إلموندو الإسبانية: الدعم البريطاني لمقترح الحكم الذاتي أكبر ضربة لجهود البوليساريو ورافعة للاستقرار الإقليمي

في علامة فارقة تعكس تطورات المشهد الجيوسياسي شمال إفريقيا، أعلنت المملكة المتحدة بشكل رسمي دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كحل دائم وواقعي لنزاع الصحراء. ويعد هذا الموقف بمثابة تطور نوعي يعطي دفعاً جديدًا لمسار الحلول الممكنة، ويشكّل رسالة واضحة تعكس تغيرات فكرية وسياسية عميقة داخل المجتمع الدولي تجاه هذا الملف المعقد.

ولم تكتفِ صحيفة “إلموندو” الإسبانية بنقل الخبر، بل عمدت إلى تقديم تحليل معمق يبرز أن هذا الدعم البريطاني يعد بمثابة “آخر مسمار في نعش البوليساريو”، إذ أنه يعكس تراجع النفوذ والدعم المتواصلين للجبهة الانفصالية، ويظهر انحيازًا واضحًا لإرادة استقرار المنطقة وتحقيق حل سياسي واقعي. وتشير الصحيفة إلى أن هذا التحول يعكس تخليًا تدريجيًا عن منطق “تقرير المصير” الذي لطالما اعتمدت عليه جبهة البوليساريو، ليرتقي، بدلاً من ذلك، إلى تصور يركز على العلاقات الثابتة، والأمن الإقليمي، والمصالح المشتركة.

وفي قراءة تحليلية، ترى “إلموندو” أن هذا الموقف البريطاني يجسد توجهات جديدة في السياسات الدولية، تتمثل في تجاوز الحلول التقليدية المبنية على النزاع السياسي المفتوح، نحو تصور عملي يعلي من قيمة الاستقرار والاندماج الإقليمي، وهو ما يعمل المغرب على ترسيخه عبر مبادرته للحكم الذاتي. كما يشير التحليل إلى أن هذا التحول يعكس أيضًا تراجع حضور ودعم جبهة البوليساريو داخل أصوات أوروبا، بما في ذلك إسبانيا، حيث بدأت ملامح الفتور تظهر مع تزايد الضغوط السياسية والدبلوماسية، إضافة إلى تداخل المصالح وتراجع التأييد الشعبي للجبهة.

أما العامل الآخر الذي يفسر هذا التحول، فهو الضغط الذي تواجهه الجزائر، الداعم الرئيسي للجبهة، إذ أن التحديات الداخلية والتغيرات في مواقف القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، دفعت إلى إعادة النظر في السياسات الإقليمية، وتبني استراتيجيات تركز على الحلول الواقعية والملموسة، بدلًا من الوعود الرومانسية والأطروحات الانفصالية.

وفي سياق استمرارية النزاع، الذي وصل عامه الخمسين، تؤكد “إلموندو” أن المعادلة الدولية ترى أن الحلول المستدامة لن يكتب لها النجاح إلا إذا اعتمدت على مقاربات استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار الأمن والاستقرار. ويُنظر إلى الموقف البريطاني الأخير على أنه دلالة مهمة لتميز