أنت ولا شيء غيرك – يا سيدتي

بقلم/ منال براك

هي ترتيبات جارية على قدم وساق لاستقبال يوم الاعتراف بالمرأة بشكل عام كمكون كوني،  ويتعلق الأمر وفي هذا المقام، باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة، لحظة تاريخية ملحمية صنعت مجد المرأة القوية، حيث تكرم فيه الأخيرة، عبر الكلمة الحرة والهادفة، لتعطي حق التواجد الفعلي في الصرح العام، بلحظة تقدير واعتراف، عما حققته من إنجازات في شتى المجالات ،وذلك بين سر الكلمة ودلالاتها.

فأمام ما كانت تعانيه الأخيرة، مند العصور القديمة، من معاناة الإقصاء والتهميش والظلم، انبثق اليوم العالمي للمرأة عن حراك عمالي، ثم أصبح حدثا سنوياً اعترفت به الأمم المتحدة، وأمام إصرارها العتيد في أن تجعل لنفسها، مكانة اعتبارية، استطاعت الأخيرة أن تحول  النظرة الدونية لها، إلى لحظات المجد والنبرس والاعتراف لها بما حققته من نتائج مميزة في مجالات كثيرة.

ويسعدنا في هذه المناسبة وفي هذا المقام أن نسلط الضوء، وعبر عدساتنا الإعلامية، على جانب محسوس من معاناتها الأزلية، ولنكشف عن الجوانب التي رافقت إقصاء المرأة، الذي جعل الأخيرة رائدة المجتمع ونصفه من خلال التنشئة والتربية، وها هي اليوم تدخل بقوة  في الصرح العام، كشريك فاعل وفعال، في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية الخ…، لتعلن انتصارها المعنوي وتحررها من القيود التي طالما حكمت معصم تقدمها، ولو أن الجزء الآخر منهن لا زلن يعانين الظلم تحت عتبة الفرعنة والفكر الذكوري.

وإذا كان يوم الثامن من مارس من كل سنة، لحظة مفصلية بين الماضي والحاضر، فيما يخص قضية المرأة، فإن طابع الاحتفال الآني،  يأتي في سياق  ظرفية تتميز بواقع استثنائي، واقع فيروس كورونا، والذي لم يستطع أن ينسف حق الاعتراف، ليجعل طابع الاحتفال بذكر مناقبها وما حققته، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، مبرزين بين ذلك دور الأخيرة،  واسمها الذي علا سماء الكفاءة المهنية والجانب الآخر منه بالتنشئة الاجتماعية التي أعطت أطفال الأمس رجال ونساء حرائر في واقع الحب والعرفان .

وبما أن طابع الاحتفال يختلف في دول العالم  من وإلى أخرى، فإن هذا اليوم من كل عام يعترف الكل بالدور الريادي للمرأة، خصوصاً في مسارها المهني والتربوي، وهو تعبير صريح عن الاحترام العام الذي باتت تحظى به المرأة بتقدير إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

فهي ليست فقط ذاك الكائن المفقود ماديا، بل هي  تلك المحبوبة في المهد والزوجة في الحضن والأم التي تحت أقدامها الجنة، فما أرقى هذا التكريم الذي حباها به الله جل وعلا، في مستهل كتبه السماوية، وفي مقدمته السور القرآنية، حيث خصصت بالاعتناء بها وإيتائها الحق الذي تستحق، وذكرها رب العزة من فوق سبع سماوات في سورة المجادلة، فأي تقدير أكثر من هذا، فأنت الحاضر والمستقبل، فلك أنير الحرف، وبرز سره ليعلن جهاراً قدراتك البهية، فلك  سيدتي نقف احتراماً وإجلالا، دمت ودامت لك الأفراح والمسرات.

التعليقات مغلقة.