غلاء المهر في المغرب هل نحن أمام زواج شرعي أم بيع بقرة آدمية؟

بدر شاشا

من غير المعقول أن يتم اشتراط صداق يصل إلى مليون أو خمسة ملايين سنتيم أو أكثر  لعقد قران الفتاة.

 

العملية برمتها تعتبر بعا وشراء، وهو ما يسقط الفتاة في الوضاعة لأنه يهينها عارضا إياها كبقرة للبيع.

العملية ذات صلة بالبيع ولا صلة لها بالزواج الشرعي، فالصداق يجب أن يكون بسم الله لقسم الله. 

 

 

يشكل موضوع الزواج في المغرب، وخاصةً في البيئات الريفية والمناطق الأكثر محافظة على التقاليد، تحديات كبيرة.

تتجلى هاته التحديات في ارتفاع مبالغ الصداق والمعايير الاجتماعية التقليدية التي يفرضها المجتمع.

فعلى الرغم من التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي شهده المغرب، إلا أن العديد من العادات والتقاليد القديمة لا تزال تسود عمليات الزواج.

واقع يطرح عدة تساؤلات حول مدى تماشيها مع قيم الحداثة ومتطلبات المجتمعات المعاصرة.

يبرز التحدي الأساسي في تغليب المظاهر الاجتماعية والمادية على جوهر العلاقة الزوجية.

حيث يتم ربط نجاح الزواج بعوامل مادية مثل المهنة والثروة المالية، دون إعارة الاهتمام لقدرات الشخص وقيمه الأخلاقية.

من جانب آخر، يجد الشباب أنفسهم مضطرين لمواجهة تلك الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية.

إذ يدفعهم هذا الوضع إلى اتخاذ قرارات زواج متسرعة غير مدروسة، تؤثر سلباً على استقرارهم النفسي والعائلي.

فالمطلوب تحديث العقليات والتفكير الاجتماعي في المجتمع المغربي، عبر القيام بتوعية شاملة حول مفهوم الزواج وأهميته كمؤسسة اجتماعية.

فمن الضروري إقناع المجتمع على أن الزواج يقوم على الحب والمحبة والتفاهم والاحترام المتبادل بالدرجة الأولى.

يجب أن تلعب الحكومة والمؤسسات الاجتماعية دوراً فعّالاً في تشجيع الحوار بين مكونات المجتمع.

ومن اللازم أيضا توفير الدعم للشباب لتحقيق تطلعاتهم للزواج بطريقة صحيحة ومستدامة.

إن التغيير الاجتماعي يحتاج إلى وقت وجهد، والمهم أن نبدأ في تحديث وتطوير المفاهيم والعادات السائدة.

هاته العادات التي قد تكون عائقاً أمام تحقيق العلاقات الزوجية السليمة وبالتالي ضمان الاستقرار المجتمعي المغربي.

كما أن المطلوب أيضا تعزيز دور المربين والمثقفين في المجتمع، لما لذلك من أهمية من خلال التثقيف والتوعية في بناء العلاقات الزوجية الصحية.

فالمطلوب تغيير العقليات والسلوكيات، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الاتصال الفعال، التأكيد على التفاهم وحل النزاعات بشكل بنّاء في مناهج التعليم والتثقيف.

كما أن وسائل الإعلام يمكن أن تلعب دورًا هامًا في نقل رسائل إيجابية حول الزواج والعلاقات الأسرية، من خلال عرض نماذج ناجحة وملهمة.

والمدخل هو تسليط الضوء على قصص النجاح والتحديات التي يمر بها الأزواج في المجتمع.

والمهم أيضًا الاستفادة من الخبرات الدولية والدراسات العلمية في مجال الزواج والعلاقات الأسرية.

فالمطلوب تطبيق أفضل الممارسات والسياسات التي تعزز استقرار الأسرة وتحقيق السعادة الزوجية.

يجب على المجتمع المغربي التفكير بشكل شامل ومتعدد الأبعاد في قضايا الزواج والعلاقات الأسرية.

كما أن المطلوب هو العمل بجدية لتغيير العقليات والمفاهيم القديمة التي تعوق تحقيق السعادة الزوجية واستقرار الأسرة.

الأمر يتطلب بدل جهود مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والأفراد، بما يمكن من بناء مجتمع أكثر تسامحاً وتفاهماً، يتمتع فيه الجميع بفرصة للعيش حياة زوجية مليئة بالسعادة والرضا.

التعليقات مغلقة.