مضار السرعة في تناول الطعام

إعداد مبارك أجروض

يفتقد بعض الأشخاص للوقت الكافي لتناول الطعام، مما يدفعهم للأكل بطريقة سريعة، ومع مرور الوقت فإنّ الشخص يعتاد على ذلك النمط في طريقة تناوله للطعام، وهو الأمر الذي لا يُنصح به، لما يحمل من مساوئ وأضرار صحّية. سنعرض في هذا المقال أضرار الأكل السريع، نصائح لتناول الطعام بشكل بطيء، إضافة إلى طرق لتناول الطعام بشكل صحي، فعندما تبتلع طعامك في غضون 15 دقيقة فقط، فإنك تمارس عادة سيئة قد تضر بجسمك.

إن الدماغ يحتاج مدّة 20 دقيقة تقريباً حتى يدرك الشعور بالامتلاء، ويرسل إشارات للتوقف عن تناول الطعام، ولذلك فإنّ تناول الطعام بسرعة يؤدي إلى الإفراط فيه، ممّا يسبّب زيادة كمية السعرات الحرارية المُستهلكة، والتي تُسبّب زيادة في الوزن.

مضاعفات تحدث للجسم عندما نأكل بسرعة

* انتفاخ البطن

بغض النظر عن المدة التي تقضيها في تناول ما في طبقك، “يستغرق الجسم حوالي 30 دقيقة ليدرك أنه لم يعد جائعا. تجري هذه العملية بفضل الهرمونات في الأمعاء الدقيقة، التي تنشط وتبعث رسالة إلى منطقة ما تحت المهاد، وهو الجزء الذي يتحكم في عملية الشبع”، وفقا لجيل ميثيو المتخصص في فسيولوجيا التغذية.

لذلك إذا كنت بحاجة إلى عشر دقائق لإنهاء وجبتك، فستظل جائعا خلال الدقائق العشرين المتبقية من العملية. ونتيجة لذلك ستستمر في تناول الطعام.

ستكون آلام المعدة إحدى النتائج الرئيسية لتناولك الطعام بسرعة. في هذا الصدد، قالت طبيبة التغذية ليتيسيا سويسا “يبدأ الهضم منذ مرحلة المضغ. في الواقع، إذا كنت لا تأخذ الوقت الكافي للمضغ، فلن يكون الطعام مطحونا بما يكفي عند وصوله إلى المعدة. لذلك، يجب على هذا العضو تعبئة الكثير من الطاقة للقيام بذلك”.

ويعتبر هذا الجهد الإضافي سبب آلام المعدة. ولتجنب هذه الانزعاجات، من المستحسن أخذ استراحة أثناء الوجبة. وأوضحت ليتيسيا سويسا أن “ذلك يكون من خلال الحديث أو التساؤل عما إذا كنا ما زلنا جائعين، على سبيل المثال”.

* نوبات تعب

بعد استراحة الغداء، ستشعر بالنعاس. أنت مصاب بما يطلق عليه عادة اسم “نوبة تعب مفاجئة وحادة”. ويعود سبب ذلك إلى تناولك الطعام في وقت قصير. وتفسر سويسا أن “الهضم يتطلب دائما الكثير من طاقة الجسم، ولهذا السبب يمكن أن يحدث التعب عند إتمام الأكل. ونظرا لأن الطعام يصل إلى المعدة في شكل قطع وليس سائلا، فإن ذلك يتطلب طاقة أكثر حتى يتمكن الجسم من استيعابه”.

* اضطرابات المزاج

بينت الكاتبة أنه وفقا لجيل ميثيو، فإن نوعية حياتنا تعتمد بشكل مباشر على طريقة تناولنا الطعام، وأيضا على كيفية هضمه. “توجد 10% من الخلايا العصبية في الأمعاء، وهي العنصر الرئيسي في الهضم. من الواضح أن هذا العضو على صلة مباشرة بالدماغ. إذا أكلنا بسرعة كبيرة، ستلاحظ الأمعاء ذلك، وترسل رسالة إلى الدماغ، وسيجعل الدماغ مزاجنا مضطربا”.

والدليل على ذلك أننا نشعر بالهدوء بعد تناول الطعام بشكل صحيح وببطء. وأضاف المختص ذاته أن “الطريقة التي نتناول بها طعامنا تحدد حالتنا. يجب ألا نقلل من شأن هذه الخطوة”.

* زيادة الوزن

تطرقت الكاتبة إلى أنه في المتوسط، يظهر الشعور بالشبع بعد حوالي نصف ساعة من بدء الأكل. إذا تناولت وجبتك بسرعة فلن تشعر بالشبع وستستمر في تناول الطعام. وتتمثل عواقب ذلك في زيادة وزنك مستقبلا. تفيد طبيبة التغذية ليتيسيا سويسا بأنه “لتناول طبقك بشكل صحيح، يجب أن يستغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة بين الملعقة الأولى والأخيرة “.

من المستحسن أيضا أن تبدأ وجبتك بتناول الحساء أو الخضار النيئة “إذ يفتقر كلاهما إلى القيمة الطاقية، ولكنهما يطلقان العملية التي تؤدي إلى الشعور بالشبع، وسيكون من الصعب إنهاء الطبق الرئيسي التالي. تساعدك هذه النصيحة في الحفاظ على وزنك”، كما بين جيل ميثيو.

علاوة على ذلك، من الأفضل عدم الجلوس على الطاولة حين تكون جائعا جدا، لأنه “في هذه الحالة، من الصعب جدا تجنب تناول كل ما يوضع أمامك خلال خمس دقائق. وتتمثل الطريقة المثلى في تناول الطعام مع بداية الشعور بالجوع”، حسب نصيحة ليتيسيا سويسا.

* الميل إلى تناول وجبات كبيرة

تستغرق المعدة حوالي 20 دقيقة لتوصل إلى الدماغ بأنها تلقت ما يكفي من الطعام، ليرسل الدماغ إشارات من أجل التوقف عن تناول الطعام، ولكن عندما يكون الشخص مشغولا في تناول الطعام بشكل سريع، يصبح من الصعب التواصل مع الدماغ، نتيجة لكميات الأكل الكبيرة التي يتم تناولها خلال فترة قصيرة من الوقت.

* التعرض لعسر هضم

تشير دراسة تم نشرها في المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، إلى أن تناول الطعام بسرعة، يؤدي إلى نوع معين من عسر الهضم، والذي يسبب ألم حارق في الصدر، والذي قد يؤدي إلى ضيق في المريء، في بعض الحالات الشديدة، الأمر الذي يؤثر على عملية البلع، كما قد يسبب الحازوقة والانتفاخ.

* فقدان متعة الأكل

عندما تؤكل وجبات الطعام بسرعة، فإنها تحرم الأشخاص من الاستمتاع بطعمها، وشكلها ولونها، بسبب العجلة في طريقة تناولها، كالأكل أثناء القيادة، أو على المكتب، بحيث يكون التفكير سارح في مكان آخر، بطريقة تبعده عن التلذذ بالطعم.

التعليقات مغلقة.