المغرب: تحديات بين تقلبات المناخ وتغيرات التساقطات

بدر شاشا باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة دينامية وتدبير البيئة‎

تعتبر التغيرات المناخية والجفاف قضايا عالمية تهم العديد من الدول، ويعد المغرب من بين هذه الدول المتأثرة بهاته التحولات المناخية.

 

 

يجب أن نفرق بين التغيرات المناخية والجفاف، وفهم الوضع المناخي الفعلي للبلاد.

في السنوات الأخيرة، شهد المغرب تذبذبًا في المناخ وتغيرات في التساقطات المطرية.

وتعتبر هذه التغيرات جزءًا من الظواهر الطبيعية التي تمر بها العديد من البلدان، والتي يمكن أن تكون نتيجة لعوامل مختلفة.

من بين هاته العوامل تأثيرات الظواهر الطبيعية العالمية مثل ظاهرة “النينو” و”النينا”.

وهناك عوامل محلية مثل التغيرات في استخدام الأراضي والتغيرات في البنية التحتية.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب لم يشهد تغيرات في توزيع الأمطار فقط، بل شهد أيضًا نقصًا في الفصول الأربعة وتغيرًا في درجات الحرارة خلال فصول السنة.

وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن هذه التحولات ليست فقط ظواهر جديدة، بل قد تكون جزءًا من الدورة الطبيعية للمناخ.

تحدث القرآن الكريم عن السنوات العجاف والوفيرة، وهي إشارة لوجود تقلبات في الظروف المناخية منذ القدم.

ومن هنا تبرز أهمية تبني استراتيجيات مناخية مستدامة تساعد في التكيف مع تلك التحولات المناخية والتغيرات في نمط التساقطات.

كل ذلك عبر تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الزراعة المستدامة.

وينبغي على المجتمع الدولي دعم الدول المتأثرة بتلك التحولات.

ويتجلى ذلك الدعم في تقديم المساعدات ونقل التكنولوجيا اللازمة لتخفيف الآثار السلبية لتلك الظواهر.

تتزايد الضغوط على موارد المياه في المغرب نتيجة لتزايد عدد السكان، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه.

هذا التحدي يتطلب استراتيجيات فعّالة لإدارة الموارد المائية بشكل مستدام.

وذلك من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في القطاعات المختلفة، وتعزيز تحلية المياه.

فالمطلوب تبني سياسات لحماية وتوزيع المياه بشكل عادل وفعال.

وبالتالي، يجب على المغرب وغيره من الدول أن تتعامل بحكمة مع تلك التحولات المناخية، وتتبنى سياسات مستدامة تسهم في تقليل الضغوط على البيئة وتعزز الاستدامة البيئية والاقتصادية للبلاد.

 

فالتغيرات المناخية تجلب معها تقلبات في نمط التساقطات المطرية، وهذا يعتبر ظاهرة طبيعية يواجهها المغرب والعديد من البلدان.

من المهم أن نستفيد من هذه الخبرة ونتعلم دروساً قيمة في إدارة الموارد المائية بشكل أفضل وبشكل مستدام.

يجب أن نكون مستعدين للاستفادة من الأمطار حالة عودتها بشكل أمثل وتوجيهها بشكل فعّال لتلبية احتياجات السكان والاقتصاد بشكل عادل ومستدام.

من الضروري أن نتخذ إجراءات جادة لحماية الموارد المائية وتحسين إدارتها، وذلك من خلال تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على المياه وتشجيع الممارسات المستدامة في استخدامها.

إن المطلوب هو مراجعة السياسات والتشريعات المائية لضمان توزيع عادل ومتوازن للمياه بين القطاعات والأماكن المختلفة في البلاد.

بهذه الطريقة، يمكننا أن نستعد بفعالية لتحديات التغير المناخي المستقبلية ونضمن استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.

التعليقات مغلقة.