رفض تسليم أسانج لأمريكا انتصار لحرية الصحافة أم للقضاء ؟

محمد حميمداني.

أثار قرار العدالة البريطانية رفض تسليم مؤسس موقع “ويكيليكس” للولايات المتحدة الأمريكية ، موجة من الفرح لدى المدافعين عن حرية التعبير و الصحافة ، و للعدالة الكونية المرتبطة بهذا الموضوع و استياء لدى الإدارة الأمريكية التي طعنت في القرار .

رئيس الوزراء الأسترالي ، سكوت موريسون ، صرح يوم الثلاثاء ، أن جوليان أسانج ، الأوسترالي الجنسية ، له كامل الحرية في العودة إلى الوطن ، بمجرد الانتهاء من الطعون القضائية التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في قرار رفض طلب التسليم

و كانت قاضية بريطانية ، قد رفضت الاثنين الماضي ، طلب أمريكا تسليم أسانج لمحاكمته على أراضيها ، و متابعته هناك بنعم غليظة تتعلق بالتجسس، و التي تصل عقوبتها ل 175 سنة ، و أخذت المحكمة بعين الاعتبار الوضع الصحي و النفسي لأسانج الذي هدد بالانتحار في حالة قبول الطلب الأمريكي .

وزارة العدل الأميركية لم تستغ القرار ، و قالت إنها ستواصل السعي لتسلم أسانج ، حيث من المزمع أن يستأنف مدعون أميركيون القرار أمام المحكمة العليا في لندن .

و يرفض المدافعون عن حرية الصحافة و عن أسانج ذا 49 سنة من العمر قراري التسليم و المتابعة ، و يعتبرون المتابعة سياسية بامتياز ، و أن متابعته بارتكاب 18 جريمة خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ، إنما تتعلق بنشره سجلات سرية للجيش الأمريكي و برقيات دبلوماسية عبر الموقع المشهور “ويكيليكس” ، قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها عرضت و تعرض أمنها القومي للخطر و هددت و تهدد أرواح أمريكيين .

مؤيدوا أسانج الذين خاضوا عدة معارك من أجل إطلاق سراحه ، فوجئوا بالقرار ، و اعتبروه نصرا لقيم الحرية و حقوق الإنسان و حرية التعبير و الإدلاء بالرأي ، معتبرينه بطلا عرى الوجه البشع لأمريكا في أفغانستان و العراق  .

و كان موقع “ويكيليكس” قد نشر مقطع فيديو للجيش الأميركي سنة 2010 ، يظهر هجوما لطائرات أباتشي في بغداد سنة 2007 ، أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم اثنان من طاقم “رويترز” الإخباري ، و هو الشريط الذي فجر موجة غضب ضد ما يسمى بمعقل قيم الحرية و تمثالها .

و كانت ألمانيا في وقت سابق قد عبرت عن قلقها إزاء احتمال قيام بريطانيا بتسليم أسانج إلى الولايات المتحدة ، قبل صدور القرار القضائي .

التعليقات مغلقة.