قصة عنترة بن شداد

قصة عنترة بن شداد

عاش عنترة حياة مليئة بالحرمان وضيق العيش؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّ والده لم يستلحقه بنسبه، فكان قاسٍ عليه ويعاقبه أشد العقوبة، خاصةً عندما كانت زوجة أبيه سمية تكيد له المكائد وتقلّب والده عليه، حيث إنّها اتهمته مرة أنّه يريد التحرّش بها، فما كان من والده إلا أن غضب عضباً شديداً وضربه ضرباً مبرحاً بالعصا، ثمّ أراد أن يقتله بالسيف لولا أنّ الرحمة قد أدركت زوجة أبيه وارتمت عليه باكيةً حتى تمنع عنه ضربات أبيه. لعل أكثر ما عُرف به عنترة حتى يومنا هذا هو حبه الشديد لعبلة ابنة عمه والتي كانت من أجمل نساء قومها وأشهرهم صيتاً في الكمال والصبا، وقد تقدّم عبلة لخطبة ابنة عمه إلا أنّ الأمر لم يتم بسبب رفض والدها أن يزوّج ابنته من رجل أسود، حتى أنّه طلب منه طلباً يعجز عن إتمامه أقوى الأقوياء وهو ألف ناقة من نوق النعمان كمهر لابنته، فما كان من عنترة إلا أن خرج طلباً لتحقيق هذا المطلب وقد لاقى أهوالاً كثيرة للوصول إليه حتى عاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة، فما كان من والد عبلة إلا أنّ ماطله أكثر من مرة، ثمّ فكر في أن يتخلص من عنترة من خلال طلبه من فرسان القبائل أن يحصلوا على ابنته وأن يكون المهر هو رأس عنترة. اختلفت النهاية في المصادر القديمة فمنهم من يرى أنّه تزوج عبلة، ومنهم من يرى أنّه بقي مولعاً بحبها ولم يتزوجها وأنّها تزوجت من أحد أشراف قومها.

التعليقات مغلقة.