية من السكان المفروض فيها الترافع عن الساكنة في هذا الظرف العصيب تغط في سبات عميق و لا حياة لمن تنادي.

 

 

بل المضحك، يمرر  المنتخبون دورات المجلس باللغة الامازيغية، “بقات لنا غير الأمازيغية”، أين هو البحث عن إيجاد الحلول الممكنة للاشكاليات الواقعية التي تقض مضجع السطاتيين وتخفف عنهم وطأة االمعاناة التي يعيشونها، أما الامازيغية فهي جزء من هويتنا التاريخية والحضارية شرفتها المؤسسة الملكية ورسمتها كلغة رسمية، فلا داعي لأحزاب سياسية أن تزايد بها على مشاكل حقيقية يعاني منها السطاتيون، فالحلول قبل استغلال الفيسبوك والتباهي بالصور وبالمناقشات البيزنطية الفارغة ونشرها ورفع نسبة المشاهدة على حساب الاولويات.

التعليقات مغلقة.