البام: نداء من أجل تجديد القيادات السياسية

اطلق 13 من قادة حزب الاصالة والمعاصرة امس الاربعاء النداء التالي من اجل رأب الصدع الحاصل داخل تنظيم يعيش على وقع تجادبات وصراعات قوية بين عدد من الأطراف.

وهذا نص البلاغ كما توصلت به جريدة اصوات:

إن التحولات التي يعيشها العالم فرضت دينامية جديدة في ممارسة السياسة و بالتالي خلقت إيقاعا و معادلات و إصلاحات تتماشى و المتطلبات الاجتماعية للدول. هذه التطورات أصبحت تساءل المشهد

السياسي و الحزبي الوطني الذي أصبح مطالبا، أكثر من أي وقت مضى، باستشراف المستقبل ومجابهة التحديات المطروحة من خلال تقديم أجوبة واقعية عن الإشكاليات المطروحة على المستويات الوطني،الإقليمي و الدولي. في صلب هذه المتغيرات، أصبح من الضروري إيجاد آليات الاستفزاز الإيجابي من أجل صحوة الفاعل السياسي المغربي المواطن القادر على المساهمة في مواكبة الإصلاحات الكبرى التي تعيشها بلادنا

في هذا الصدد، متشعبة بروح المسؤولية و جسامة إرهاصات التحولات المستقبلية ، ارتأت مجموعة من مناضلات و مناضلي الحزب ، المتمسكين بالأفكار النبيلة و الرؤية الحكيمة للآباء المؤسسين و المتملكين لمسببات نزول المشروع السياسي الأصالة و المعاصرة ،بلورة هذا النداء التاريخي من أجل دعوة الجميع دون تمييز أو إقصاء إلى تفكير هادئ و مسؤول من أجل رؤية إستراتيجية شاملة لانطلاقة جديدة بأفق طموحة تتسع لجميع المكونات الحيوية للحزب من أجل استكمال البناء المؤسساتي الجاد للذات الحزبية

إن الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته وتطوره تحول دون اعتماده أشكال ديمقراطية في معالجته للخلافات الداخلية ،إذ طغت العصبية وتضخمت العوامل الذاتية ، و هيمنت المصالح الشخصية على مصالح التنظيم والوطن…ولو كتب لهذا الحزب أن يستثمر في أساليب حضارية و ديمقراطية في معالجة أزماته الداخلية لواصل مساهمته الفعالة في بناء الوطن بقوة أكبر و لجنبنا الكثير من هدر الزمن و الطاقات

إن الأزمة التي يعيشها حزبنا ،ليست فقط أزمة تدبيرية وسياسية وتنظيمية شاملة، بل أكثر من ذلك هي أزمة بنيوية تتطلب الشجاعة التاريخية لتفكيكها و تقديم حلول واقعية تستحضر مستقبل أجيال آمنت بهذا المشروع السياسي الوطني الطموح . فالحزب ليس بحاجة إلى العودة في هذه المحطة المفصلية إلى التسويات التكتيكية كما أن السباحة الفكرية في سياق التأسيس لن تحمل حلول سحرية جاهزة لتجاوز الأزمة الداخلية للحزب، بقدر ما نحتاج إلى عودة روح التأسيس الأولى مع تجديد أنفسنا بتجديد بنيات الحزب والارتقاء بها تبعا للتطورات والتحولات العميقة التي باتت تحكم بناء المجتمع

ونحن كجيل من السياسيين الذين انخرطوا بإيمان و ثقة في مشروع حزب الأصالة والمعاصرة نعلن بأننا مجندون لتحصينه من أي هذم أو استقواء ، نرى أن الخروج من الأزمة بات يتوقف على ثالث مداخلات أساسية يمكن اختزالها فيما يلي

الديمقراطية الداخلية و التدبير الجهوي للحزب كخيار استراتيجي

تجديد النخب الوطنية و المحلية و الانفتاح على جيل جديد من القيادات السياسية

توحيد الصف الديمقراطي الحداثي كمدخل لتحصين مكتسبات الانتقال الديمقراطي المنشود

و إذ نوجه نداء المستقبل إلى كل طاقات الحزب و أطره ولدينا اليقين التام أن إمكانية تدارك الأخطاء و إصلاح الاعوجاجات ممكن و أن القطيعة مع الممارسات الهدامة تبتدئ بوضع حد لهذا الصراع الداخلي الذي يطبعه الانتهازية و الهرولة نحو المواقع و المكاسب ، نؤكد أن هذه المبادرة بعيدة كل البعد عن منطق صراع الأجيال و تستمد شرعيتها من ضرورة تجديد الذات الحزبية لضمان الاستمرارية،

فهي مبادرة مفتوحة أمام جميع مناضلات و مناضلي الحزب للتفاعل معها و إغنائها حتى نقف جميعا سدا منيعا أمام كل محاولات الإقصاء أو احتكار مستقبل الحزب و مصادرته

حرر يومه 14 ماي 2019

  • الموقعون
  • فاطمة الزهراء المنصوري :رئيسة المجلس الوطني للحزب
  • صالح الدين أبو الغالي : عضو المكتب السياسي
  • صلوح محمد: عضو المكتب السياسي
  • الشرقاوي الروداني : نائب برلماني سابق عضو المجلس الوطني
  • رشيد العبدي: نائب برلماني
  • نجوى كوكوس: عضوة المكتب السياسي
  • عزيزة شكاف: نائبة برلمانية
  • سليمان التجريني: عضو المجلس الوطني
  • سرحان الاحرش: عضو المكتب الفيدرالي
  • غيثة بدرون : نائبة برلمانية
  • فتاح اخياط: عضو المكتب الفيدرالي
  • هشام عيروض: عضو المكتب الفيدرالي
  • مهدي بنسعيد: عضو المكتب الفيدرالي

التعليقات مغلقة.