أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الأكاديمية فاتحة الطايب تحاضر بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط حول رحلة ابن بطوطة

متابعة: العربي كرفاص

نظّم نادي البحث العلمي والتنشيط التربوي والثقافي وشعبة اللغة العربية وآدابها بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، يوم الخميس 20 ماي 2021  محاضرةً علمية في موضوع  “الوطن- الأمة وأوروبا المسيحية في رحلة ابن بطوطة / الماضي حاضرا “.

باسم الطلبة أعضاء النادي المشارِك في التنظيم تناول الطالبُ آدم آيت بنلعسل كلمةً افتتاحيةً أوضح من خلالها أهميةَ المناسبة العلمية وقيمة الأستاذة المحاضِرة. عقِب ذلك تم عرض شريط مصوَّر يقدِّم نبذة تعريفية بالمسار العلمي والأكاديمي للدكتورة فاتحة الطايب داخل المغرب وخارجه. رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بالمدرسة العليا للأستاذة، الدكتور إسماعيل المساوي عبّر في كلمته الافتتاحية عن رغبة المؤسسة واستعدادها الدائم لبرمجة استضافات واشتغالات علمية وأكاديمية أخرى مع الأستاذة المحاضِرة والأستاذ المخضرَم الدكتور أحمد بوحسن، باعتباره أحد  أبرز رُواد الأدب المقارن في الجامعة المغربية، مُبْرِزا في ذات السياق القيمة المائزة لماستر تأويليات الخطاب والتواصل الذي يظم تخصُّصات معرفية مختلفة تشمل العلوم الإنسانية والسياسية واللغات وآدابها.

وفي كلمة استهلالية لتقديم موضوع المحاضَرة جَلّى الدكتور بوحسن قيمة رحلة ابن بطوطة عربيا وعالميا، بحيث إنه يُعتبَر ثاني أهم نصٍّ عربي تم تناوله عالميا بعد ألف ليلة وليلة، لكونه يقدم نموذجَ المواطنة العالمية. كما أثنى في كلمته على قيمة الدكتورة الطايب بعد تسلُّم مشعل الدرس الأدبي المقارن في المغرب، واستحضر القيمةَ العلمية التي تُوليها الأستاذةُ لموضوع رحلة ابن بطوطة من منظور الدرس العالمي المقارن، مؤكدا أنه من خلال الدراسات الثقافية المقارنة يمكِننا تجاوز الدوغمائية والصراع الثقافي في عالم يمُور بالاختلافات وسوء الفهم.

في صُلب المحاضرة التي تم عرضها عبر ثلاث محاور، أكدت الأكاديمية فاتحة الطايب أن الرحّالة المغربي ابن بطوطة، وفي الربع الثاني من القرن الرابع عشر، اجترَح نوعا من المواطنة الكونية من خلال المنطقة المترابطة التي درَسها وجال فيها مازجا القارات الثلاث إفريقيا، آسيا وأوروبا، بحيث لم تكن رحلتُه تقليدية خطّية، بل كانت مغامَرة حسب وصف الدارسين الغربيّين على امتداد ما يقارِب ثلاثين سنة بين ديانات وأعراق مختلفة، وهو الفقيه المالكي المحافظ. وفي بعد آخر سلّطت المقارِنة الضوءَ على الكيفية التي استطاع بها الرحالةُ أن يمزج تكوينه العِرفاني والبُرهاني في توليفةٍ رؤيوية خلاّقة.

في تناولٍ نقدي حفْري فكّكتْ صاحبةُ ” الرواية المغربية على محك النقد ” دورَ التمثُّل والمواقع البيْنية الموجِّهة في التحديد الثقافي للذات والآخر، كما بيّنت الدورَ الذي لعبَتْهُ مكانةُ المغرب الحضارية خلال الفترة الوسيطية في تيسير حُسن الاستقبال والمعاملة للرحالة ابن بطوطة على المستويَيْن الرسمي والشعبي. وفي محور آخر أكدت المحاضِرة أن الرحالة اعتمد آلية المقارنة، ولم يكن هو نفسه الذي غادر من ميناء طنجة بعد رحلة التفاعل مع العوالم المختلفة، وبعد مساءلة مرجعيته من خلال الانفتاح على عوالم الاختلاف، مما يجعله رحّالة كل العصور، وابن كل الضفاف في رحلته إلى ما هو إنساني.

في ختام هذا المَحفل الأكاديمي الذي حضره أكاديميون من جامعة ابن طفيل، ومحمد الخامس، ولفيف من أساتذة المدرسة العليا للأساتذة، وطلبة ينتمون لشُعب وتخصصات معرفية مختلفة، أكدت أستاذة الأدب المقارن القيمة العلمية للرحلة التي تمّت ترجمتُها واستقبالها في أزيد من عشر لغات عالمية، بحيث أصبح هذا النص إرثا عالميا ومشتركا كونيا له راهنية قوية لإعادة بناء علاقة تفاعلية بين الأنا والآخر على ضوء القيم الكونية وحُسن الفهم المتبادل.

التعليقات مغلقة.