الرياضة وشرب الماء وتناول الفيتامينات قد تكون ضارة بالصحة

إعداد د. مبارك أجروض

في اعتقاد معظم الناس أن الفيتامينات هي المصدر الرئيسي لقوة البدن والحياة الصحية وبالتالي العمر المديد، لكن قد يستغرب البعض عندما يقال إن تناولها بشكل مبالغ فيه وعشوائي – خاصة تلك الحبوب التي تملأ الصيدليات – يتسبب ببعض الاضطرابات تجاه الإصابة بالأمراض، ليصبح عمر الإنسان قصيرا، وحسب دراسة جديدة للمركز الطبي للبحوث في العاصمة التشيكية براغ.

ويشير البحث الجديد إلى أن الفيتامينات الذائبة في الماء مثل “بي، سي” يتخلص منها الجسم سريعا عبر البول، أما الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل A، D، E، K فيختزنها الجسم. وفي حال المبالغة بتناولها يتسبب ذلك في اضطرابات عديدة مؤذية. وفيما يلي يجيب الخبراء عن كيفية معرفة متى يبالغ المرء في تناول أشياء مفيدة للصحة.

* الحاجة إلى شرب الماء

وأدت فكرة أن الإنسان يحتاج إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً بالكثيرين إلى الاعتقاد أنه لا يمكن تناول ما يكفي منه.
ولكن الإفراط في تناول الماء، وهو ما يعرف باسم تسمم الماء، يمكن أن يكون مميتاً، بحسب موقع صحيفة “ميرور” البريطانية.

وتقول خبيرة التغذية صوفي ميدلين: “يمكن أن يؤدي الماء الزائد إلى خفض الشوارد (الإلكتروليتات) مثل الصوديوم والبوتاسيوم في مجرى الدم”. وتضيف: “غالبا ما نرى هذا في الأشخاص الذين يمارسون التدريبات الرياضية بإفراط، أو من يعانون من مشكلة في امتصاص المواد المغذية”، مشيرة إلى أن أكثر من لترين ونصف في اليوم يعد كثيراً لأغلب الأشخاص.

* الحاجة إلى التمارين الرياضية

التمارين الرياضية مهمة لأسلوب حياة صحي، ولكن حال المبالغة في ممارستها، يخاطر المرء بتعريض نفسه للإصابة. ويقول خبير اللياقة البدنية لوك جراي: “بالنسبة للشخص العادي، يُنصح بممارسة الرياضة لمدة ثلاث ساعات، من التمارين المتوسطة إلى المكثفة، في الأسبوع”.

ويضيف: “أي زيادة عن هذا الحد بالنسبة لأغلب الأشخاص، أمر زائد عن الحد ويزيد من خطورة التعرض للإصابات. والنقطة الرئيسية هي السماح للجسم بالتعافي من التمارين المكثفة”.

وإذا لم يسمح المرء للجسم بالتعافي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم وجود طاقة كافية في الجسم لدعم جميع الوظائف الفسيولوجية اللازمة لصحة مثالية، حيث إنه “غالباً ما يؤثر هذا على الرياضيين ويمكن أن يؤدي إلى إجهاد عضلي مزمن”.

* الحاجة إلى تناول الفيتامينات

وفي حين أن فيتامينات B وC قابلة للتحلل في المياه، ما يعني أن الجسم سوف يُخرج الفائض منها عند التبول، هناك فيتامينات أخرى، بينها A، D، E، K، يمكن أن يخزنها الجسم، وبالتالي قد يكون هناك إفراط في وجودها.

وتقول الطبيبة، كاري راكستون، خبيرة التغذية في جهاز معلومات الصحة والمكملات الغذائية: “يجب ألا تتناول النساء الحوامل الكبدة أو مكملات فيتامين A، حيث إنها يمكن أن تكون مضرة للجنين. وأي شيء أكثر من 1500 مليغرام من الغذاء والمكملات كثير للغاية وقد يؤثر على العظام، ما يجعلها أكثر عرضة للكسر في الكبر”.

وتضيف: “تناول أكثر من ألف مليغرام من فيتامين C في اليوم يمكن أن يؤدي إلى إسهال وريح، بينما تناول جرعات مرتفعة للغاية من فيتامين D يمكن أن يسبب القيء، فيما يؤدي التناول المفرط له على المدى البعيد في تراكم الكالسيوم في الجسم (فرط الكالسيوم في الدم)، مما يهدد بضعف العظام ويضر بالكلى والقلب. وتشير الطبيبة إلى أن الحد الأقصى لفيتامين د في اليوم هو 100 ميكروغرام”.

التعليقات مغلقة.