دمنات والفساد مرة أخرى …

محمد أبو ندى

تتذكر دمنات وترتبط برصيدها النضالي التاريخي منذ الشهيد حمان الفطواكي والفقيه محمد البصري، كرموز للمقاومة وجيش التحرير، ونتذكر عشرات المناضلين في الحركة الاتحادية الأصيلة ( محاكمة مراكش الكبرى) ونصيبها من تضحيات المناضلين الشرفاء بسنوات من حياة شبابهم ( معتقلي 84) وغيرهم كثير.

في الكليات والمواقع الجامعية ينذر أن يخلو أحدها من صوت قوي من هذه المنطقة، وهم قيادات منظماتهم وتياراتهم الطلابية( تحضرني عشرات الأسماء من فاس إلى الرباط ومراكش..).

بعيدا عن النضال والسياسة، أعرف عشرات من الأطر النزيهة والكفؤة في مجال عملها ( أساتذة جامعيون، مهندسون، أطباء، محامون وغيرهم) ممن يشرفون المنطقة ويعرفون بها بعملهم وتفانيهم.

وعندما تدخل دمنات اليوم، وترى من بمثلونها، تكاد تصاب بالصدمة وبالإحباط. ألم يبق في هذا المكان غير هؤلاء. هذه الشردمة التي عوضت كل المناضلين وكل المخلصين؟

لم يعد المخزن يشعر بأي انزعاج من أصوات المزعجين، كما في الماضي القريب. فهؤلاء الفاسدون من أبنائها سيتكلفون لإنهاء ما بدأه المخزن من فساد وتهميش. بل إنهم يفوقونه مكرا وخداعا وفسادا.

كيفما كانت تقديراتنا للحظة السياسية، أية لحظة، مختلفة ومتباينة، فإنه من العار أن يمثل هؤلاء دمنات وأهلها. ومن مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه هذه الأرض التي أنبتت هؤلاء الشرفاء، الدفاع عنها في وجه أولئك اللصوص والفاسدين، وبعضهم يستحق السجن فقط.



التعليقات مغلقة.