كيف يمكن التعامل مع التحولات في مفهوم الزواج في المجتمع المغربي؟

نهيلة المرتضى 

 

 

قام الباحث بدر شاشا بدراسة مصغرة للمجتمع المغربي الحالي. وقد أظهرت نتائج الدراسة تحولًا في مفهوم الزواج وتطلعات الشباب، ولا سيما الفتيات، في مجتمع اليوم.

 

 

في ضوء هذه الدراسة، يبدو أن هناك انتقالًا تدريجيًا نحو مستوى متطلبات أعلى من جانب الفتيات فيما يتعلق بالزواج.

النتائج المتحصل عليها، أظهرت أن العديد من الفتيات لا يرون أنفسهن مستعدات للزواج في الوقت الحالي.

ويرجع السبب في ذلك بالأساس إلى تطور مستوى متطلبات وأولويات الفتيات.

فمن بين الأسباب التي أشارت إليها الدراسة نجد اهتمام الفتيات بالمظهر الخارجي.

فالفتيات يقضين الكثير من الوقت في الاهتمام بالماكياج والملابس ومشاركة مقاطع الفيديو عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك.

بالإضافة لذلك، يبدو أن معظم الفتيات، اليوم، لا يجدن الطبخ كما كان كانت الأمهات في السابق.

وضع يعكس عدم استعداد الفتيات للزواج وتحمل المسؤولية الأسرية.

يثير هذا التحول في مفهوم الزواج بعض التساؤلات حول استقرار المجتمع ومستقبل الأسرة المغربية.

فهل ستؤدي هذه التغييرات إلى تحولات في نمط الحياة الأسرية والاجتماعية؟. وهل سيكون هناك تأثير على معدلات الزواج والطلاق في المستقبل؟.

بناءً على ذلك، فالأمر يتطلب بذل جهود مشتركة من قبل المجتمع والسلطات والمؤسسات المعنية لفهم هذه التحولات ومواجهة التحديات التي قد تنشأ عنها.

فإذا كانت هذه التغيرات تعكس تطلعات الشباب وتطورات المجتمع المغربي. فمن الضروري أن نجتهد في تكييف الأنظمة والمعايير الاجتماعية لتلبية هذه التطلعات الجديدة وضمان استقرار المجتمع في المستقبل.

أحال تحليل الباحث “بدر شاشا” للتحولات في مفهوم الزواج لدى الشباب المغاربة.

وأضاف أن الحاجة أصبحت ملحة لإعادة النظر في التربية والتعليم والقيم المجتمعية التي تنقلها الأجيال السابقة للشباب.

فالتركيز على الجوانب الخارجية للشخصية والانغماس الزائد في عالم التكنولوجيا يمكن أن يؤدي لتهميش الجوانب الأساسية للحياة الأسرية والمجتمعية.

 

 

ومن هاته الجوانب نجد المسؤولية والعطاء والاعتماد على الذات.

إن هذه التحولات تتطلب منا التفكير بشكل جدي ومستفيض في كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على القيم والتقاليد الثقافية للمجتمع المغربي وتلبية احتياجات وتطلعات الشباب الحديثة. فالزواج وتكوين الأسرة لا يمثلان فقط تحديًا فرديًا، بل يمثلان أيضًا أساسًا للتماسك الاجتماعي واستقرار المجتمع بأكمله.

لذا، ينبغي على الجميع، أسر أو مدارس أو جمعيات مدنية، العمل سويًا لتعزيز قيم الاحترام والمسؤولية والتضامن.

ويجب أن نشجع الشباب على تطوير مهارات الحياة الأساسية التي تجعلهم قادرين على التكيف مع متطلبات الزواج والحياة الأسرية بنجاح.

فالتحولات في مفهوم الزواج في المجتمع المغربي ليست مجرد ظاهرة فردية، بل تعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية الأوسع التي يمر بها المجتمع.

ومن خلال يجب فهم هذه التحولات والعمل على التكيف معها بشكل إيجابي وبناء. خطوة ستمكننا من تحقيق التنمية والاستقرار في بلدنا الحبيب.

التعليقات مغلقة.