السلطة الرابعة بين الحقوق وعصا المخزن

محمد عيدني يكتب:

من المؤسف أن الجسم الصحفي  أصبح  ضحية لاستعمال العصا و الشطط في استعمال السلطة، والأهم أنه لا يمكننا الحديث عن هذه الظاهرة التي باتت موجعة لما فيها من مس لكرامة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة إلا باستحضار مكانة الإعلام و الصحافة في تهذيب القيم والأخلاق العامة للمجتمع بعيدا عن الإسفاف و الابتذال، وأيضا لا يمكن الحديث عن دورها الدستوري وواجبها في تقييم السياسات العمومية و اعتماد مقاربة المحاسبة المقترنة بالمسؤولية، ولا يمكن الحديث عن الصحافة و الإعلام إلا في ظل شراكة وميثاق شرف بينها وبين الفاعلين والشركاء والمتعاونين في نفس المبدأ ومستوى المسؤولية من أجل بناء وطن طيب الأعراق، وهو ما بدا غير جلي في الآونة الأخيرة وعلى امتداد الشهور المتتالية تظهر  حالات للاعتداء على مراسلين من طرف القوة العمومية أو من طرف عون سلطة أو من طرف باشا أو قائد ، و ليس مستبعدا أن تتمادى يد السلطة إلى أبعد من ذلك غير مبالي مسؤوليها بما لذلك من أثر على المجتمع وأيضا لما فيه من انتهاك لحقوق الصحفي، مما ينعكس سلبا على دوره في بناء المجتمع والتوعية والتحسيس في مجالات تستدعي التضامن والتعاون خصوصا أننا في أزمة كورونا، كانت الصحافة ولازالت في خدمة المصلحة العليا للوطن وفي الصفوف الأمامية منذ بداية انتشار كوفيد 19، وقد حثت المفوضة للأمم المتحدة السامية  لحقوق الإنسان ميشال باشيليت  جميع البلدان على بذل المزيد من الجهود لحماية الصحفيين خاصة خلال جائحة كوفيد 19 لأن عملهم يساعد في إنقاذ الأرواح، وجاء ذلك خلال اجتماع عقد في جونيف لدعم حرية الصحافة.

وإذ عاينت مجموعة أصوات ميديا، ما حدث لمراسلها بالشماعية إقليم اليوسفية أسفي، وما لحقه من إهانة واعتداء لفظي من طرف الباشا، وهو الأمر الذي نشجبه جملة و تفصيلا، وهو يعتبر اعتداء على الجسم الصحفي بأكمله، باعتبار أن ما يقع للصحفي هو مخالف لما يجب في حقه من احترام و تقدير لدوره الدستوري.

التعليقات مغلقة.