بلية المؤثرين

بلية المؤثرين

أحد أسباب الفشل الدائم، هو وجودك المستمر في محيط جاهل لا يعترف بجهله و لا يصدق أن الجهل سبب مباشر للفشل في جميع المستويات.
و الغريب، أن الجهل ليس مقصورا على الأميين الذين لم يلجوا أعتاب المدارس، بل هو كذلك وباء ساري يصيب الكثير من أصحاب الشواهد و المثقفين الذين يساهمون في تدوير عملية الجهل ليتحول لبنية قائمة الذات مكتملة الأركان.

و من تجليات الجهل و تغلغله في المحيط الذي نغرق به، هو استشهاد العديد منا في إطار تبرير تصرفه، بأشباه المؤثرين الذين تحولوا بقدرة قادر لموجهين للرأي العام بحيث يتحكمون صعودا و نزولا في تركيب الأسرة بصورة يخول لك أن المقصود فقد عقله.

و لهؤلاء المؤثرين العرضيين، تأثير تدميري قصير و بعيد المدى. من ناحية ، فهو بطريقته البدائية و بأسلوبه الشعبوي الساذج، يصل بكل سهولة لقلب المتلقي الجاهل، و بعد ذلك يسيطر على عقله بطريقة تلقائية و من ثم يوجهه حيث أراد.

و بما أن المجتمع المفتوح جزافا على كل أنواع الترهات و الخزعبلات، يصبح لقمة سهلة و ارضا خصبة للتلقيح المسبب للجهل، و بعد ذلك تنتشر العدوى، عدو الجهل و التخلف و الأمية، نحو باقي المجتمع، لا فرق بين صغيرهم أو كبيرهم.

في المقابل، يتحول القليل من الذين استوعبوا باكرا، أن المكان و الفضاء لم يعد يسعهم. و أن الصراع، بعدما كان محصورا مع القيم و الأفكار، و السلطة و المعارضة، أخذ يتمدد ليشمل طائفة أخرى لم تكن بالحسبان و هي ما يسمى المؤثرين.
د. العمراني عثمان

التعليقات مغلقة.