لعرج: الفن في المغرب يعاني و خصوصا فن الأطفال و يجب الالتفات إليه

رضوان لعرج فنان مغربي رأى النور سنة 1985 بعاصمة الشرق وجدة، ولج عالم الغناء منذ نعومة أظافره صقل موهبته الفنية بالمشاركة في العديد من الأنشطة التي تنظمها الجمعيات التي تعنى بالطفولة، شغفه الكبير بعالم الطفل جعله يصدر مجموعة من الأغاني الهادفة الخاصة بالطفل.

في هذا الحوار سنحاول أن نتعرف أكثر على فنان الأطفال كما يلقب في الأوساط الفنية و عن بداياته في المجال و المشاكل التي تعترضه و أشياء أخرى.

بداية من يكون رضوان لعرج؟

رضوان لعرج فنان مغربي و فاعل جمعوي من مواليد 1985 بعاصمة الشرق وجدة و مدرب المخيمات الصيفية

كيف ولجت المجال الفني؟

ولجت المجال الفني عن طريق الجمعيات والمخيمات، فمنذ صغري وأنا أحس بميول للغناء وخصوصا أغاني الأطفال، الشيء الذي جعلني أنخرط في عدد من الجمعيات و الكشفيات لأنشط مجموعة من الأنشطة هنا بوجدة.

يلقبونك بفنان الأطفال لماذا؟

نعم هذا صحيح، الوسط الفني يلقبني بفنان الأطفال نظرا لأني أهتم بأغاني البراعم وجميع إصداراتي خاصة بهذه الفئة التي يجب علينا أن نعير لها اهتمام كبير لأنها صراحة مهمشة من الناحية الفنية.

لماذا فن الأطفال بالتحديد؟

كما قلت فأنا منذ الصغر و أنا أميل لأغاني الأطفال، وبحكم أني منشط في مجموعة من الجمعيات التي تعنى بالأطفال تخصصت في الأناشيد التربوية الهادفة الشيء الذي جعلني أطور هذا الفن و أصدر ألبوم تحت عنوان “بستان الأناشيد”، كما أني لاحظت إقصاء للأطفال في مجال الغناء مما جعلني أبادر لسد الخصاص الحاصل في هذا النوع من الفن خصوصا هنا بوجدة.

مؤخرا أصدرت ألبوم يحمل عنوان “بستان الأناشيد” تحدث لنا عنه؟

بستان الأناشيد جاء لسد الفراغ الكبير الذي تعانيه الساحة الفنية الخاصة بالأطفال، فهذه الفئة من المجتمع تعاني في ظل توجه جل الفنانين إلى الأغاني الطربية و الشعبية، فالأطفال لا يمكن لهم أن يستوعبوا كلمات الأغاني المتواجدة حاليا بالسوق مما يعتبر إقصاء في حقهم، ولهذا كان لزاما أن تكون هناك مبادرة مني لتستفيد هذه الشريحة التي تعتبر أساس تقدم الشعوب.

ما سر نجاح “بستان الأناشيد”؟

في الحقيقة عندما أصدرت ألبوم “بستان الأناشيد” لم أكن أتوقع أن يحظى بهذا الاهتمام لأنه يستهدف فئة معينة و هي الأطفال عكس الأغاني الأخرى، الفضل في هذا النجاح يعود بالدرجة الأولى إلى وسائل الإعلام الوطنية بجميع أنواعها التي سلطت الضوء على هذه التجربة التي تهدف إلى تلقين الطفل أغاني هادفة.

ما هي الصعوبات التي تواجهك كفنان؟

الصعوبات التي تواجهني هي غياب الدعم، أنا حاليا لم أستطع طبع كتاب “بستان الأناشيد” وحتى الشريط لم يخرج للوجود نظرا للتكاليف المالية التي يتطلبها النسخ و الطبع، أعتمد فقط على الأنشطة التي تنظمها الجمعيات و من خلالها أتحف مسامع الأطفال بمقاطع من ألبومي الجديد.

ألم تتلقى أي دعم مثلا من المجالس المنتخبة المحلية؟

لم أرى أي دعم كيفما كان نوعه معنوي أو مادي لا من مجلس العمالة و لا الجهة و لا وكالة جهة الشرق و لا الجماعة الحضارية لوجدة، اللهم السيد عمر عبو المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال لجهة الشرق الذي أبدى استعداده لدعمي ماديا و معنويا، ومن خلالكم أقدم له كل الشكر و التقدير.

هل ستستمر في توجهك الفني الموجه للأطفال أم أنك ستحاول تغييره خصوصا وأن هذا النوع من الفن لا يتلقى أي دعم؟

سوف أستمر في هذا النوع من الفن فأنا لا تغريني الماديات بقدر ما أكون سعيد عندما أرسم البسمة على محي أطفال أبرياء، حقيقة أن الدعم المالي لابد منه للاستمرار بشكل جيد، غير أنه لا يمكن أن يكون عائق أمامي لعدم مواصلة رسالتي النبيلة.

كيف ترى الفن بالمغرب؟

الفن في المغرب متدبدب بين كلمات راقية و في المستوى و بين كلمات يندى لها الجبين، لكن ما أود أن أكد عليه هو أن الفن الذي يستهدف الأطفال و ذو رسالة نبيلة لا يتم الالتفات إليه و الفنانين الذي يتعاطون لهذا النوع من الفن سرعان ما يعلنون اعتزالهم لغياب الدعم، يجب على القائمين على الثقافة في المغرب أن يلتفتوا إلى هذا النوع من الفن.

ما هي رسالتك للمسؤولين على القطاع الفني؟

أتمنى صادقا من المسؤولين وطنيا و جهويا و محليا أن يلتفتوا إلى هذا النوع من الفن الذي يستهدف فئة في غاية من الأهمية و هي الأطفال و إن قلنا الأطفال نقول المجتمع، فبمساعدتنا نحن الفنانة يمكن لنا أن نؤدي الرسالة بأكمل وجه، فغياب الدعم يصعب علينا تقديم الجديد و الأحسن فأنا حاليا أريد طبع كتاب و إصدار شريط “بستان الأناشيد” إلا انه لم أتمكن لحدود الآن.

كلمة أخيرة؟

شكرا لكم على الاستضافة و على هذا الحوار الذي حاولت من خلاله أن أقرب الرأي العام شيئا ما من المعاناة التي نعانيها نحن فناني هذا النوع من الغناء، و أتمنى أن تصل رسالتي للمسؤولين و يلتفتون إلينا، كما أوجه شكري من خلالكم لجميع المنابر الإعلامية الحرة التي تواكب مجموعة من المواضيع بنزاهة و بمهنية عالية.

 

التعليقات مغلقة.