آسفي.. أسرة مهددة بالشارع بعد طردها من مسكنها

قصة أم فاطمة النبوي هي قصة العديد من النساء المغربيات اللواتي يعانين من ويلات الفقر, إنها قصة أسرة تعيش في منزل يقع بطريق جرف حي تراب الصيني وسط خلاء معزول عن العالم,  تحيط به جماعة من الذئاب لا ترحم.

أسرة تبدأ معاناتها مع قسوة القدر سنة 2003 حينما تم بيع رقم البقعة التي استفادت منها من طرف قائد مقاطعة الحضرية “هنية الحمرية” بتواطؤ مع عون السلطة -مقدم الحي-.

 

وتتوالى السنوات بعد طرق جميع الأبواب  , وتأتي سنة 2008 ويأتي معها الفرج , عندما جاء عون السلطة المدعو”ع. ب” وطلب من السيدة فاطمة الذهاب معه لمقابلة قائد المقاطعة الحضرية آنذاك, فرج رافقه دفع مبلغ مالي مقابل الحصول على البقعة التي منحتها الدولة  مجانا للمتضررة كتعويض لها ولأسرتها التي تقطن المنزل منذ سنة 1940 وهو تابع للبلدية ، عن إفراغ السكن الآيل لسقوط في أي لحظة.

وبعد مرور سنتين يتم تعويض جار لهما كان يشتغل كحارس في احد المنازل, والذي صدر في حقه حكم ملزم بتنفيذه  سنة 2010 ألا وهو الإفراغ , حينما دفع مبلغ مالي قدره 7000 درهم لقائد المقاطعة الحضرية رفقة عون السلطة المدعو “ع .ب” وتستمر السنوات إلى حدود سنة 2017 , حينما أصبح حي تراب الصيني تابع للمقاطعة الحضرية انس ولازال عون السلطة يمارس مهمته دون أن يتغير شيء , فقط ما تغير هو الإشعار الذي بعثه رئيس المجلس البلدي إليهم  بإخلاء المنزل, ليخلي مسؤوليته في حالة انهياره فوق رؤوسهم وهم نيام .

أسرة تعاني في صمت فابنة السيدة فاطمة أصابها مرض الربو , وأمها امرأة مسنة , أسرة بدون معيل لها , تصارع الزمن وقسوته وسط مكان مقفر داخل مسكن لا تتوفر فيه  مقومات العيش الإنساني, تعيش مأساة زمن انعدمت فيه الرحمة من أصحابه , وحينما تنزع الرحمة تنزع الحياة ويموت الضمير , امرأة تود أن يسمع صوتها عامل الإقليم من هذا المنبر, فهي في الأخير مواطنة مغربية كسائر المواطنين.

عبد الرحمان السبيوي

 

التعليقات مغلقة.